ستتميّز بحملة انتخابية طويلة:

توقعات: 2020، سنة أمريكية بلا منازع...!

توقعات: 2020، سنة أمريكية بلا منازع...!

-- ستواجه الفترة الرئاسية الأمريكية المقبلة العديد من القضايا الحاسمة للأمن والنمو الاقتصادي العالميين
-- هل يمكن للولايات المتحدة استعادة المبادرة لإيجاد  مخرج من الأزمات الساخنة
-- السؤال هو معرفة ما إذا كانت هناك سياسة خارجية أخرى ممكنة تجاه  الصين
-- ستطغى القضايا المحلية والوطنية والاقتصادية على القضايا الدولية لعدة أشهر
-- سيتعين على مستأجر البيت الأبيض إعادة اختراع سياسته الإقليمية في الشرق الأوسط مرة أخرى
 
على الصعيد الدولي، ستهيمن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على عام 2020. وإذا أعيد انتخابه، هل سيواصل الرئيس ترامب “دبلوماسية التغريد” التخريبية؟ أم ستعود الحركة الخارجية للولايات المتحدة إلى مسار أكثر تقليدية؟ على سبيل المثال، بفضل ولاية ثانية يكون فيها ترامب أكثر هدوء لأنه تحرّر من ضغوط احتمال إعادة انتخابه أو بفضل تغيير الرئيس؟
 
الاقتراع وطني، التأثير عالمي
في 3 نوفمبر، 2020، سيتوجّه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم. وكالعادة، سيتميّز العام السياسي الأمريكي بحملة انتخابية طويلة. وكالعادة ايضا، ستطغى القضايا المحلية والوطنية والاقتصادية على القضايا الدولية طيلة عدة أشهر. 
في المعسكر الجمهوري، كما في حملة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، وكما جرت العادة، ستنتظر التصريحات والمواقف حول السياسة الخارجية نهاية الحملة..وإذا تسنّى لها اختراق العتمة، فذلك يرجع أساسًا إلى أنها تملك تأثيرًا داخليًا، أو للتشهير برئاسة ترامب، أو على العكس، مدحها.
 
ومع ذلك، ستواجه الفترة الرئاسية الأمريكية المقبلة، العديد من القضايا الحاسمة للأمن والنمو الاقتصادي العالميين. ان الانكفاء على الذات المقترن بالحملات الانتخابية الكبرى، لن يحجب التوترات الظاهرة اليوم بشأن القضايا الدولية الكبرى: روسيا، وحلف الناتو، والصين، والتجارة الدولية، وكوريا الشمالية، وإيران، والانتشار النووي.
 
العزل وأوكرانيا غيت: 
أسلوب ترامب في الميزان
التحدي الدولي الأول للحملة الأمريكية، سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بإجراء العزل الذي يخضع له الرئيس الأمريكي. فالقضية الأوكرانية وسوء استخدام السلطة، هي في صميم لائحة الاتهام ضد دونالد ترامب. ويتّهم هذا الاخير بمطالبة الرئيس الأوكراني زيلينسكي بإجراء تحقيق حول منافسه، نائب رئيس الولايات المتحدة السابق، جو بايدن، مقابل الحصول على مساعدة مالية من وزارة الخزانة الأمريكية ودعوة إلى البيت الأبيض.
إن المتهم الحقيقي هنا هو طريقة معينة لإدارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة: أسلوب المقايضة ومساومة رجل الأعمال، والخداع الفاحش، والأولوية الممنوحة لميزان القوى على احترام القانون الوطني والدولي، والمزج بين السياسة الحزبية الداخلية والمصالح الأمريكية في الخارج، إلخ. وسيتم وضع كل هذه السمات المميزة لدبلوماسية ترامب في قلب الحياة السياسية الأمريكية في الأشهر المقبلة. وهذا يكفي لتقويض النظرة النرجسية للحملة الانتخابية لعام 2020 ، ويعطي خصوم دونالد ترامب، جو بايدن وإليزابيث وارن في المقدمة، خطا دبلوماسيا واضحا: العودة إلى الوضع الطبيعي.
 
فلاديمير بوتين وقمة
 السبع في كامب ديفيد
وعلى غرار عام 2016، سيتم فحص “المسألة الروسية” بدقة خلال الحملة الانتخابية. وكما نتذكر، فإن الشكوك حول التواطؤ بين دونالد ترامب وروسيا قد سمّمت الأشهر الأولى من فترة الرئاسة، مثلما أدى تدخل القراصنة الروس إلى تسميم حملة هيلاري كلينتون الانتخابية. والى اليوم، يظل السؤال هو معرفة كيف ستكون السياسة الروسية لدونالد ترامب.  يحظى بدعم حزب جمهوري معاد لروسيا وملتزم بفكرة الحرب الباردة الجديدة، فإن المكانة الجديدة لروسيا في الشرق الأوسط، ونهاية معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، أو حتى الدعم الروسي لنيكولاس مادورو في الحديقة الخلفية الأمريكية، تجعل من الصعب إذابة الجليد بين موسكو وواشنطن.
 
