برعاية منصور بن زايد..

تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها السابعة عشرة 2025

تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها السابعة عشرة 2025


يشهد قصر الإمارات في أبوظبي صباح اليوم الأربعاء حفلًا رسميًا رفيع المستوى لتكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها السابعة عشرة لعام 2025، وذلك برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء هذا الحدث تتويجًا لجهود رائدة في تنمية وتطوير قطاع نخيل التمر والابتكار الزراعي على المستويين العربي والدولي، حيث تم تكريم نخبة من الشخصيات والمؤسسات المتميزة التي قدمت إسهامات بارزة انعكست على تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، ونقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا.
ويستعرض الافتتاح اليوم عدد من البحوث العلمية الرائدة ومنها الدراسة التى يقدمها الدكتور عبدالقادر جيجلي  لفهم التركيب الوراثي لصفات نخيل التمر، وهو أمر معقد بسبب طبيعة النخيل المعمّرة وطول دورة حياته. استخدم الباحث نماذج الارتباط الجينومي الواسع (GWAS) والتنبؤ الجيني، لتحليل صفات مثل الحموضة، نسبة السكر، الأبعاد، واللون في الثمار، باستخدام بيانات منشورة سابقًا.
حيث كشفت النماذج متعددة المتغيرات عن سبعة مواقع جينية (QTL) منها خمسة جديدة، توضح الجوانب الوراثية المؤثرة في هذه الصفات. وأظهرت نتائج النماذج أن صفات اللون كانت الأكثر دقة في التنبؤ، بينما أظهرت الصفات الأخرى دقة متوسطة. كما تبين أن النماذج متعددة الصفات تفوقت على النماذج الأحادية في التنبؤ بأبعاد الثمار.
أكدت الدراسة أهمية استخدام أعداد أكبر من العينات وتطبيق نماذج متعددة المتغيرات لتحسين الدقة في برامج تربية نخيل التمر. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في تطبيق نماذج التنبؤ الجيني على نخيل التمر، مع إمكانية توسيعها لتشمل صفات مقاومة مثل مقاومة سوسة النخيل الحمراء، مما يعزز الإنتاجية والقدرة على التكيف البيئي.
كماقدّم الدكتور خالد ميشيل حزوري دراسة علمية نوعية بعنوان جينوم سوسة النخيل الحمراء كأداة لمكافحة الآفة بالوسائل الجينية، توصلت إلى تركيب جينوم شبه مكتمل لسوسة النخيل الحمراء (Rhynchophorus ferrugineus)، وهي إحدى أخطر الآفات التي تهدد نخيل التمر، خصوصًا في منطقة الخليج العربي. يبلغ حجم الجينوم الجديد نحو 779 ميغاباز، وبلغت نسبة اكتماله 99.5%، مما يجعله من أكثر التسلسلات الجينية دقة وشمولًا لهذه الآفة حتى الآن.
حددت الدراسة 29,666 جينًا مشفرًا للبروتينات، إلى جانب جينات tRNA وrRNA، مما يفتح المجال لفهم أعمق للخصائص البيولوجية للآفة مثل التكيف مع البيئات القاحلة، والقدرة على مقاومة المبيدات.
يُعد هذا الجينوم أداة استراتيجية لتطوير تقنيات حديثة في مكافحة الآفات، مثل التداخل الجيني (RNAi) وتعديل الجينات (CRISPR)، ما يتيح بدائل مستدامة عن المبيدات الكيميائية. كما يدعم تطوير خطط وطنية متكاملة لإدارة الآفات (IPM).
يتماشى البحث مع أهداف الاستدامة في دولة الإمارات، ويعزز مبادرات منها:برنامج الإمارات لزراعة النباتات.ومبادرة "نخيلنا" لمكافحة سوسة النخيل.واستراتيجية الأمن الغذائي 2051.والسياسة البيئية العامة لدولة الإمارات.مبادرات التعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
يمثل هذا العمل خطوة نوعية نحو حماية نخيل التمر، ودعم الأمن الغذائي، وتحقيق الزراعة المستدامة في المنطقة.
كما قدم الدكتور نواف سالم الهاجري جامعة الكويت، دولة الكويت مشروع التكامل المستدام للطاقة الشمسية الكهروضوئية وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في الزراعة القاحلة: طريق نحو المرونة الاقتصادية والبيئية
فائز عن فئة المشاريع التنموية والانتاجية الرائدة (مناصفة)حيث طوّر د. نواف الهاجري مشروعًا مبتكرًا يدمج الزراعة المستدامة مع الطاقة الشمسية وتحلية المياه، وفق نموذج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء (WEF).
يعتمد المشروع على أنظمة زراعة متكاملة تشمل الحقول المفتوحة والبيوت الزجاجية، مدعومة بطاقة شمسية ووحدة تحلية تعمل بالتناضح العكسي. وقد حقق المشروع نتائج متميزة، منها:خفض استهلاك المياه بنسبة 5.4% بفضل تقنيات ري فعالة.تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية.زيادة صافي الربح لكل وحدة أرض بمقدار 1.1 دولار مقارنة بالطرق التقليدية.تعزيز المرونة المناخية من خلال إطالة موسم الزراعة وزيادة تنوع المحاصيل.
يمثل هذا الابتكار نموذجًا مستدامًا قابلًا للتوسع في المناطق القاحلة، ويُسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز كفاءة الموارد، والتكيف مع تغير المناخ، مما يجعله أداة استراتيجية لصنّاع القرار في الزراعة المستقبلية.
كما قدمت شركة إيدن للابتكارات، أبوظبي حلآ مبتكر اومستدام لتربية الأحياء المائية وقدفائزعن فئة المشاريع التنموية والانتاجية الرائدة (مناصفة) حيثتُعد أنظمة الاستزراع المائي الدائرية (RAS) من الحلول المستدامة لتربية الأسماك، حيث تُعيد تدوير المياه ومعالجتها واستخدامها مجددًا، ما يجعلها مثالية للبلدان التي تعاني من شح المياه مثل الإمارات. غير أن هذه الأنظمة تواجه تحديات، أبرزها ارتفاع تكاليف التشغيل، لا سيما تكلفة مصادر الكربون الضرورية لدعم نمو البكتيريا في الفلاتر البيولوجية التي تحافظ على جودة المياه.
ولمواجهة هذه التحديات، تم تطوير منتج مبتكر يُدعى (D-MicroFeed)، يعتمد على نوى التمر الغنية بالكربون – وهي مخلفات زراعية متوفرة بكثرة وبتكلفة شبه مجانية – كمصدر بديل ومستدام للكربون في أنظمة (RAS).
أظهرت التجارب المخبرية أن نوى التمر فعّالة في دعم نمو البكتيريا وتحسين مؤشرات جودة المياه مثل الطلب البيولوجي والكيميائي على الأوكسجين. ويُسهم المنتج في خفض تكلفة مصادر الكربون بنسبة تصل إلى 98%، حيث يتراوح سعره بين 0.50 – 1 دولار-كغم مقارنة بـ 30 – 50 دولار-كغم للبدائل التقليدية.
إلى جانب ذلك، يساعد "D-MicroFeed" في إعادة تدوير نفايات نوى التمر، ويقلل الانبعاثات البيئية، ويدعم استدامة قطاعي التمور وتربية الأسماك. كما يتماشى المشروع مع استراتيجية الابتكار الوطنية لدولة الإمارات ويدعم عدة أهداف من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، منها الزراعة المستدامة والعمل المناخي.