اسكتلندا، إيرلندا الشمالية:
تشارلز الثالث يواجه مملكة مفككة...!
-- سيتعين على تشارلز، «كسب قلوب وعقول» رعاياه لإقناعهم بأنه لا يزال للمملكة مستقبل
يزور الملك تشارلز الثالث اسكتلندا وإيرلندا الشمالية، وهما دولتان يتناغم فيهما الاستقلال مع الجمهورية. بعد ثلاثة أيام من وفاة الملكة، تساءلت بعض الصحف البريطانية، السبت، عما إذا كان النظام الملكي البريطاني سيصمد امام هذا الغياب.
لكن النادر منها يجرؤ على الذهاب أبعد من ذلك، والتشكيك في فرص بقاء المملكة نفسها. ومع ذلك، بين رغبة اسكتلندا في الاستقلال، وانقسام إيرلندا الشمالية العالقة في بروتوكول ما بعد البريكسيت، برزت علامات خطيرة على الانهيار في السنوات الأخيرة. فهل سيكون تشارلز الثالث هو من سيسدّ الثغرات؟
نظريا، هذه المسالة ليست من اختصاصه لأن الملك البريطاني ملزم بالحياد السياسي. من الناحية العملية، الأمر مختلف قليلاً. “بفضل جاذبيتها وشخصيتها وطول عمر حكمها، عملت الملكة على جمع البريطانيين، تقول مويا جونز، الأستاذة المميزة للدراسات البريطانية في جامعة بوردو مونتين، ثم هناك تعلقها الشديد بالوحدة. قبل استفتاء الاستقلال الإسكتلندي بقليل، نصحت الناخبين بالتفكير مليًا. كما أنها ضاعفت، خلال رحلات مختلفة، بوادر التهدئة في اتجاه إيرلندا الشمالية. وهذا على الرغم من اغتيال اللورد مونت باتن عام 1979، عم ومعلم زوجها فيليب، على يد الجيش الجمهوري الأيرلندي.
جولة تقليدية في الدول الأربع للمملكة
هل سيتبع تشارلز خطى إليزابيث؟ يمكن تقديم بداية للرد في الأيام المقبلة حيث سيقوم بجولة تقليدية للملوك الجدد في الدول الأربع للمملكة لكي يتم استقباله من قبل رعاياه. سيبدأ من أدنبرة اليوم الاثنين، ثم يمر عبر بلفاست قبل أن ينتهي في ويلز. وتساور مويا جونز شكوك حول قدرة المتوّج حديثًا على أن يصبح موحدًا. «لا يتمتع بنفس هالة والدته، وحتى وقت قريب كان يُنظر إليه على أنه أناني وغريب الأطوار، فقد أسيء فهمه بعض الشيء”. وملك بصورة متذبذبة يمكن أن يساهم في إضعاف المملكة. أورلين أنطوان، أستاذ القانون العام ورئيس مرصد البريكسيت، أقل حسما: “إنه ذكي، ولديه شهية للسياسة لم تكن لدى والدته بالضرورة، فهو لا يتجاهل، على سبيل المثال، مخاطر الانفصال الإسكتلندي».
استفتاء تقرير المصير
المقترح في اسكتلندا
يبقى، انه في الدولة الواقعة في أقصى شمال المملكة، لا يتمتع تشارلز الثالث بنسبة شعبية إليزابيث الثانية. “بقدر ما أحبّت اسكتلندا وممتلكات بالمورال، حيث توفيت، بقدر ما كانت إنجليزية للغاية”، تشير أوريلين أنطوان. ونقلت صحيفة التايمز، عن الصحفي كليف ايرفينغ، مؤلف سيرة غير مرخص لها للملكة، موقفا أكثر قسوة: “قد يرتدي تشارلز التنانير، لن يبدو في اسكتلندا أنه في بيته أبدًا».
