الولايات المتحدة لا تزال منقسمة

خسر دونالد ترامب، لكن الترامبية لا تزال حية...!

خسر دونالد ترامب، لكن الترامبية لا تزال حية...!

-- حسّن الزعيم الجمهوري نتيجته لدى أشد مؤيديه حماسة، الناخبين البيض
-- رغم هزيمته في صندوق الاقتراع، وسّع الحزب الجمهوري قاعدته
-- مونيكا هيس: لا يمكن نبذ رؤية للعالم يشترك فيها نصف البلد


«لقد قال الناخبون كلمتهم، واختاروا جو بايدن وكمالا هاريس كرئيس مقبل ونائب الرئيس. “إنها بطاقة تاريخية، ورفض لترامب وصفحة جديدة لأمريكا”، هكذا أعربت هيلاري كلينتون..

التي خسرت أمام دونالد ترامب عام 2016، عن فرحها بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية... لكنها ربما تغامر بالنظر إلى انتصار جو بايدن، المعلن يوم السبت 7 نوفمبر، على أنه “رفض وطلاق” من الرئيس المنتهية ولايته.
  لقد بيّن دونالد ترامب ذلك بنفسه: فـــــاز بأكثر من 71 مليون صوت باعتراف الجميع، وهذا أقل من الـ 75 مليون صــــــوت التـــــي حصدها جو بايدن، لكنـــــــه رقم يتجاوز بكثير الـ 63 مليون صوت التــــــي حصل عليهـــــا الجمهــــــوري عام 2016.

وبالتالي، فإن المشاركة التاريخية، هذا العام، أفادت المرشحين. خلال الحملة، اتفق الجميع على أن قاعدة دونالد ترامب ظلت كما هي وعلى ولائها، وكان السؤال هو ما إذا كان سينجح في توسيعها.
الجواب نعم، رغم أن ذلك لم يكن كافياً.

   ان النتائج المتقاربة جدا وبهامش صغير في الولايات الرئيسية التي افتكها جو بايدن من دونالد ترامب، هي دليل آخر على أن البلاد لا تزال منقسمة. وبحسب استطلاعات الرأي، التي تحتاج نتائجها إلى تعديل لكنها تعطي مؤشراً على تركيبة الناخبين، فقد حسّن الجمهوري نتيجته لدى أشد مؤيديه حماسة، الناخبين البيض.

 وقد صوّت نحو 54 بالمائة منهم لصالحه عام 2016، مقابل 57 بالمائة هذا العام.
 كما كان أداؤه أفضل مع ناخبي الأقليات، مثل الأمريكيين الكوبيين في فلوريدا أو الأمريكيين السود في ديترويت، وميشيغان.

نظرية المؤامرة
 في مكان جيد
   علامة أخرى على أنه لم يتم نبذه، يرفض بعض أنصار دونالد ترامب معه الاعتراف بهزيمته. “لا تتنازل عن أي شيء، سيدي الرئيس. حارب بقوة”، نصحه السناتور الجمهوري ليندسي جراهام. ويعتبر نيوت غينغريتش، وهو صديق حميم آخر، أن هزيمة دونالد ترامب “سطو يساري يموله أشخاص مثل جورج سوروس”. وهذا الأخير، وهو ملياردير أمريكي ولد في المجر ويهودي، موضوع جميع أنواع نظريات المؤامرة المعادية للسامية التي يتبنّاها اليمين المتطرف الأمريكي.

   ووجدت هذه الحركة مكانها بين الجيل الجمهوري الجديد. سيجلس ماديسون كاوثورن، 25 عامًا، في مجلس النواب بعد انتخابه عن ولاية كارولينا الشمالية. عام 2017، التقط صور سيلفي أمام كيلشتاينهاوس “عش النسر”، وهو ملجأ نازي في جبال الألب البافارية كثيرًا ما يزوره هتلر. وكان الشاب الأمريكي قد أشار الى “فورهر”، وأكد أنه “لم يخب أمله” من الزيارة.
   ستدخل أيضًا سيدتان من أعضاء حركة كيو أنون، التي تؤمن بمؤامرة شيطانية تتاجر جنسيا بالأطفال، وتثق في دونالد ترامب بإجهاضها، تمكنتا من دخول الكونغرس: مارجوري تايلور غرين في جورجيا، ولورين بويبرت في كولورادو. السبت، خرجت الأولى في الاحتجاجات مع 200 آخرين في أتلانتا، بينما انتظمت احتجاجات أخرى في عدة مدن في جميع أنحاء البلاد.    وفي أغسطس، كان الرئيس قد هنأها على فوزها في الانتخابات التمهيدية، ووصفها بـ “النجمة الجمهورية المستقبلية”. وتعهدت مارجوري تايلور جرين بدورها بمساعدة دونالد ترامب في الطعن في النتائج.

الشرخ الأمريكي قائم
   لم يقدم هذا الأخير حتى الآن أدلة على تزوير الانتخابات. وقد تم الإعلان عن فوز جو بايدن بعد عدة أيام من الحذر. وهنّأ زعماء العالم الديمقراطي، الا ان جزءً من البلاد لا يؤمن بذلك، وهي علامة على أن الترامبية، هذه المحافظة المجتمعية الممزوجة بعدم الثقة في المؤسسات والنخب والخبراء، ستعيش بعد دونالد ترامب.    وقد أشارت مونيكا هيس، كاتبة في صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأربعاء، إلى أن “بعض أركان الثقافة الأمريكية التي قام (جو بايدن) بحملته على أساسها -الآداب العامة، والحقيقة “....”، واحترام العلم والتاريخ -يمكن أن تصبح أكثر هشاشة... في الواقع، لا يمكن نبذ رؤية للعالم يشترك فيها نصف البلد».