غزوة مبنى الكابيتول:
دول أوروبا الوسطى بين الإحراج والإدانة...!
-- جاء رد الفعل الأكثر سخطا من براغ، حيث أدان «ترامب التشيكي»، بوضوح غزو مبنى الكابيتول
-- كثفت إدارة دونالد ترامب العلاقات مع وسط وشرق أوروبا
-- كانت وارسو واحدة من آخر العواصم التي اعترفت بفوز جو بايدن
-- اختار العديد من القادة الشعبويين الأوروبيين، عدم الرد على أحداث الكابيتول
-- مع انتخاب بايدن، تخشى بعض الدول عودة فترة مماثلة لفترة أوباما
في الوقت الذي تم فيه غزو مبنى الكابيتول في واشنطن من قبل مؤيدين لترامب، فضل وزير الخارجية البولندي النظر الى مكان آخر. ومع بدء وصول رسائل الإدانة الدولية الأولى، قام زبيغنيو راو بالتغريد عن فوز لاعب التزلج البولندي كاميل ستوش في نهاية جولة القفز التزلجي على المسار.
في بلد يرى الولايات المتحدة كشريك استراتيجي رئيسي، قد يبدو التوقيت في غير محله، الا ان الأمر غير ذلك إذا أخذنا في الاعتبار التفاهم الجيد الذي يظهر بين الحكومة القومية والمحافظة البولندية وإدارة ترامب. وسبق في نوفمبر، خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ان كانت وارسو واحدة من آخر العواصم التي اعترفت بفوز جو بايدن.
في وقت لاحق، تحدث الرئيس البولندي أندريه دودا أيضًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنها “مسألة داخلية أمريكية”، مشيرا أيضا إلى أن “بولندا تؤمن بقوة الديمقراطية الأمريكية”، وأن “السلطة تقوم على إرادة الناخبين».
«صور صادمة»
اختارت عواصم أوروبا الوسطى الأخرى، التي أقامت علاقات مع دونالد ترامب، سلوك النعام. في المجر، جاء رد الفعل الرسمي الوحيد على الأحداث من كاتالين نوفاك، وزيرة الأسرة. “صور صادمة من مبنى الكابيتول... يجب الحفاظ على الديمقراطية قبل وأثناء وبعد الانتخابات في جميع أنحاء العالم”، كتبت على تويتر.
قبل يومين، أشار مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بنفسه إلى الاهتمام الذي أولته إدارة ترامب لبودابست، منتقدًا الســـــياسة السـابقة للديمقراطيين. “لقد تعاملت إدارة أوباما مع المجر، حليفة الناتو، مثل كوريا الشمالية، بازدراء مطلق. وقد جددنا الروابط المهمة، مع الإصرار على احترام المعايير الديمقراطية”، وهذا يكفي لخلق دعم قوي لترامب داخل الحكومة المجرية غير الليبرالية.
رسالة سياسية
جانيز جانسا، رئيس الوزراء السلوفيني الذي تفرّد في نوفمبر بتهنئة ترامب على “انتخابه” في اليوم الموالي للتصويت بينما كان فرز الأصوات لم يكتمل بعد ، كان أكثر دقة هذه المرة. “يجب أن نشعر جميعا بالقلق من العنف المستمر في واشنطن... نأمل أن تكون ديمقراطية أمريكا صلبة ومتجذرة بعمق ويمكنها التغلب على هذه الأزمة”، كتب جانسا على تويتر قبل أن يضيف رسالة سياسية أكثر/:
“الديمقراطيـــة تفترض مسبقًا احتجاجات ســــــلمية، لكن العنف والتهديــــــدات بالقتل -من اليمين واليسار -سيئة دائمًا.»
إشارة -مشوبة بالمرارة -إلى الإطاحة بحكومة المحافظين السابقة عام 2013، في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات التي دعمها اليسار.
بعد نشر هذه الرسالة الرسمية، أعاد رئيس الوزراء بعد ذلك تغريد عدة رسائل تقارن بوضـــــوح بين الحدثين، منها تغريدة صحفي سلوفيني قال إنه يشعر بخيبة أمل من سي إن إن:
“أنصار ترامب” يُطلق علبهم “فوضويـــــون، إرهابيون، بينما في العام الماضي عندما دمر ممثلو منظمـــــــة حيـــــاة السود مهمة المدن، تم تصنيفهم في الغالب متظاهرون سلميا”، كما جاء في المنشور.