في استطلاع للرأي نُشر في مايو بمناسبة يوبيل الملكة، اعتقد 37 بالمائة من الإسكتلنديين أن نهاية الحكم الإليزابيثي سيكون وقتًا مناسبًا للانتقال إلى الجمهورية. أي 12 نقطة أكثر من بقية البلاد. وبالنسبة لرئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجون والحزب الوطني الإسكتلندي، وهو حزب انفصالي واوروبي، لم يهضما البريكسيت، قد تكون فرصة لتسريع مشروع استفتاء تقرير المصير الذي يريدون إجراءه 2023. رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تروس، سبق ان حذرت من أنها ستعارض ذلك. وماذا عن تشارلز الثالث؟ تقول أوريلين أنطوان: “لا شيء يمنعه من إبلاغ ستورجون بعدم تنظيمه، لكن هذا من شأنه إحداث فوضى... في الواقع، لا يمكنه فعل أي شيء».
إيرلندا الشمالية: عودة التوترات بين الوحدويين والجمهوريين
يبدو أن هامش مناورته يقتصر أكثر على التدخل في إيرلندا الشمالية حيث الخصومة بين لندن وبروكسل بسبب بروتوكول ما بعد البريكسيت، والذي وقّعه بوريس جونسون، وينص على إنشاء حدود جمركية بين المقاطعة البريطانية وإنجلترا. وقد أدى تدهور الوضع إلى تأجيج التوترات بين الوحدويين والجمهوريين، الذين تعزّز بينهم، من خلال البريكسيت، إغراء الانفصال عن المملكة للانضمام إلى جمهورية إيرلندا. في مايو، فاز كاثوليك شين فين، مؤيدي هذا الجمع، في الانتخابات المحلية. علاوة على ذلك، فإن الديناميكيات الديموغرافية -سيصبح الوحدويون البروتستانتيون قريبًا أقلية -لا تذهب في اتجاه تعزيز العلاقات مع لندن. وعلى الرغم من حريته الضئيلة في التعبير، سيتعين على تشارلز الثالث، كما يشرح مويا جونز، “كسب قلوب وعقول” رعاياه لإقناعهم بأنه لا يزال للمملكة مستقبل.
يزور الملك تشارلز الثالث اسكتلندا وإيرلندا الشمالية، وهما دولتان يتناغم فيهما الاستقلال مع الجمهورية. بعد ثلاثة أيام من وفاة الملكة، تساءلت بعض الصحف البريطانية، السبت، عما إذا كان النظام الملكي البريطاني سيصمد امام هذا الغياب.
لكن النادر منها يجرؤ على الذهاب أبعد من ذلك، والتشكيك في فرص بقاء المملكة نفسها. ومع ذلك، بين رغبة اسكتلندا في الاستقلال، وانقسام إيرلندا الشمالية العالقة في بروتوكول ما بعد البريكسيت، برزت علامات خطيرة على الانهيار في السنوات الأخيرة. فهل سيكون تشارلز الثالث هو من سيسدّ الثغرات؟
نظريا، هذه المسالة ليست من اختصاصه لأن الملك البريطاني ملزم بالحياد السياسي. من الناحية العملية، الأمر مختلف قليلاً. “بفضل جاذبيتها وشخصيتها وطول عمر حكمها، عملت الملكة على جمع البريطانيين، تقول مويا جونز، الأستاذة المميزة للدراسات البريطانية في جامعة بوردو مونتين، ثم هناك تعلقها الشديد بالوحدة. قبل استفتاء الاستقلال الإسكتلندي بقليل، نصحت الناخبين بالتفكير مليًا. كما أنها ضاعفت، خلال رحلات مختلفة، بوادر التهدئة في اتجاه إيرلندا الشمالية. وهذا على الرغم من اغتيال اللورد مونت باتن عام 1979، عم ومعلم زوجها فيليب، على يد الجيش الجمهوري الأيرلندي.
