جمعية حماية اللغة العربية تطلق لقاءها الاجتماعي الأول برؤية تطويرية لتعزيز حضور اللغة في المجتمع

جمعية حماية اللغة العربية تطلق لقاءها الاجتماعي  الأول برؤية تطويرية لتعزيز حضور اللغة في المجتمع


شهدت جمعية حماية اللغة العربية مساء أمس الأول انعقاد لقاءها الاجتماعي الأول، الذي اتسم بزخم من الأفكار والمداخلات الطموحة التي تعكس وعيًا عميقًا بأهمية الدور المنوط بالجمعية في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز حضورها في مختلف المجالات. 
جاء اللقاء ليؤكد التوجه الجديد للمجلس نحو توسيع دائرة تأثير الجمعية، وترسيخ موقعها في المشهد الثقافي والمجتمعي، بوصفها حاضنة لكل ما يخدم لغة الضاد ويمكّن الناطقين بها وغير الناطقين من التفاعل معها والإقبال عليها.
انعقد اللقاء في مقر النادي الثقافي العربي بالشارقة، بحضور جميع أعضاء مجلس إدارة الجمعية، يتقدمهم الدكتور سعيد عبيد بالليث الطنيجي رئيس مجلس الإدارة، والدكتورة عائشة الغيص نائبة الرئيس، والدكتور جمال يوسف الزرعوني أمين السر، ومحمد شعيب الحمادي المدير المالي والإداري، إلى جانب الأستاذة حنان محمود، ووفاء الشامسي، وإيمان مصطفى، في اجتماع عكس وحدة الرؤية والتطلعات نحو مستقبل أكثر حضورًا وفعالية للجمعية.
استهل الدكتور سعيد عبيد الطنيجي اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن امتنانه لأعضاء المجلس على حرصهم ومشاركتهم، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع عملاً جماعيًا مثمرًا كي يصل اسم الجمعية إلى أوسع شريحة من المجتمع، داعيًا إلى ضرورة أن يدرك الناس من مختلف الفئات ماهية الجمعية ورسالتها، وما تقدمه من مبادرات نوعية للغة العربية، سواء للناطقين بها أو للمهتمين من غير الناطقين.
وركّز في حديثه على أهمية استقطاب طاقات جديدة تمتلك الحس الإبداعي والرؤية التطويرية للانضمام إلى لجان الجمعية المتعددة، مشيرًا إلى أن الانخراط في أعمال الجمعية ليس مجرد نشاط تطوعي، بل هو واجب ثقافي وإنساني، وإسهام حقيقي في خدمة اللغة والهوية. 
ودعا الأعضاء إلى مواصلة التفاعل، وطرح المبادرات والمقترحات التي تصب في صالح اللغة، مشددًا على أن الباب مفتوح لكل صوت مخلص يحمل غيرة على لغتنا الجميلة.
وتضمن اللقاء عرضًا مرئيًا تعريفيًا استعرض المهام التي تضطلع بها لجان الجمعية، مما أتاح للحضور الاطلاع على منظومة العمل الداخلية، وكيفية تفعيل المشاركة المجتمعية من خلالها، وهو ما شكّل مدخلاً لفقرة ثرية من المداخلات والمقترحات التي تميزت بالتنوع والعمق. 
وخلال تلك الفقرة، أكد محمد شعيب الحمادي استعداد المجلس الكامل لاستقبال الأفكار والمقترحات كافة، مشيرًا إلى أن كل جهد صادق يصب في مصلحة اللغة ستُؤخذ مخرجاته بعين الاعتبار، وستُناقش ضمن آليات الجمعية الرسمية، مشددًا على ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع جميع أفراد المجتمع، من أجل بناء منظومة لغوية متكاملة.في سياق النقاش العام، تناول الدكتور جمال يوسف الزرعوني تحديات المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن بعض الأنشطة التي كانت الجمعية سبّاقة في تقديمها باتت تُقدَّم من قبل مراكز ومؤسسات خاصة، وهو ما يستدعي دراسة تلك التجارب بعناية والعمل على ابتكار محتوى نوعي يعكس هوية الجمعية ويعيد التميز لها، مشددًا على أن التميز في الطرح والمضمون هو مفتاح الريادة والاستمرارية.
كما أكدت الدكتورة عائشة الغيص أهمية تعزيز الشراكات المؤسسية، والدفع باتجاه جعل اللغة العربية لغة التخاطب الرسمية في الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية، مشيرة إلى ضرورة حضور الجمعية في المحافل العلمية المحلية والدولية، من خلال أوراق بحثية يقدّمها الأعضاء المتخصصون، تضمن تمثيلًا علميًا رصينًا يليق بمكانة الجمعية.
أما إيمان مصطفى، فقد سلطت الضوء على مبادرة “قلم مبدع – الجيل الرابع”، موضحةً أنها تشكل منصة واعدة لتطوير مهارات الكتابة الإبداعية لدى الشباب، وتنمية قدراتهم اللغوية بما يعزز حضورهم الثقافي والإعلامي. 
وتكامل الطرح مع مداخلة الأستاذة وفاء الشامسي التي تحدثت عن مبادرة “نتحدث العربية”، مؤكدة أن غرس حب اللغة في نفوس الطلبة يبدأ من تشجيعهم على استخدامها في حياتهم اليومية، بل وفي منصات التواصل الاجتماعي، ما يسهم في إعدادهم فكريًا ولغويًا لمستقبل يعتز بالهوية والانتماء.
ولم تغب الرؤية الإعلامية عن اللقاء، حيث جاءت مداخلة حنان محمود ردًا على سؤال حول أهمية وجود واجهة إعلامية شبابية تمثل الجمعية، مشيرة إلى أن الجمعية تعمل على تطوير برنامج “أسرار الضاد”، وهو برنامج إعلامي يستهدف اكتشاف المواهب الطلابية في مجالات الإلقاء والحوار والتقديم، وتسعى الجمعية إلى إنشاء استوديو إعلامي خاص داخل مقرها ليكون منبرًا لعرض هذه المواهب وتسليط الضوء عليها بما يليق برسالة الجمعية وقيمها.
واختتم الدكتور سعيد الطنيجي اللقاء بكلمة ثمّن فيها ما طرحه الأعضاء من رؤى وأفكار، معتبرًا أن هذا الاجتماع هو اللبنة الأولى في سلسلة لقاءات مستقبلية تستهدف تعزيز العمل المشترك وتكريس ثقافة الحوار البنّاء، مع التأكيد على أن الجمعية ستظل منبرًا حرًا ومفتوحًا لكل غيور على اللغة العربية، وداعمًا لكل مبادرة ترتقي باللسان والفكر والمجتمع.