ومع ذلك، في ضوء قمة السبع التي ستنظمها الولايات المتحدة في كامب ديفيد، يونيو 2020، أعلن دونالد ترامب أنه سيدعو الرئيس الروسي... ألم يدافع هذا الاخير عن الرئيس الأمريكي مؤخرًا في مؤتمره الصحفي السنوي؟
ولئن كان موقف الرئيس المنتهية ولايته بشأن روسيا يبدو متناقضًا، فإن نتائج “الفضيحة الروسية” تخلق فرصة واضحة للمنافسين الديمقراطيين: الدفاع عن خط متشدد ضد روسيا سيتيح لهم ضرب عصافير عديدة بحجر واحد: حشد الجمهوريين الكلاسيكيين الذين سئموا من أسلوب ترامب، وتعبئة الناشطين في مجال حقوق الإنسان الذين يشعرون بالقلق إزاء التدخل الروسي، والمناهضين لنظام بوتين، وكذلك طمأنة الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة داخل الناتو.
 
المسالة الصينية
 وأمريكا أولاً!
في مواجهة الصين، بدأ دونالد ترامب ولايته بعمليّة ليّ ذراع. وباسم الأولوية الممنوحة للاقتصاد الأمريكي (أمريكا أولاً!)، رفّع بشكل كبير التعريفات على العديد من السلع القادمة من الصين. وعلى أمل تحفيز الإنتاج الوطني من خلال الحمائية، فقد قوّض ليس فقط العلاقات الثنائية مع الصين، وانما كامل صرح العولمة: تفكيك الحواجز الجمركية وغير الجمركية، والتخلي عن الأحادية في مجال العقوبات التجارية، والاندماج التدريجي للاقتصاد الصيني الناشئ في المؤسسات التجارية متعددة الأطراف.
 
وما سيكون على المحك أثناء الحملة الرئاسية الأمريكية، هو مستقبل العمل المتعدد الاطراف اقتصاديا وسياسيا وعسكريا. ان السياسات الحمائية معدية للغاية، فهي تفضي الى المطالبة باتخاذ تدابير انتقامية للرد على العقوبات، وتدفع الى التقليد على نطاق واسع جدا. وهكذا، حلّ تهديد الحمائية في العلاقات العابرة للأطلسي. ولأسباب أخرى، تجسد في التجارة بين اليابان وكوريا.
 
بالنسبة لمنافسي دونالد ترامب (كما هو الحال بالنسبة لمستشاريه إذا تم إعادة انتخابه)، فإن السؤال هو معرفة ما إذا كانت هناك سياسة خارجية أخرى ممكنة تجاه الصين؟ سيكون الدعم الرمزي للاحتجاج في هونغ كونغ وحماية تايوان، في الحملة الانتخابية عام 2020، بمثابة تحديات أمام بكين. ولكن هل سيكون بمقدور النمو الأمريكي – القوي اليوم -أن يتحمل بشكل دائم حالة من التوتر الشديد مع الصين؟
سيكون هذا هو السؤال الرئيسي للولاية الأمريكية التالية: كيف الصمود امام الصين دون زيادة زعزعة استقرار التجارة الحرة التي تتمتع بها الولايات المتحدة؟
 
الشرق الأوسط، 
بين النسيان والهوس
مثل أي رئيس أمريكي منذ أكثر من قرن، سيتعين على مستأجر البيت الأبيض إعادة اختراع سياسته الإقليمية في الشرق الأوسط. علما ان الرئيس المنتهية ولايته، جمع بين عدم الاهتمام والتوتر.من خلال دعم إسرائيل جيدًا في قضية القدس والمستوطنات، وتجاوز الخط الأمريكي المعتاد، وترك شبح تهديد تدخل عسكري ضد إيران يلوح في الأفق، منح الرئيس السابق نفسه صفة صقر قادر على الدفاع عن الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة، وذبح أعدائها التقليديين. ولكن هذا ليس سوى حراك للواجهة: واقع السياسة الأمريكية في المنطقة هو فك الارتباط، في العراق وسوريا وتركيا. وقد استفادت القوى الإقليمية استفادة كبيرة من الانسحاب الأمريكي، بدء من روسيا، التي أعادت بناء نفوذها في المنطقة خلال خمس سنوات.
 
والسؤال اليوم، هو ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد، ويمكنها، أن تستعيد المبادرة لإيجاد مخرج من الأزمات الساخنة: المسألة الكردية في شمال سوريا والعراق، والحرب في سوريا، وانتشار الصواريخ في إيران... ولكن أيضًا لاستعادة مسؤولياتها في الأزمات “الباردة”: الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي المهمل اليوم، والانحراف السلطوي للحليف التركي المكرّس تقريبًا، إلخ.
ان الفرصة واضحة لمنافسي الرئيس الأمريكي: إعادة الاستثمار في الشرق الأوسط دون الاستسلام لسياسة الغطرسة، وهذا خط يمكن أن تفهمه الولايات المتحدة المنهكة من الحرب العالمية على الإرهاب.
 
في كل هذه القضايا، كما هو الحال في العديد من القضايا الأخرى، سيكون عام 2020 عامًا أمريكيًا.
خريج مدرسة المعلمين العليا، ومعهد العلوم السياسية في باريس، والمدرسة العليا للإدارة، والمدقق السابق في معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني، هو مسؤول رفيع المستوى وأكاديمي. بعد التدريس في مدرسة المعلمين العليا، وجامعة نيويورك، وجامعة موسكو، وفي البوليتكنيك، يدرّس حاليًا في جامعة العلوم السياسية. كما انه مؤسس، بمعية فلوران بارمنتييه، مدونة أوراسيا بروسبكتيف.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot