أفضل فرصة لموكو هي الفوز بانتصار محدود سريع

حرب بالوكالة خطيرة في أوكرانيا... ما فرص روسيا فيها؟

حرب بالوكالة خطيرة في أوكرانيا... ما فرص روسيا فيها؟


قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسان الدكتور روبرت كيلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطط ليكون غزو أوكرانيا سريعاً وشبيهاً بضم القرم في 2014. لكن خطوة بوتين السريعة في كييف وصلت إلى طريق مسدود.
بعد ستة أسابيع، تخلى الروس عن المحور الشمالي، ويركزون الآن على الاستيلاء على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا. لكن ستكون هناك معاناة حتى مع هذا التوغل المحدود. بسبب قتال بوتين ضد الغرب بأكمله تقريباً وليس أوكرانيا فقط.
كتب كيلي في موقع "1945" أنه بشكل شبه فوري، بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بطلب المساعدة الغربية ليجعل النزاع حرباً بالوكالة بين الغرب وروسيا بشكل عملي.
سوق زيلينسكي المجهود الحربي الأوكراني مستخدماً تلك المصطلحات بشكل صريح. تحدث عن أوكرانيا الحدود الأمامية لأوروبا وتدافع عنها ضد اعتداء روسي أوضح.
 قد لا تكون أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي، لكن بدا واضحاً بشكل متزايد أنها كانت بمثابة حصن.

ماذا يريد بوتين؟
في الفترة التي سبقت الغزو، ألقى بوتين خطابات ندد فيها بالتسوية الكاملة لما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
لم يعترض فقط على استقلال أوكرانياً بل أيضاً على توسيع الناتو، وهروب أوروبا الشرقية من فضاء روسيا التقليدي، وتطور ديموقراطيات تميل نحو الغرب على امتداد محيط روسيا. من الواضح أنه يريد عودة نسخة عن الاتحاد السوفييتي أو الإمبراطورية الروسية.
وثمة اشتباه واسع النطاق في أن بوتين سيضغط على البلطيق، وبولندا إذا سيطر على أوكرانيا. في هذا التحليل، من المرجح أن يكون زيلينسكي مصيباً وفق كيلي. يريد بوتين نظاماً أمنياً أوروبياً مختلفاً يشمل دوراً أكبر وشبه إمبريالي لروسيا. لكن لا أحد سوى موسكو يريد ذلك، ولهذا السبب دعم الغرب أوكرانيا بشكل كبير، والحرب هي حرب بالوكالة بالفعل.

أفضل جيش في الكوكب
احتاج بوتين إلى فوز سريع ليتفادى هذه النتيجة. لكنه لم يحقق ذلك. يتوسع خط المساعدات الغربية الآن ليشمل أسلحة ثقيلة قد تساعد أوكرانيا على استرجاع أراض إذا تمكنت من وقف الهجوم على دونباس.
تقاتل روسيا جيشاً أوكرانياً مجهزاً بمعدات عسكرية غربية. إذا تواصل ذلك فستتمتع أوكرانيا بواحد من أفضل الجيوش تجهيزاً وتمرساً بالقتال على الكوكب. هذه النتيجة كارثية لبوتين. تتمتع روسيا بالتفوق الحالي من حيث العدد والكتلة، لكن لأوكرانيا معنويات أعلى وستحصل قريباً على معدات أفضل. مع زيادة تدفق الأسلحة الغربية، ستتساوى المقاييس ثم تنقلب ضد روسيا حسب الكاتب.

مقارنة في الاقتصادات
ولا تملك روسيا الإمكانات الاقتصادية، خاصةً القاعدة الصناعية الدفاعية، للتنافس ضد الإمكانات الصناعية الدفاعية للغرب بأكمله تقريباً. الناتج القومي الروسي أقل من تريليوني دولار، أما الناتجان القوميان للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيتخطيان 40 تريليوناً.
وينتج كلاهما معدات جيدة مثل المعدات الروسية أو حتى أفضل منها. وسيعاني الاقتصاد الروسي من انكماش حاد بفعل العقوبات، وتحوم التقديرات حول انكماش بين 5 و 10% هذه السنة وحدها، بالإضافة إلى كلفة ما تحول إلى حرب كبيرة، لم يكن الشعب الروسي مستعداً لها، ستدفع روسيا إلى الركود إن لم يكن إلى الكساد قريباً.

سباق تسلح
أضاف كيلي أن بوتين أمضى الكثير من العقد الماضي في تحديث الدفاع الروسي بعزل الاقتصاد الدفاعي عن اقتصاد العالم. إن القواعد الدفاعية الصناعية في روسيا تتبع أسلوب الاكتفاء الذاتي ومن المفترض أن تكون قادرة على إنتاج الأسلحة الضرورية لفترة من الوقت. لكن بعد انسداد الأفق في الحرب، أي إذا لم يولد الهجوم الحالي على دونباس خرقاً يكسب الحرب، فسيسقط المصنعون الدفاعيون الروس في سباق تسلح متوسط المدى مع المنتجين الغربيين. ومن غير المرجح أن يتفوقوا على الإنتاج الدفاعي الغربي لفترة طويلة بالنظر إلى التباين الصارخ في الحجم إضافة إلى العقوبات.

خيارات محدودة
لاحظ مراقبون عدة أنه إذا تمكنت أوكرانيا من الصمود بضعة أشهر أخرى، فقد لا تتمكن روسيا على الأرجح من الفوز بالحرب، ولو بكلفة باهظة.
ويرى كيلي أن اجتياح الاتحاد السوفييتي لأفغانستان شكل نموذجاً لآخر حرب بالوكالة كارثية خاضتها روسيا ضد العالم الأوسع. ولو تمكن الروس من تحقيق انتصار قصير المدى في دونباس في الأشهر المقبلة، فسيواجهون على الأرجح تمرداً في تلك المناطق وستضغط بقية أوكرانيا على تقدم الجيش الروسي، وهي التي تحصل على سلاح من الغرب.
خيارات روسيا محدودة. فهي لا تستطيع اختراق غرب أوكرانيا لقطع إمدادات السلاح. الحدود بين أوكرانيا وناتو طويلة جداً لقطع التدفقات بهجمات صاروخية أيضاً، ولا تستطيع ضرب الأراضي الأطلسية لمنع إرسال الأسلحة لأنها ستخاطر بالتصعيد مع ناتو نفسه. بشكل مشابه، إن استخدام روسيا التصعيدي لسلاح نووي أو كيميائي في أوكرانيا يحمل مخاطر تورط ناتو.

أفضل فرصة
ووفق كيلي، فإن أفضل فرصة لروسيا هي الفوز بانتصار محدود سريع قبل حل جميع مكامن الخلل السياسية واللوجستية في جهود الإمداد الأطلسي، ثم السعي إلى سلام بالتفاوض. إذا لم يتحقق ذلك فستكون روسيا عالقة في حرب كاملة بالوكالة مع خصم أكثر ثراء وإنتاجية، يمد  زبوناً محلياً صلباً ومصمماً، وهي لا تستطيع الفوز بذلك القتال.