يتزايد داعموها كل يوم

جيل بايدن، ومعركة لقب الدكتورة أولا...!

جيل بايدن، ومعركة لقب الدكتورة أولا...!

-- هناك زيادة حقيقية في ملامح النساء اللاتي يسبقن اسمهن المستعار بوضع «د»
-- ستكون جيل بايدن سيدة أولى متحصلة على عدد من الشهادات العليا
-- لم ترغب أبدًا في أن تكون وما زالت لا تريد أن تكون زوجة جو فقط
-- جيل تعد ببناء عالم يتم فيه الاحتفاء بإنجازات البنات بدلاً من تقزيمها


هل يوجد دكتور في البيت الأبيض؟”، ليس إذا كنت بحاجة إلى طبيب. يبدو عنوان هذا العمود، الذي ظهر في صحيفة وول ستريت جورنال في 11 ديسمبر، عاديا. ومع ذلك، فقد أثار الجدل الأول حول الرئيس المنتخب جو بايدن.
المقال الذي كتبه جوزيف إبستين، وهو مساهم منتظم في صفحات الرأي في الصحيفة اليومية المحافظة الكبرى، يستهدف السيدة الأولى المستقبلية، زوجة جو: جيل بايدن.

أو بالأحرى الدكتورة جيل بايدن. لأن الديمقراطيين يصرون على استخدام هذه البادئة (د.)، وهي شــــــائعة جـــــدًا في الولايات المتحدة، والتي لا تعني بالضرورة طبيبًا وانما أي شــــخص يحمــــــل درجة الدكتوراه.
يعتبر كاتب المقال، وهو مؤلف أيضًا، أن هذه الممارسة قد عفا عليها الزمن، ويتساءل ما إذا كان ضروريّا حقًا أن يسبق كل ذكر للسيدة الأولى المستقبلية بلقب “دكتورة”.

 “السيدة الأولى، السيدة بايدن، صغيرتي جيل  الاسم المستعار الذي يطلقه عليها زوجها جو أحيانًا، ملاحظة المحرر :
نصيحة صغيرة بخصوص مشكلة قد تبدو تافهة ولكنها في رأيي مهمة: هل من الممكن أن تقومي بإسقاط كلمة “دكتورة” أمام اسمك؟ لقد كان طُعما جيدا حيث أطلق عنان للشبكات الاجتماعية، واثار رد فعل الديمقراطيين، وانتقل الجدل إلى العالم الأكاديمي.
أزالت جامعة نورث وسترن على الفور من موقعها سيرة جوزيف إبستين، الذي درس هناك لما يقرب من ثلاثين عامًا، حتى عام 2003.
ثم قام المتحدث باسم جو بايدن بنشر تغريدة: “ يجب أن تخجل صحيفة وول ستريت جورنال من نشر هذا الهجوم المثير للاشمئزاز والمتحيز جنسياً في صفحات الرأي. وإذا كان لديكم القليل من الاحترام للمرأة، قوموا بإزالة هذا العرض المثير للاشمئزاز للذكورية من جريدتكم واعتذروا لها. «

المعنيّة الرئيسية، جيل بايدن، شاركت أيضًا في المناقشة، دائمًا عبر تويتر، “معًا سنبني عالماً يتم فيه الاحتفاء بإنجازات بناتنا بدلاً من تقزيمها”.
ثم كان اليسار الأمريكي كله هو الذي أبدى رأيه في المسالة، مما يجعل من هذه القضية أول جدل بين إدارة بايدن المستقبلية والصحافة.  ومن المواقف المسجلة “اسمها الدكتورة جيل بايدن. عليكم التعود على ذلك”، قالت هيلاري كلينتون.
 «نحن نرى ما يحدث للعديد من النساء اللواتي يمارسن مهنة مهما كان لقبهن: الدكتورة، أو الآنسة، أو السيدة، أو حتى السيدة الأولى... غالبًا ما تكون إنجازاتنا مصحوبة بالتشكيك، وحتى السخرية”، نددت ميشيل أوباما.

سيدة أولى نشطة
ستكون جيل بايدن سيدة أولى متحصلة على عدد من الشهادات العليا: حاصلة على ماجستير اثنين ودكتوراه في التربية والتعليــــــم عـام 2007 في جامعــــة ديلاويــــــر، موطن العائـــــلة. ومنذئذ، كانت تدرس اللغة الإنجليزية في كلية مجتمعية (ما يعادل شهادة تقني سامي في فرنسا) في ولاية فرجينيا، ليست بعيدة عن واشنطن.
 وظيفة اعلنت أنها تريد الاحتفاظ بها حتى بعد 20 يناير وتنصيب زوجها رئيسا للولايات المتحدة.
 دليل على الأهمية التي توليها لمهنتها وحياتها المهنية وبالتالي لتكوينها.
 لم ترغب أبدًا في أن تكون، وما زالت لا تريد أن تكون زوجة جو فقط.
 وهذا ما يشير اليه “د.”، الذي يسبق اسمها دائما.

ومن خلال البحث في أرشيفات موقع البيت الأبيض، نرى أن الحال كان كذلك في عهد باراك أوباما بين 2009 و2017، عندما كانت نائبة السيدة الأولى.
في الولايات المتحدة، يمكن لجزء كبير من السكان المطالبة بلقب “دكتور”.
فحسب الأرقام الرسمية، عام 2020، حصل أكثر من 13 بالمائة من الأمريكيين، فوق 25 عامًا، على درجة الدكتوراه.
وهي زيادة حادة حيث كانت 8 فاصل 6 بالمائة فقط قبل عشرين عاما.

 وهذه هـي الحجة التي استخدمها جوزيف ابستين لمطالبة جيل والبيت الأبيض بالتوقف عن تقديم اسمها بلقب الدكتورة.
 “لقد كان للقب الدكتور وجاهة في ذلك الوقت، ولكن هذا قد تضاءل بسبب تآكل الجدية، والانحلال العام للمعايير في العالم الأكاديمي، يشرح المؤلف...
 ان استخدامه اليوم يرتبط بشــــــكل أكبــــر بنـــــوع مـــــــن التكبّر.
السؤال -هل لا يزال من المناسب استخدام لقب دكتور؟ - يمكن أن يثير مناقشة مشروعة. إذن، لماذا هذه الضراوة في رد فعل المعسكر الديمقراطي؟ يسأل بول أ. جيغوت، نائب رئيس صحيفة وول ستريت جورنال ورئيس تحرير صفحات الرأي.

 ويوضح “أعتقد أن فريق بايدن يرى في ذلك فرصة لاستخدام المدفعية الثقيلة وسياسات الهوية لتوجيه رسالة إلى منتقديه لحظة استلامه السلطة.
لا شيء يخنق النقد أفضل من لعب ورقــــــة العرقيـــــة أو الجندرية “، مؤكداً أنه لم يفكر أبدًا في تعديــــــل العمــــود أو عدم نشره.  لأن، حسب رأيه، حذف سيرة جوزيف ابستين من موقع جامعة نورث وسترن، هو توضيح مثالي لظاهرة إلغاء الثقافة، التي تصيب المجتمع الأمريكي بأسره، ولا سيما أعظم عناوينه الصحفية.
في المعسكر الآخر، يتزايد الداعمين لجيل بايدن كل يوم. وعلى الشبكات الاجتماعية، وخاصة على تويتر، هناك زيادة حقيقية في ملامح النساء اللاتي يسبقن اسمهن المستعار بذكر “د.”.
ماذا لو ان القضية قد عملت بالأحرى على إحياء عادة قديمة؟