رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
تقرير يكشف أسباب تزايد التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية
تشير التقارير الأخيرة إلى أن حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب لعام 2024 قد تكون تعرضت لاختراق إيراني، وهو ما يعكس التدخل الأجنبي الذي شهدته الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. وتأتي شكوى حملة ترامب بشأن عملية اختراق وثائق حملته الانتخابية وتسريبها مضحكة، بالنظر إلى تشجيع ترامب نفسه للتدخل الروسي ضد المرشحة السابقة هيلاري كلينتون في عام 2016. ويمثل هذا الاختراق استمراراً للتدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية، مما يسلط الضوء على التهديد المتزايد للديمقراطية الأمريكية.
المنظور التاريخي: مخاوف الآباء المؤسسين
وفي هذا الإطار، قال بول آر. بيلار، عمل في الاستخبارات الأمريكية وشغل فيها مجموعة متنوعة من المناصب التحليلية والإدارية» «كان الآباء المؤسسون مدركين تماماً لمخاطر التدخل الأجنبي في السياسة الأمريكية، وخافوا أن تفتح الانقسامات الحزبية الباب أمام التلاعب من القوى الأجنبية، كما حدث أثناء الحرب الثورية مع فرنسا». وحذرت كتابات «جون جاي» في الوثائق الفيدرالية من التحالفات المدمرة بين الدول الأجنبية والفصائل السياسية الأمريكية، وهو القلق الذي يتردد صداه اليوم، حيث أصبح التدخل الأجنبي مرة أخرى قضية مهمة.
تطور التدخل الأجنبي
وأضاف بيلار في مقاله بموقع «ناشونال إنترست» «خلال جزء كبير من تاريخ الولايات المتحدة، كانت الأمة خالية إلى حد كبير من التدخل الأجنبي الكبير في انتخاباتها، ويرجع ذلك إلى عوامل منها قوتها المتنامية».
ومع ذلك، تغير هذا على مدى العقود الثلاثة الماضية حيث مكنت التكنولوجيا من استغلال أساليب جديدة للتدخل، مثل القرصنة والتصيد عبر الإنترنت. وتزداد خطورة الظهور الجديد للتدخل الأجنبي أيضاً بسبب الانقسام الحزبي، حيث أصبحت الانتخابات الأمريكية الآن تحمل مخاطر أكبر للأنظمة الأجنبية بسبب تبدد الإجماع الذي ساد حول الحرب الباردة، والتي وحدت السياسة الخارجية الأمريكية ذات يوم.
أصبح التعصب للحزب في الولايات المتحدة قضية خطيرة لدرجة أنها أدت إلى طغيان عقلية «كل شيء مباح»، والتي تجسدت في تصرفات ترامب في عام 2016. عززت هذه البيئة أيضاً التقارب بين الفصائل السياسية الأمريكية والأنظمة الأجنبية ذات الأيديولوجيات المماثلة، حيث أصبحت السياسة الأمريكية متشابكة بشكل متزايد مع التأثيرات الأجنبية.
اللاعبون الأجانب
الرئيسيون في عام 2024
حددت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز روسيا والصين وإيران كتهديدات كبيرة لانتخابات عام 2024 في شهادة لها في وقت سابق من هذا العام. يُنظر إلى روسيا، على وجه الخصوص، على أنها الأكثر نشاطاً في تشويه سمعة الديمقراطية الأمريكية، وتعميق الانقسامات الداخلية، والحد من الدعم الغربي لأوكرانيا.
وأوضح الكاتب أن تفضيل روسيا لفوز ترامب واضح، نظراً لإعجاب ترامب في الماضي ببوتين وموقف الحزب الجمهوري المؤيد لروسيا بشكل متزايد، وهو تناقض صارخ مع سياساته المناهضة لموسكو في حقبة الحرب الباردة.
من ناحية أخرى، من المرجح أن تفضل إيران هزيمة ترامب بسبب سياساته العدائية في ولايته السابقة. ولكن بعض المتشددين في طهران قد يجدون أن إعادة انتخاب ترامب مفيدة لتعزيز قوتهم المحلية.
وفي الوقت نفسه، تركز جهود النفوذ الصينية بشكل أكبر على تعزيز وجهات النظر المؤيدة للصين عبر الطيف السياسي الأمريكي بدلاً من دعم مرشح معين، مما يعكس توقعات بكين بموقف صارم من واشنطن بغض النظر عن نتيجة الانتخابات. ولفت الكاتب النظر إلى أن إسرائيل تظل مؤثرة بشكل كبير في الانتخابات الأمريكية. وأظهرت جماعات الضغط الإسرائيلية، وخاصة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، نفوذاً كبيراً من خلال التأثير على الانتخابات الأمريكية، مثل إقصاء منتقدي تصرفات إسرائيل في الكونغرس.
وتحولت جهود جماعات الضغط بشكل متزايد نحو دعم الحزب الجمهوري، مما يعكس التحول السياسي اليميني في إسرائيل. وعلاوة على ذلك، انخرطت إسرائيل في عمليات سرية، باستخدام تكتيكات مماثلة لتلك التي تستخدمها الدول المعادية مثل روسيا وإيران، للتأثير على الرأي العام الأمريكي، وخاصة فيما يتعلق بأعمالها العسكرية في غزة.
مخاطر التدخل الأجنبي
إن التدخل الأجنبي يقوض المبدأ القائل بأن الانتخابات الأمريكية يجب أن تعكس إرادة الشعب الأمريكي، وليس المصالح الأجنبية. ومن الممكن أن يؤدي هذا التدخل إلى تحريف السياسة الأمريكية تجاه البلدان المتدخلة، سواء من خلال التأثير المباشر أو المقايضة الضمنية، كما يتبين في العلاقة الغامضة بين ترامب وروسيا.
وقال الكاتب إن هذا النفوذ الأجنبي يشكل أيضاً شكلاً من أشكال التلاعب بقضية واحدة، حيث تطغى مصالح المتدخل على المخاوف الأمريكية الأوسع نطاقاً، مما يؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة للديمقراطية.
في حين تلعب وكالات الاستخبارات ووسائل الإعلام أدواراً حاسمة في فضح التدخل الأجنبي، فإن مسؤولية التخفيف من هذه التهديدات تقع في نهاية المطاف على عاتق السياسيين. إن الالتزام برفض المساعدة الأجنبية في الانتخابات، كما أظهر قادة مثل جورج بوش الأب وآل غور، أمر ضروري.
ومن المؤسف أن هذه الأخلاق قد تدهورت، يضيف الكاتب، كما رأينا في عرقلة ترامب للتحقيق في تدخل روسيا في عام 2016. واعتبر الكاتب استعادة هذه الأخلاق أمراً بالغ الأهمية لحماية الانتخابات الأمريكية من النفوذ الأجنبي والحفاظ على نزاهة الديمقراطية الأمريكية. وقال بيلار إن الاتجاه المتزايد للتدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية أمر مثير للقلق، حيث تسعى قوى أجنبية متعددة إلى التأثير على نتائجها. وأدى تصاعد الانقسام السياسي الحزبي، إلى جانب تقدم التكنولوجيا، إلى جعل الانتخابات الأمريكية أكثر عرضة للتلاعب الخارجي. ويتطلب التصدي لهذا التحدي، حسب الكاتب، جهداً جماعياً من جانب الزعماء السياسيين والمواطنين لحماية العملية الديمقراطية من التدخل الأجنبي.