جولة تقليدية في الدول الأربع للمملكة
هل سيتبع تشارلز خطى إليزابيث؟ يمكن تقديم بداية للرد في الأيام المقبلة حيث سيقوم بجولة تقليدية للملوك الجدد في الدول الأربع للمملكة لكي يتم استقباله من قبل رعاياه. سيبدأ من أدنبرة اليوم الاثنين، ثم يمر عبر بلفاست قبل أن ينتهي في ويلز. وتساور مويا جونز شكوك حول قدرة المتوّج حديثًا على أن يصبح موحدًا. «لا يتمتع بنفس هالة والدته، وحتى وقت قريب كان يُنظر إليه على أنه أناني وغريب الأطوار، فقد أسيء فهمه بعض الشيء”. وملك بصورة متذبذبة يمكن أن يساهم في إضعاف المملكة. أورلين أنطوان، أستاذ القانون العام ورئيس مرصد البريكسيت، أقل حسما: “إنه ذكي، ولديه شهية للسياسة لم تكن لدى والدته بالضرورة، فهو لا يتجاهل، على سبيل المثال، مخاطر الانفصال الإسكتلندي».
استفتاء تقرير المصير
المقترح في اسكتلندا
يبقى، انه في الدولة الواقعة في أقصى شمال المملكة، لا يتمتع تشارلز الثالث بنسبة شعبية إليزابيث الثانية. “بقدر ما أحبّت اسكتلندا وممتلكات بالمورال، حيث توفيت، بقدر ما كانت إنجليزية للغاية”، تشير أوريلين أنطوان. ونقلت صحيفة التايمز، عن الصحفي كليف ايرفينغ، مؤلف سيرة غير مرخص لها للملكة، موقفا أكثر قسوة: “قد يرتدي تشارلز التنانير، لن يبدو في اسكتلندا أنه في بيته أبدًا».
في استطلاع للرأي نُشر في مايو بمناسبة يوبيل الملكة، اعتقد 37 بالمائة من الإسكتلنديين أن نهاية الحكم الإليزابيثي سيكون وقتًا مناسبًا للانتقال إلى الجمهورية. أي 12 نقطة أكثر من بقية البلاد. وبالنسبة لرئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجون والحزب الوطني الإسكتلندي، وهو حزب انفصالي واوروبي، لم يهضما البريكسيت، قد تكون فرصة لتسريع مشروع استفتاء تقرير المصير الذي يريدون إجراءه 2023. رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تروس، سبق ان حذرت من أنها ستعارض ذلك. وماذا عن تشارلز الثالث؟ تقول أوريلين أنطوان: “لا شيء يمنعه من إبلاغ ستورجون بعدم تنظيمه، لكن هذا من شأنه إحداث فوضى... في الواقع، لا يمكنه فعل أي شيء».
إيرلندا الشمالية: عودة التوترات بين الوحدويين والجمهوريين
يبدو أن هامش مناورته يقتصر أكثر على التدخل في إيرلندا الشمالية حيث الخصومة بين لندن وبروكسل بسبب بروتوكول ما بعد البريكسيت، والذي وقّعه بوريس جونسون، وينص على إنشاء حدود جمركية بين المقاطعة البريطانية وإنجلترا. وقد أدى تدهور الوضع إلى تأجيج التوترات بين الوحدويين والجمهوريين، الذين تعزّز بينهم، من خلال البريكسيت، إغراء الانفصال عن المملكة للانضمام إلى جمهورية إيرلندا. في مايو، فاز كاثوليك شين فين، مؤيدي هذا الجمع، في الانتخابات المحلية. علاوة على ذلك، فإن الديناميكيات الديموغرافية -سيصبح الوحدويون البروتستانتيون قريبًا أقلية -لا تذهب في اتجاه تعزيز العلاقات مع لندن. وعلى الرغم من حريته الضئيلة في التعبير، سيتعين على تشارلز الثالث، كما يشرح مويا جونز، “كسب قلوب وعقول” رعاياه لإقناعهم بأنه لا يزال للمملكة مستقبل.