تم وضع مخصصات مالية مباشرة لها
خبراء: واشنطن والناتو يطوران آلية تمويل «نوعية» لتسليح كييف
رجح خبراء في العلاقات الدولية، تركيز آلية الدعم الذي ستوفره الولايات المتحدة والناتو لأوكرانيا الفترة المقبلة على أسلحة تعمل لتحسين الدفاعات الجوية وتكثيف التعدد النوعي للأسلحة الهجومية؛ ما يعمل على قيام كييف بتوجيه هجمات جوية وصاروخية تصل إلى عمق مدن روسية كبرى؛ الأمر الذي يضطر موسكو للذهاب إلى المفاوضات أو هدنة تحتاجها أوكرانيا.
وأوضحوا في تصريحات لـ»إرم نيوز» ، أن الأسلحة المدرجة على لائحة احتياجات كييف والتي سيتم على أساسها تطوير آلية التمويل عبر الولايات المتحدة وحلف الناتو، تم وضع مخصصات مالية مباشرة لها من صندوق التمويل العسكري الأوروبي.
وكانت ذكرت 3 مصادر مطلعة أن دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة تعمل على وضع آلية جديدة، تركز على تزويد كييف بأسلحة أمريكية مدرجة على قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية.
وستعطي أوكرانيا الأولوية للأسلحة التي تحتاج إليها ضمن دفعات تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار، على أن تتفاوض دول الحلف فيما بينها بتنسيق من الأمين العام مارك روته، لتحديد من سيتبرع أو يمول الأسلحة المدرجة على القائمة.
وقال مسؤول أوروبي رفض الكشف عن هويته، إن دول الحلف تأمل عبر هذه الآلية في توفير أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار لأوكرانيا. ولم يتضح الإطار الزمني الذي تطمح دول الحلف لتوفير الأسلحة خلاله.
ويوضح رئيس المركز الأوكراني للحوار، الدكتور عماد أبو الرب، أن آلية الدعم المتوقع العمل عليها في هذا الصدد لأوكرانيا من الولايات المتحدة والناتو، ستحسن الدفاعات الجوية مع زيادة الدعم العسكري عبر تكثيف التعدد النوعي للأسلحة ليكون قدر كبير منها هجوميا.
وقال أبو الرب لـ»إرم نيوز»، إن الآلية تتطلب السير في إطلاق تهديدات سياسية من واشنطن ودول الناتو، وإحكام حصار اقتصادي، ومقاطعة ومحاربة الشركات التي تتعامل مع روسيا في مجال النفط والغاز، وفرض عقوبات عليها، مع تكثيف صورة الدعم للوصول إلى مستوى متقدم في المواجهة.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي بات يحمل تغيرا غير معتاد بعد أن كان يظن الجميع أنّ توجه واشنطن هو فقط الضغط على أوكرانيا، لكن كان لرفض روسيا الهدنة وتكثيف الهجمات على المدنيين، أثرا كبيرا في إيجاد دعم حقيقي لكييف بصورة أكبر وأكثر فاعلية.
واستكمل أبو الرب أن رفض موسكو الهدنة التي طلبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي لمدة 30 يوما جعل كييف تتجه للوصول إلى صاحب القرار الأمريكي عبر عدة اتجاهات سواء من خلال الدول المؤثرة أو التفاهم معه من خلال اطلاعه على المواقف الروسية المؤثرة في الجبهة الأوكرانية والتركيز باستهداف المدنيين.
ولفت إلى أن روسيا لازالت مستمرة في الهجمات وتشن المزيد منها، في حين أن أوكرانيا مستمرة بتكوين أكبر قدر من الدعم العسكري والإنساني وتحفيز المواقف الدولية لدعمها سواء بالقرارات الصادرة من الأمم المتحدة لإدانة روسيا في هذه الهجمات وغير ذلك.
ومن جانبه، يقول الخبير في الشؤون الأمريكية أحمد ياسين، إن الأسلحة المدرجة على لائحة احتياجات كييف والتي سيتم على أساسها تطوير آلية التمويل عبر الولايات المتحدة والناتو، تم وضع مخصصات مالية مباشرة لها من صندوق التمويل العسكري الأوروبي لشراء أسلحة هجومية في ظل حاجة أوكرانيا تخفيف الضغط عليها، بالقيام بهجمات جوية وصاروخية تصل إلى عمق مدن روسية كبرى؛ ما يجعل موسكو تضطر إلى الذهاب إلى جانب من المفاوضات أو هدنة تعتبر أوكرانيا في أمس الحاجة إليها.
وأضاف ياسين لـ»إرم نيوز»، أن واشنطن تسعى إلى تفعيل هذه الآلية؛ لأنها ستكون بالدرجة الأولى بالنسبة لها ورقة متعددة الأرباح، لاسيما مع توقيع الناتو وبداخله الولايات المتحدة على عقود ضخمة مع شركات تسليح أمريكية وأخرى في التصنيع التكنولوجي العسكري؛ وهو ما يعتبر انجازا كبيرا للرئيس الأمريكي أمام هذه الشركات والمؤسسات الضخمة التي ساندته سياسيا ودعمت تمويل حملاته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد أن تأخر في تحقيق إبرام هذه العقود خلال صدامه مع الناتو والأوروبيين قبل تحويل الوجهة لدعم أوكرانيا.
ويرى ياسين أن هذه الحرب ستطول ولن تكون لها نهاية في المستقبل القريب، وهو ما يريده الأوروبيين على أمل بتوجيه ضربات قاصمة لروسيا وإبعادها عن مدار الناتو بدعم أمريكي لسنوات عدة تستكمل بعد ذلك بحصار اقتصادي طويل المدى.
وأردف قائلا إن التوجه نفسه يرغب فيه ترامب، خاصة أن هذه الوضعية تأتي بشكل كبير بعقود بعشرات المليارات من الدولارات سواء من تمويل الناتو أو صندوق التمويل العسكري الأوروبي الذي أنشئ مؤخرا.