ترامب التشيكي
جاء رد الفعل الأكثر سخطا من براغ، حيث أدان رئيس الوزراء الشعبوي أندريه بابيس، الملقب سابقًا بـ “ترامب التشيكي”، بوضوح غزو مبنى الكابيتول: “ما حدث في الولايات المتحدة هو هجوم غير مسبوق وغير مقبول على الديمقراطية. لقد فقدت أربعة أرواح بلا سبب، وتعطل قلب العملية الديمقراطية. لطالما نددت بهذا النوع من العنف والفوضى، يجب أن يتم الانتقال بهدوء وسلميا». وكان الصدى، حيث أشارت الرئيسة السلوفاكية، سوزانا كابوتوفا، إلى أن “الصور من الكابيتول تظهر مدى خطورة خطاب الكراهية. ان ازدراء المؤسسات الديمقراطية يقوض حقوق المواطنين ويمكن أن يقوض النظام السياسي «.
أي علاقة مع إدارة بايدن؟
تثير هذه الحلقة، مثل الاقتراع المضطرب في نوفمبر، مسألة العلاقات المستقبلية بين إدارة بايدن ودول المنطقة. “رغم خطاب المواجهة أو ربما بسببه تجاه الاتحاد الأوروبي، كثفت إدارة ترامب العلاقات مع وسط وشرق أوروبا. ومع انتخاب بايدن، تخشى بعض الدول عودة فترة مماثلة لفترة أوباما، عندما ضحى كثيرون في واشنطن في البداية بمصالح المنطقة لصالح إحياء العلاقات مع موسكو”، يشرح الدبلوماسي التشيكي بيتر توما في مقال نشره في ديسمبر مركز الأبحاث الأمريكي المجلس الأطلسي.
كما يحذر ايضا، من أن “بايدن سينظر إلى شركائه من منظور القيم الليبرالية، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون، على عكس مقاربة ترامب الواقعية والمعاملاتية. وسيتوقف مستقبل العلاقة على كيفية ردّ عواصم أوروبا الوسطى على هذه الانتظارات”. بالنسبة للتشيك أو السلوفاك، الذين أظهروا مؤخرًا موقفًا مختلفًا تمامًا عن موقف المجريين أو البولنديين، فإن الخطر يكمن في وضعهم في نفس سلة جيرانهم المضطربين.
-- كثفت إدارة دونالد ترامب العلاقات مع وسط وشرق أوروبا
-- كانت وارسو واحدة من آخر العواصم التي اعترفت بفوز جو بايدن
-- اختار العديد من القادة الشعبويين الأوروبيين، عدم الرد على أحداث الكابيتول
-- مع انتخاب بايدن، تخشى بعض الدول عودة فترة مماثلة لفترة أوباما
في الوقت الذي تم فيه غزو مبنى الكابيتول في واشنطن من قبل مؤيدين لترامب، فضل وزير الخارجية البولندي النظر الى مكان آخر. ومع بدء وصول رسائل الإدانة الدولية الأولى، قام زبيغنيو راو بالتغريد عن فوز لاعب التزلج البولندي كاميل ستوش في نهاية جولة القفز التزلجي على المسار.
في بلد يرى الولايات المتحدة كشريك استراتيجي رئيسي، قد يبدو التوقيت في غير محله، الا ان الأمر غير ذلك إذا أخذنا في الاعتبار التفاهم الجيد الذي يظهر بين الحكومة القومية والمحافظة البولندية وإدارة ترامب. وسبق في نوفمبر، خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ان كانت وارسو واحدة من آخر العواصم التي اعترفت بفوز جو بايدن.
في وقت لاحق، تحدث الرئيس البولندي أندريه دودا أيضًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنها “مسألة داخلية أمريكية”، مشيرا أيضا إلى أن “بولندا تؤمن بقوة الديمقراطية الأمريكية”، وأن “السلطة تقوم على إرادة الناخبين».
«صور صادمة»
اختارت عواصم أوروبا الوسطى الأخرى، التي أقامت علاقات مع دونالد ترامب، سلوك النعام. في المجر، جاء رد الفعل الرسمي الوحيد على الأحداث من كاتالين نوفاك، وزيرة الأسرة. “صور صادمة من مبنى الكابيتول... يجب الحفاظ على الديمقراطية قبل وأثناء وبعد الانتخابات في جميع أنحاء العالم”، كتبت على تويتر.
قبل يومين، أشار مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بنفسه إلى الاهتمام الذي أولته إدارة ترامب لبودابست، منتقدًا الســـــياسة السـابقة للديمقراطيين. “لقد تعاملت إدارة أوباما مع المجر، حليفة الناتو، مثل كوريا الشمالية، بازدراء مطلق. وقد جددنا الروابط المهمة، مع الإصرار على احترام المعايير الديمقراطية”، وهذا يكفي لخلق دعم قوي لترامب داخل الحكومة المجرية غير الليبرالية.
رسالة سياسية
جانيز جانسا، رئيس الوزراء السلوفيني الذي تفرّد في نوفمبر بتهنئة ترامب على “انتخابه” في اليوم الموالي للتصويت بينما كان فرز الأصوات لم يكتمل بعد ، كان أكثر دقة هذه المرة. “يجب أن نشعر جميعا بالقلق من العنف المستمر في واشنطن... نأمل أن تكون ديمقراطية أمريكا صلبة ومتجذرة بعمق ويمكنها التغلب على هذه الأزمة”، كتب جانسا على تويتر قبل أن يضيف رسالة سياسية أكثر/:
“الديمقراطيـــة تفترض مسبقًا احتجاجات ســــــلمية، لكن العنف والتهديــــــدات بالقتل -من اليمين واليسار -سيئة دائمًا.»
إشارة -مشوبة بالمرارة -إلى الإطاحة بحكومة المحافظين السابقة عام 2013، في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات التي دعمها اليسار.
بعد نشر هذه الرسالة الرسمية، أعاد رئيس الوزراء بعد ذلك تغريد عدة رسائل تقارن بوضـــــوح بين الحدثين، منها تغريدة صحفي سلوفيني قال إنه يشعر بخيبة أمل من سي إن إن:
“أنصار ترامب” يُطلق علبهم “فوضويـــــون، إرهابيون، بينما في العام الماضي عندما دمر ممثلو منظمـــــــة حيـــــاة السود مهمة المدن، تم تصنيفهم في الغالب متظاهرون سلميا”، كما جاء في المنشور.
ترامب التشيكي
جاء رد الفعل الأكثر سخطا من براغ، حيث أدان رئيس الوزراء الشعبوي أندريه بابيس، الملقب سابقًا بـ “ترامب التشيكي”، بوضوح غزو مبنى الكابيتول: “ما حدث في الولايات المتحدة هو هجوم غير مسبوق وغير مقبول على الديمقراطية. لقد فقدت أربعة أرواح بلا سبب، وتعطل قلب العملية الديمقراطية. لطالما نددت بهذا النوع من العنف والفوضى، يجب أن يتم الانتقال بهدوء وسلميا». وكان الصدى، حيث أشارت الرئيسة السلوفاكية، سوزانا كابوتوفا، إلى أن “الصور من الكابيتول تظهر مدى خطورة خطاب الكراهية. ان ازدراء المؤسسات الديمقراطية يقوض حقوق المواطنين ويمكن أن يقوض النظام السياسي «.
أي علاقة مع إدارة بايدن؟
تثير هذه الحلقة، مثل الاقتراع المضطرب في نوفمبر، مسألة العلاقات المستقبلية بين إدارة بايدن ودول المنطقة. “رغم خطاب المواجهة أو ربما بسببه تجاه الاتحاد الأوروبي، كثفت إدارة ترامب العلاقات مع وسط وشرق أوروبا. ومع انتخاب بايدن، تخشى بعض الدول عودة فترة مماثلة لفترة أوباما، عندما ضحى كثيرون في واشنطن في البداية بمصالح المنطقة لصالح إحياء العلاقات مع موسكو”، يشرح الدبلوماسي التشيكي بيتر توما في مقال نشره في ديسمبر مركز الأبحاث الأمريكي المجلس الأطلسي.
كما يحذر ايضا، من أن “بايدن سينظر إلى شركائه من منظور القيم الليبرالية، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون، على عكس مقاربة ترامب الواقعية والمعاملاتية. وسيتوقف مستقبل العلاقة على كيفية ردّ عواصم أوروبا الوسطى على هذه الانتظارات”. بالنسبة للتشيك أو السلوفاك، الذين أظهروا مؤخرًا موقفًا مختلفًا تمامًا عن موقف المجريين أو البولنديين، فإن الخطر يكمن في وضعهم في نفس سلة جيرانهم المضطربين.