رئيس الدولة ورئيس وزراء اليونان يؤكدان أهمية التسوية السلمية للنزاعات والأزمات في المنطقة والعالم
تقرير: تصاعد معارضة الجنود الإسرائيليين للحرب على غزة
لم تكن معارضة الحرب في غزة ملحوظة بقوة قبل بضعة أشهر، إلا أنها تتصاعد حتى بين جنود الاحتياط في إسرائيل، الذين انتقد بعضهم الحكومة علناً لما وصفوه بقرار غير أخلاقي، يحمل دوافع سياسية بمواصلة الحرب.
ونقلت شبكة «إن.بي.سي» الإخبارية الأمريكية عن الجندي الاحتياطي الإسرائيلي يوفال بن آري، تصريحات يرفض فيها «ارتكاب جرائم حرب» قائلاً: «كإسرائيلي، وكإنسان، أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى وقف تجويع مليوني شخص»، مضيفًا أنه يشعر بالخجل والذنب لأن «الناس داخل غزة يموتون جوعاً».
وبحسب تقرير الشبكة الإخبارية خدم بن آري، بصفته جندياً احتياطياً، في دورتين داخل غزة، الأولى في شمال القطاع والثانية في جنوبه، وهو واحد من عدد متزايد من أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي السابقين والحاليين، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلوك البلاد خلال الحرب على قطاع غزة.
وذكر التقرير، أن تزايد هذا الرفض يأتي بعد إعلان حكومة نتانياهو عن عملية عسكرية جديدة كبرى، أُطلق عليها اسم «عربة جدعون»، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، على الرغم من توقيع أكثر من 12 ألف جندي حالي وسابق سلسلة من الرسائل منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس (آذار) يطالبون فيها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحكومته بإنهاء الحرب، ويعلنون رفضهم الخدمة العسكرية إذا استمرت.
متحدثًا في مدينة سديروت جنوب إسرائيل، التي تقع على بُعد بضع مئات من الأمتار من حدود غزة، ما يعني أن أنقاض غزة ظاهرة للعيان وصوت الانفجارات والطائرات في كل مكان، قال بن آري إنه أقنع الجيش الإسرائيلي بالسماح له بالعودة إلى الخدمة بعد الهجوم الإرهابي الذي قادته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص واختُطف حوالي 250 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.
وبيَّن الجندي الإسرائيلي أنه سرعان ما أصيب بخيبة أمل إزاء الدمار الذي شهده على الرغم أنه شعر في البادية بضرروة الانضمام إلى الجيش لحماية وطنه بمجرد عودته إلى إسرائيل، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «لن أرتدي هذا الزي العسكري بعد الآن في ظل الحكومة الحالية».
وفي ذات السياق قال الطيار المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي غاي بوران، في مقابلة أجريت معه في منزله بتل أبيب في وقت سابق من هذا الشهر: «إنهم لا يقولون: أوقفوا الحرب لأننا متعبون، بل يقولون إن هذه الحرب غير شرعية». مضيفاً بعد مساهمته في إطلاق رسالة «مناهضة للحرب» وقّعها ما يقرب من 1200 من أفراد سلاح الجو الحاليين والسابقين، أن نتانياهو، الذي يُحاكم حالياً بتهم الرشوة والاحتيال «في ورطة كبيرة، ووُجهت إليه تهم جنائية خطيرة للغاية». وبحسب الطيار المتقاعد، فإن بقاء نتانياهو السياسي يكمن في أيدي شركائه «من أقصى اليمين» في إشارة إلى وزير المالية القومي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حماس، ودعوا أيضاً إلى القضاء التام على الحركة المسلحة، وبشكل أعم، إلى إعادة احتلال غزة.
وفي مقابلة منفصلة، اعترض مقدم في سلاح الجو الاحتياطي على استئناف العمليات العسكرية في غزة، خوفاً من أن تقتل القوات الإسرائيلية الجنود الأسرى وغيرهم من المدنيين، في إشارة إلى الرهائن الـ58 الذين ما زالوا في الأسر، رغم الاعتقاد بأن غالبيتهم لقوا حتفهم بالإشارة إلى أن هذا «خط أحمر»، وأن نتانياهو وائتلافه يتجاهلون الرهائن، من أجل بقاء حكومتهم».
وذكر تقرير الشبكة الإخباري أنه تجنب ذكر العديد من الأسماء لخشيتهم على سلامتهم ووظائفهم، ومع ذلك، طرد الجيش الإسرائيلي أو هدد بفصل جنود احتياطيين وقّعوا على الرسالة، وفقاً لتحقيقات نشرتها وكالة «أسوشيتد برس».
وأدان بن غفير هذه الخطوة، واصفًا إياها بـ»الحمقاء» و»الخاطئة أخلاقياً»، في منشورٍ له يوم الاثنين، على موقع إكس، وسبق أن تعرّض سموتريتش ووزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو لانتقاداتٍ بسبب تصريحاتٍ مماثلة.
وبحسب تصريحات العديد من الجنود أصبح هناك شعور متزايد بأن «الأمر تحوّل إلى حرب انتقام، وأن عدداً كبيراً جداً من المدنيين الأبرياء يُقتلون دون سبب».