تقرير: الجبهة الثالثة تهدد الجيش الإسرائيلي «المنهك»

تقرير: الجبهة الثالثة تهدد الجيش الإسرائيلي «المنهك»


رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الهجوم الإسرائيلي الواسع على الضفة الغربية، يسلط الضوء على مدى تدهور الظروف في الأراضي الفلسطينية، ويفرض مطالب جديدة ومعقدة على جيش منهك بسبب الحرب في غزة، والصراع على الحدود اللبنانية.
يعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل كبير على جنود الاحتياط بدوام جزئي، الذين يقولون إنهم منهكون من أطول حرب خاضتها البلاد منذ عقود
ووفق الصحيفة، استهدفت العملية التي بدأت الثلاثاء الماضي، الجماعات المسلحة الأحدث والأصغر سناً، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 10 أشخاص. 

توسع جبهات الحرب
وقال مسؤولون ومحللون إسرائيليون، إن «تجدد القتال في الضفة الغربية، أثار شبح القتال المطول على جبهات متعددة».
وقال الباحث في شؤون حماس والضابط العسكري الإسرائيلي السابق، جاي أفياد: «إن الجيش اليوم منهك. وفي نهاية المطاف، لدينا مجموعة محدودة للغاية من جنود الاحتياط الذين يتحملون عبء القتال. إنهم نفس الأشخاص طوال الوقت».
وقالت القوات الإسرائيلية أمس، إنها قتلت 5 مسلحين فلسطينيين، بينهم أحد قادة المسلحين، كانوا يختبئون في مسجد بمدينة طولكرم بالضفة الغربية، وهي واحدة من مدينتين بالضفة الغربية لا تزال العملية جارية فيهما.
وأضافت أنه «خلال القتال في طولكرم، قتلت القوات رجلاً يدعى محمد جابر المعروف باسمه الحركي «أبوشجاع»، وهو زعيم شبكة مسلحة في مخيم نور شمس، حيث تخوض مجموعات مسلحة فلسطينية معارك مع القوات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة».
وعلى النقيض من غزة، حيث تجري إسرائيل محادثات غير مباشرة مع حماس، من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، قال محللون إن «التصعيد في الضفة الغربية مثير للقلق، لأنه لا يوجد أي أمل في التوصل إلى أي حل دبلوماسي».
وقالت المحامية الأمريكية في مجال حقوق الإنسان والمقيمة في الضفة الغربية، أليجرا باتشيكو: «لا يوجد أفق سياسي، ولا توجد مفاوضات، ولا نهاية للصراع. وهذا ما يحدث باستمرار في المناطق الحضرية، وينتشر الآن إلى القرى».
 موقف دفاعي
وأشارت الصحيفة إلى أن السنوات الأخيرة، شهدت صعوداً لجماعات مسلحة جديدة وأصغر سناً، وذلك مع استخدام الحكومة الإسرائيلية لقوات الدفاع للضغط على المتمردين في الضفة الغربية.
وتضم الحكومة الائتلافية، التي يرأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعض زعماء المستوطنين البارزين، الذين عملوا على توسيع المستوطنات، ودعوا إلى شن حملة صارمة على المسلحين الفلسطينيين.
وكانت الضفة الغربية المحتلة تنحدر إلى حالة من الاضطراب قبل الحرب، مع تصاعد التوغلات العسكرية الإسرائيلية، وتصاعد النزعة المسلحة الفلسطينية، وزيادة الهجمات العنيفة على الفلسطينيين من قِبَل المستوطنين الإسرائيليين.
وقالت المحللة البارزة في فلسطين في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة لحل النزاعات مقرها بروكسل، تهاني مصطفى: «رأينا الفلسطينيين في الضفة الغربية يضطرون إلى اتخاذ موقف دفاعي. ليس لديهم أي شيء آخر. إنها مسألة أمن شخصي في هذه المرحلة، سواء كان ذلك ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي المتطرفين أو المستوطنين».

انهيار شامل
ومن جهته، قال فراس خليفة (48 عاماً)، الذي يعيش في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، في إشارة إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر: «البنية التحتية تتعرض للتدمير. والإنترنت بالكاد يعمل. اتصل بعض الناس بالهلال الأحمر لإجلائهم، لكن الجيش الإسرائيلي لم يسمح لهم بالمرور».
وقال محللون عسكريون إن «العملية الحالية تشكل مخاطر استراتيجية بالنسبة لإسرائيل. فقد تعرضت قواتها المسلحة لضغوط شديدة بسبب القتال المستمر منذ ما يقرب من 11 شهراً في غزة، والصراع المتصاعد مع حزب الله المدعوم من إيران في لبنان».
وقال شلومو موفاز، وهو مسؤول كبير سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن «العملية في الضفة الغربية تشمل مئات الجنود، بما في ذلك القوات التي تم نقلها إلى الميدان من دورات تدريبية وقوات احتياطية كتعزيزات»، مضيفاً «يحتاج الجيش إلى معرفة كيفية الانتشار عبر عدة ساحات. ليس لديه خيار آخر». ولم تكشف إسرائيل عن حجم قواتها في عمليتها بالضفة الغربية، لكنها قالت إن ألوية إقليمية ومهندسين قتاليين يشاركون في العملية. ولم تقدم تقديرات بشأن موعد انتهاء العملية.