رؤية نقدية ..
حكايتي في الحجر الصحي تجربة تضرب جذور الحرية
تمكنت الكاتبة سحر حمزة من حجز مكان في مصاف الكتاب والأدباء الكبار في الوطن العربي بسلسلة مؤلفاتها من بين الكتب والدواوين والرواية، ومنذ أيام حلت ضيفة على ركن التواقيع في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته 40 وسط ترحيب كبير من قرائها ومتابعينها على صفحات موقعها الأخباري سيدة الليلك ومقالاتها التى يتم نشرها في جريدة الفجر الإماراتية وعدد من المواقع الأدبية المنتشرة في الشرق الأوسط.
وقد ساهمت الكاتبة الشاعرة سحر حمزة في المعرض بكتاب بعنوان “حكايتي في الحجر الصحي” تناولت فيه قضايا الحجر والشعور بالحبس المفروض على الجميع منذ بداية الإعلان عن انتشار كوفيدا 19 ، وسردت حكاياتها وما شعرت به من مأساة أثناء التنقل بين دولة الإمارات وموطنها الأردن، حيث كانت القوانين تلزم المسافرين على البقاء في الحجر الصحي مدة تزيد عن الأسبوعين تحت الملاحظة الطبية، ونقلت شعور الذين يعانون من الأصابة بفيروس كورونا وما يقدم لهم من خدمات، لكن يبقى الشعور بالعزلة شيئ مدمر للنفس التى عاشت طليقة حرة تحلق في فضاء الخيال ولم تتأثر ولن تجرب من قبل معنى فرض العزلة والبقاء تحت غطاء الفحص والبعد عن العالم إلا من بعض التواصل عبر الوسائل الغفتراضية، لكن تبقى في النهاية العزلة المفروضة على الإنسان بأمر إلزامي تشل حريته وتكبل افكاره من دواعي الفزع والخوف والروعب وأنها تجربة لا يسعى أحد لخوضها وأنها تضرب في جذور الحرية.
أما ان يستفيد الشخص من تلك العزلة بعمل مفيد والتفكير في مشوار الحياة الطويل وإعادة تقييم الأشياء والاطلاع على ما سبق بنظرة متأنية وتقييم منصف، فهذا أمر جيد نخرج من العزلة بوجه أخر لكن يظل الحبس والمنع نفطة سوداء على جبين الاحرار الذين يحلقون بخيالهم في الأفاق.
كما وقعت في نفس اليوم ديوامن شعر بعنوان “ أسماء” واعتبرتها قصائد قبل الأخيرة لتوأم روحها الملقبة بأسماء، وفي الواقع أن قارئ الديوان يكتشف العلاقة الإنسانية الراقية بين سيدتين وهذا قلما وجد في هذا العصر أن تحب امرأة سيدة أخرى، لكن سحر حمزة كسرت هذه لقاعدة بأسلوبها الراقي وكلماتها المعبرة عن الحب والصداقة والود المتبادل بين البشر، ووضعت في مفرداتها كلمات تصف للقارئ “أسماء” بطلة ديوانها الثاني عنها فقد سبق وكتبت عنها ديوان ووصفتها بالتفصيل وعبرت عن حبها لها واحترامها للعلاقة التى تربطهما. وأشاد القراء والمتابعين بمؤلفات سحر حمزة الأخيرة واعتبروها من الكاتبات الاتي أهتمت بالإنسانيات ووضف المشاعر والوجدان في معظم كتاباتها وكأنها تلقي بخبراتها وعلمها بين يد القراء والمهتمين بالأدب.