رؤية نقدية .. الفنان وتشكيله لوجدان المتلقي

رؤية نقدية .. الفنان وتشكيله لوجدان المتلقي


تمكنت الفنانة التشكيلية شيماء الكيلاني من حجز مقعد مهم بين المهتمين بالفن التشكيلي وذلك من خلال رؤيتها وتشكيلها للوحاتها الفنية التى تبرز في خطوتها المتناسقة نوع من التحديد معالم الوجدان الإنساني،فضلا عن ابتكارها شخصيات كرتونية تبث في روح المجتمع روح المثابرة والتمسك بالحلم والطموح.
اعتمدت الفنانة شيماء الكيلاني في لوحاتها على عنصر الفكر وعنصر اللون لمخاطبة الحس البصري في جميع لوحاتها،وانفردت بعدم التخصص بتكوين فنها وتنوع افكارها، فعنصر الفكر لديها يعتمد على بناء الفكرة المستوحاة من حدث مثل لوحة الحرب والنصر،
 التى جسدت فيها الالوان لخدمة الفكرة بين اللهب والعلم وآليات الحرب مع اختلاط لون المياه الصافية بلون الدم وكأنها تقول للحروب خسائر حتى ولو كان فيها انتصار، وهذه اللوحة وغيرها من اللوحات اعتمدت على الحركة وكأنها ترسم لوحة متحركة ينقصها دمج الأصوات لتصبح ملحمة مرئية.

تكثر الالوان المتداخلة في لوحاتها الفنية، وهذا السلوب ينشط الذهن ويدعو العين للبحث وتكوين شخوص وأشياء طبعتها الريشة بدون قصد احيانا من الفنان، وهذا يجعل المتلقي في ساحة التفكير ولتنبأ بالأحداث وتأليف رؤية خاصة به شكلتها ثقافته والبيئة المحيطة به، وهذا النوع من الفن غالبا ما يخاطب العالم المفتوح دون الوقوف على دولة بعينها أو مجتمع واحد، بل هذه اللوحات تتخطى اللغة وتتفوق على نفسها بما فيها من حس واتقان وفن يحترم الفكر.

تسبح الفنانة شيماء الكيلاني بريشتها تارة بين الشخوص والوجوه والتشريح الجسدي للإنسان، في لوحة السيدة التى تتجمد ملامحها عند لحظة تفكير فترصدها الفنانة بريشتها وتسلط الضوء على مفهوم الشرود وإعادة ترتيب الأوراق والتفكير بعمق، ولم تغفل الفنانة الوجه النسائي الذي يضم الجمال والحس،
 وفي لوحة الشاطئ تظهر القوارب الشراعية والسماء والبحر والصخور، ويقف على الشاطئ شخصين لم تهتم الفنانة في ابراز شكلهما أو تحديد ملامحهما،
 فالوداع أو الانتظار لا يختلف مع جنس المنتظر أو المودع، وهنا تظهر فلسفة شيماء الكيلاني في تنوع لوحاتها ووضع يدها على مفاهيم فكرية تجسدها بريشتها.

والمتابع للوحات ومحاضرات شيماء الكيلاني واهتماماتها باكتشاف المواهب من البراعم الصغيرة، يكتشف نمطها في اختيار الألوان المتداخلة، وتعتمد غالبا في لوحاتها على الوان الطيب السبعة، ويغلب على لوحاتها الفن المشع بالحركة والداعم للتفكير، حتى انها اهتمت بالمآذن والمباني في خطوط متداخلة تحس على التلاحم المجتمعي،

وفي لوحة اختصت فيها الشكل النوبي المشهور بزيه التقليدي والدواب في صورة تشكيلية من الفنتازيا لأنها لم تهتم فيها بالتشريح الجسدي للشخوص والدواب وانما كان رسم طفولي يجسد بيئة معروفه.

سيظل الفن التشكيلي هو الذاكرة التى تحاكي التاريخ وتصور المجتمعات وتنقل الاحداث بين الأجيال بحيادية،
فهذا الفن يعتبر المؤرخ الحقيقي للعصور فبه تمكنا من قراءة تاريخنا القديم، ومازلنا نكتشف من رسومات القدماء تفاصيل الحياة والعبر والأحداث وكيف كان التطور والتنمية جناحي النجاح في كل المراحل.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot