اختتام مؤتمر «برايت ستارت» الدولي في كليات التقنية العليا

رؤى نحو مستقبل تعليم الطفولة المبكرة القائم على الذكاء الاصطناعي والابتكار

رؤى نحو مستقبل تعليم الطفولة المبكرة القائم على الذكاء الاصطناعي والابتكار


اختتمت كليات التقنية العليا بنجاح مشاركتها في استضافة مؤتمر " برايت ستارت" الدولي خلال الشهر الجاري، الذي جمع نخبة من التربويين والباحثين وصنّاع القرار من أبوظبي إلى لندن ومختلف أنحاء العالم.
وقد جاء هذا المؤتمر الدولي، المخصّص للارتقاء بتعليم الطفولة المبكرة والمرحلة الابتدائية، ليؤكد التزام كليات التقنية العليا بقيادة الحوار العالمي حول مستقبل تعليم الطفولة المبكرة، من خلال دمج التقنيات المستقبلية وتعزيز الابتكارية والشمولية في المنظومة التعليمية.
شهد المؤتمر، الذي انعقد بالتزامن في كلٍّ من أبوظبي ولندن، تنظيم أكثر من 100 ورشة عمل تفاعلية ومنتدى متخصص. كما تضمنت أبرز فعالياته إطلاق منتدى اللعب بالذكاء الاصطناعي - وهو منصة عالمية تبحث في كيفية تفاعل الأطفال مع الذكاء الاصطناعي عبر اللعب، بالإضافة إلى الإعلان عن المبادرة العالمية "منهجية صوت الأطفال في التعليم" التي تمكّن الأطفال من أن يكونوا صُنّاع تجربتهم التعليمية ومشاركين فاعلين في رسم مستقبل التعليم.
وتتماشى هذه المبادرة مع تركيز كليات التقنية العليا على إعداد الطلبة والمهنيين بالمهارات العملية والمستقبلية المطلوبة لمواكبة المنظومة التعليمية سريعة التطور.
عُقدت الجلسات في حرم كليات التقنية العليا بأبوظبي بالتوازي مع جلسات في فندق بارك بلازا فيكتوريا بلندن، بالإضافة إلى بث مباشر عالمي، وركز المؤتمر على التميز العالمي في الممارسات التعليمية في مرحلة الطفولة المبكرة وتعزيز الشمولية والعدالة الاجتماعية في التعليم المبكر والابتدائي.
وشهد المؤتمر استعراضاً موسعاً للدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تخصيص تجارب التعلم وتحسين إدارة الصفوف الدراسية في مراحل الطفولة المبكرة. كما قدّمت الجلسات رؤى جديدة حول نماذج التعليم المبتكرة التي تركز على الطفل، وبحثوا آليات توسيع نطاقها عالمياً لتمكين الجيل القادم من المتعلمين، مؤكدين أهمية التعاون الدولي بين التربويين والباحثين وصنّاع القرار لمعالجة التحديات المشتركة، بما في ذلك قضايا المساواة والشمولية.
وقالت الدكتورة إيريني غوسكو، عضو مجلس إدارة مؤسسة "برايت ستارت" والأستاذ المشارك في معهد التربية بكلية لندن الجامعية، ورئيسة المبادرة العالمية "منهجية صوت الأطفال في التعليم":  "لقد جسّد مؤتمر ’برايت ستارت‘ الدولي لهذا العام ما يمكن تحقيقه عندما تتلاقى الرؤى الطموحة مع الابتكار والتعاون الدولي. إن التنظيم المتزامن للمؤتمر للمرة الأولى في كل من أبوظبي ولندن – مع البث الحي الذي ربط قارتين ومشاركة من 47 دولة – شكّل منصة غير مسبوقة للوحدة والعمل المشترك. لقد وقفنا معاً كمجتمع دولي واحد يجمعه التزام راسخ بإعادة رسم ملامح مستقبل تعليم الطفولة المبكرة لحقبة جديدة. ونحن ممتنون للغاية لكليات التقنية العليا على ريادتها المحورية وشراكتها الفاعلة وإيمانها الراسخ بما يمكننا إنجازه معاً." 
وأضافت غوسكو: "ولعل من أبرز محطات المؤتمر هو الكشف عن تطوير أول وحدة تعليمية في العالم لمهارات الذكاء الاصطناعي في مرحلة الطفولة المبكرة – وهي مصممة للتطبيق عالمياً عبر مختلف الثقافات – بقيادة البروفيسور موتلو تشوكوروفا، مدير مختبر المعرفة (نولدج لاب) في كلية لندن الجامعية، وتحت مظلة المبادرة العالمية، منهجية صوت الأطفال في التعليم.  إن هذا الجهد الكبير يعالج أحد أكثر الأسئلة إلحاحاً في عصرنا: كيف نحمي الأطفال من الضمور المعرفي في عصر الذكاء الاصطناعي، ونعدّهم ليكونوا مواطنين عالميين مبدعين، أخلاقيين، يتسمون بالتعاطف، ولديهم الجاهزية للقيادة في عالم سريع التغير؟ 
إن هذا المؤتمر ليس مجرد حدث عادي فحسب، بل هو انطلاقة لحراك عالمي تبنّته كليات التقنية العليا برؤية استثنائية هادفة والتزام راسخ. نحن ممتنون للغاية لدور الكليات الرائد في صياغة مستقبل تعليم الطفولة المبكرة على نطاق عالمي."
وعلقت الدكتورة بريتي فيرما، العميد التنفيذي لبرنامج التربية في كليات التقنية العليا، قائلة: "يسعدنا في كليات التقنية العليا أن نكون أحد الشركاء الرئيسيين في استضافة مؤتمر  برايت ستارت الدولي لهذا العام، والذي نجح في ربط الرؤى العالمية من أبوظبي إلى لندن وجميع أنحاء العالم، وساهم في تعزيز الحوار العالمي حول أفضل ممارسات تعليم الطفولة المبكرة. كما  أبرز أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية واعتماد مناهج تتمحور حول الطفل، مما يعكس التزام كلياتنا بإعداد كوادر أكاديمية وتعليمية متخصصة، مجهزة بالمهارات العملية والمعرفة التربوية اللازمة للابتكار والمساهمة بفاعلية في تشكيل مستقبل التعليم المبكر على المستوى العالمي."
كما تضمن المؤتمر إسهامات بارزة من مؤسسات عالمية رائدة، بما في ذلك "بروجكت زيرو" التابع لجامعة هارفارد ومختبر المعرفة (نولدج لاب) من كلية لندن الجامعية، إلى جانب عروض مقدمة من نخبة من التربويين الحاصلين على جوائز وقادة الفكر العالميين.