دراسة بجامعة الإمارات لتحديد المناطق الأكثر عرضة لحوادث المرور وتحليل سلوك السائقين والحوادث المرورية
أجرت الأستاذة الدكتورة خولة الكعبي من قسم الجغرافيا والاستدامة الحضرية بجامعة الإمارات العربية المتحدة دراسة حديثة قدمت رؤى جديدة حول المناطق الأكثر عرضة للحوادث المرورية في إمارة أبوظبي والعوامل المؤثرة عليها. نُشرت الدراسة في مجلة "Transportation Research Interdisciplinary Perspectives"، حيث استخدمت تقنيات نظم المعلومات الجغرافية المتقدمة لتحديد المناطق الأكثر عرضة للحوادث وتحليل الأسباب الرئيسية التي تسهم في وقوع الحوادث المرورية في المدينة.
كما أوضحت الأستاذة الدكتورة خولة الكعبي: "على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة الإمارات لتعزيز سلامة الطرق، لا تزال الحوادث المرورية مصدر قلق مستمر. تهدف هذه الدراسة إلى فهم العوامل الرئيسية التي تسهم في وقوع الحوادث، وتقديم توصيات لتحسين السلامة المرورية في الإمارة".
وقالت الأستاذة الدكتورة خولة الكعبي: "تُظهر نتائج الدراسة أن هناك حاجة ماسة للتركيز على تحسين سلوكيات السائقين على الطرق، ونأمل أن تسهم هذه النتائج في وضع استراتيجيات فعالة للحد من الحوادث المرورية وتحقيق طرق أكثر أماناً لجميع مستخدمي الطرق في أبوظبي."
واعتمدت الدراسة على نظام المعلومات الجغرافية (GIS) واستخدمت الأسلوب الإحصائي Getis-Ord Gi لتحديد المناطق الأكثر عرضة للحوادث في أبوظبي، استناداً إلى بيانات عام 2014. كما شملت الدراسة تحليل سلوك السائقين من خلال استبيان شامل أُجري في عام 2017، حيث جُمعت بيانات من 1,072 سائقاً تعرضوا لحوادث سابقة، وتم تقييم عدة عوامل مثل استخدام حزام الأمان، وإدراك السرعة، والوعي بالسياسات المرورية.
وأظهرت الدراسة أن القيادة المتهورة تُعد السبب الرئيسي للحوادث المرورية، لا سيما بين السائقين في منتصف العمر، حيث تنخفض مخاطر الحوادث بزيادة خبرة السائق. كما سلطت الدراسة الضوء على تأثير التركيبة السكانية، حيث تبين أن العمر والخبرة في القيادة يلعبان دوراً كبيراً في احتمالية وقوع الحوادث، مما يؤكد الحاجة إلى تنفيذ المزيد من الحملات التوعوية المكثفة والبرامج التدريبية الموجهة لمختلف الفئات العمرية. وتساهم هذه الدراسة في تعزيز المعرفة في مجال الاستدامة الحضرية، وتدعم الجهود المستمرة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تقليل الحوادث المرورية، بما يتماشى مع الأهداف المحددة في الاستراتيجية الوطنية للتنقل الذكي.