مختلا عقليا إلى حد ما:

ترامب ينهي رئاسته كشخصية مأساوية...!

ترامب ينهي رئاسته كشخصية مأساوية...!

-- قد يواجه الرئيس الأمريكي دعوى قضائية بسبب تشجيعه على الفتنة
-- سيكون السيناريو الأكثر رعبا، هو سيناريو اللحظة التأسيسية في أساطير اليمين المتطرف الأمريكي
-- لم تعد الشبكات الاجتماعية قادرة على تمييز الصواب من الباطل، إنها سلاح في خدمة المتطرفين
-- أصبح المجتمع ضعيفًا للغاية بسبب انفجار التفاوت الاجتماعي زمن كوفيد-19
-- الأنظمة الغربية هشة لأنها تعاني من الاستقطاب والانقسام التام داخل مجتمعاتها


  بالنسبة للخبير في العلاقات الدولية، دومينيك مويسي، خرج دونالد ترامب الخاسر الأكبر في يوم العنف، السادس من يناير، ويمكن أن يتعرض للسجن بعد مغادرة البيت الأبيض.
 
*هل يمكن مقاضاة دونالد ترامب بعد غزوة الكابيتول؟
   - قد تكون هناك عواقب قانونية خطيرة للغاية عندما يغادر البيت الأبيض. أسمع أولئك الذين يتحدثون اليوم عن الإقالة أو اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين، لكن المواعيد النهائية قصيرة جدًا. من جهة اخرى، يمكن أن يشكل ذلك خطرًا سياسيًا، مما يجعل ترامب شهيدًا في نظر مؤيديه.
  
*هل وقّع نهايته السياسية يوم الأربعاء؟
  - الخاسر الأكبر اليوم هو دونالد ترامب نفسه. لأول مرة نأى الحزب الجمهوري بنفسه عنه، وأظهر نائب الرئيس مايك بنس أنه يستحق دوره كمدافع عن المؤسسات الديمقراطية، كما فعل رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وهكذا ينهي ترامب رئاسته كشخصية مأساوية مضطربة عقليًا إلى حد ما.
  
*هل يمكن أن يدخل السجن بعد البيت الأبيض؟
   - نعم بالتأكيد... فبتشجيعه على الفتنة التي أدت إلى الفوضى، يمكن تحميله المسؤولية الجنائية عن مقتل مواطنين أمريكيين، مدفوعين بخطابه للزحف على مبنى الكابيتول. إن القرار متروك للعدالة الأمريكية، وسيكون دونالد ترامب مواطنًا مثل أي شخص آخر، وبمفرده أمام القضاة.
 
*كيف نفسر تعنّته؟
   - لا بد من اللجوء إلى التحليل النفسي، لاستكشاف علاقته بوالده، والغياب التام للمبادئ الأخلاقية في تربيته، وجانبه كلاعب، ونرجسيته المطلقة. إنه لا يستطيع تقبّل الهزيمة، هو الذي لم يتوقع أن يُنتخب قبل أربع سنوات. لقد اعتبر انتخابه انتقاما من الإذلال الاجتماعي الذي لحق به من قبل مجتمع نيويورك الراقي، والذي لم يقبله قط كواحد منهم رغم ماله. وسيلعب علم النفس أكثر من الخوف من الملاحقة الجنائية والمالية.
  
*هل حقًا يستطيع الحزب الجمهوري الانفصال عن الترامبية؟
   - تلك هي المسالة! يمكن ان نصدّق ذلك، عندما نستمع بشكل خاص إلى تصريحات مسؤولي الحزب في جورجيا: إنهم يزعمون أن مسؤولية هزيمة المرشحين الجمهوريين لمجلس الشيوخ تُعزى بنسبة 100 بالمائة إلى دونالد ترامب. إنه يرى نفسه يُعامل على أنه آلة خاسرة للحزب، بعد أن حقق إنجازاً هائلاً بخسارة الرئاسة ومجلس الشيوخ والنواب في أربع سنوات! فمن جانب، تبنت النخب المواقف التي اتخذها حتى الآن ميت رومني بمفرده، المرشح الجمهوري السابق للرئاسة.
  
*وعلى الجانب الآخر؟
   - هناك أنصار صامدون وثابتون... يبقى أن نرى ما إذا كان يوم السادس من يناير هذا، سيظهر في التاريخ على أنه يوم نهاية ترامب، باعتباره آخر يوم عار ... أو على عكس ذلك كاختبار للترامبية.
 
  *بمعنى؟
  - المقارنة التاريخية التي تتبادر إلى الذهن هي انقلاب ميونيخ، عندما حاول هتلر الاستيلاء على السلطة ليلة 8-9 نوفمبر 1923... فشل، وتم إلقاء هتلر في السجن، ولكن كانت تلك هي اللحظة التأسيسية في الأساطير النازية. هل سيلعب السادس من يناير هذا الدور بالنسبة لترامب؟ سيكون السيناريو الأكثر رعبا، سيناريو اللحظة التأسيسية في أساطير اليمين المتطرف الأمريكي.
 
*ما العواقب التي يمكن استخلاصها لبقية العالم؟
   - ما حدث في الولايات المتحدة يتعلق بكل ديمقراطياتنا. كان من الممكن أن تأخذ السترات الصفراء طريق الإليزيه. أنظمتنا الديمقراطية هشة لأنها تعاني من الاستقطاب والانقسام التام داخل مجتمعاتنا. هناك دولتان أمريكيتان، تمامًا كما يمكن أن تكون هناك دولتان في فرنسا، واثنتان في بريطانيا العظمى، إلخ... هذه الظاهرة تتسارع وتتعزز بثورة الاتصالات والانترنت وتويتر ... لم تعد الشبكات الاجتماعية قادرة على تمييز الصواب من الباطل، إنها سلاح في خدمة المتطرفين. بالإضافة إلى ذلك، أصبح المجتمع في غاية الهشاشة بسبب انفجار التفاوت الاجتماعي زمن كوفيد-19.