ثقافات متعددة في معرض «تصميم البارجيل» في النادي الثقافي العربي
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة بالتعاون مع جامعة الشارقة مساء أول أول أمس معرضا تشكيليا لعدد من كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة، وشهد حفل افتتاح المعرض علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي، والأستاذة الدكتورة نادية مهدي الحسني عميدة كلية الفنون الجميلة والتصميم.
وقال علي المغني إن إقامة المعرض تأتي ضمن رؤية النادي الدائمة للتعاون مع المؤسسات المختلفة من أجل توفير الظروف المثلى للمبدعين وأصحاب المواهب، كي يبروا أعمالهم للجمهور، ويقدموا ما لديهم من إبداعات، خدمة للثقافة والإبداع، وهي المهمة التي يضطلع بها النادي بشكل دائم.
وشكر المغني جامعة الشارقة على استعدادها الدائم للتعاون مع النادي من أجل توفير فرص للطلاب لإبراز مواهبهم، وتعريف الجمهور على إبداعاتهم، مما يشجع الكثيرين منهم على مواصلة العمل على تطوير قدراتهم حتى يصلوا إلى مراحل عالية من الإبداع.
وشكرت الدكتورة نادية الحسني النادي على جهوده الدائمة في التعاون مع الجامعة، ومع كلية الفنون الجميلة والتصميم بشكل خاص، مما يدعم التوجهات الإبداعية للطلاب، وأضافت أن المعرض يضم أعمالا منتخبة 33 طالبا وطالبة، تدور كلها حول موضوع “البارجيل”، وهو أحد مميزات العمارة التقليدية في الإمارات، والخليج عامة، وهو عبارة عن فتحة في سقف المنزل على شكل برج مربع في الغالب، تسمح بمرور الهواء لكي يظل المنزل باردا، وقد جسد الطلاب فكرة البارجيل بطرق متعددة، متأثرين برؤاهم الحداثية، وبخلفياتهم الثقافية المتعددة، فقد شارك في المعرض طلاب من جنسيات معددة، عربية وهندية وتركمانية وغيرها، وقد أظهرت إبداعاتهم ما يمكن أن يوفره التلاقي الحضاري وتلاقح الثقافات من رؤى جمالية بديعة، وما توفره أجواء التعايش والتواصل السلمي في الإمارات من جو ملائم لإطلاق المواهب، وتعزيز الإبداع.من الأعمال المميزة في المعرض عمل للطالبة ليلى دويدي التي صممت شكل بارجيل، لكنها عمدت إلى جعلته مدرجا مستفيدة من شكل البنايات الحديثة، حيث كلما ارتفع البناء تصغر مساحته مما يقلل الضغط على الأساسات، ويسمح بزيادة في الطول، كما جعلت جدران البارجيل من الزجاج، مما يسمح بمزيد من الضوء.الطالب عبد الرحمن عصام اختار أن تكون بصمته على البارجيل بالألوان وتصاميم الجدار الخارجي، حيث وضع تصماميم متعددة متناسقة من النوافذ الزجاجية الملونة، أعطت للبارجيل شكلا حداثيا جميلا.أما الطالبة غوزيل حيداروفا من تركمنستان فقد استفادت في تصميمها من تراث العمارة التركمانية التي تحتفي بالألوان، فقدمت تصميما باللون القرميدي الجميل، وجعلت فتحات طولية على شكل أقواس تذكر بتصاميم العمارة الإسلامية.الطالبة مفيدة من الهند، استفادت بدورها من أصولها الثقافية في تقديم تصميم للبرج خرجت فيه عن الشكل المربع إلى شكل مثمن ولونه بالرمادي الداكن، وأضافت الفتحات الزجاجية ذات الرؤوس المقوسة، كما أضافت في منتصف الشكل وفي أعلاه تصاميم هندسية بارزة تشبه تصاميم المصدات التي تحمي النوافذ من المطر.
من التصاميم المميزة أيضا تصميم الطالبة هيا حسنين التي خرجت به من الشكل المربع المعتاد للبرجيل إلى الشكل الدائري، وبدلا من الجدران جعلت البناء عبارة أقواس يعلوها سقف دائري، تذكر بأشكال السقوف في عمارة المساجد.