اشتراكيته ثغرة يتسلل منها الخصوم:

ساندرز، الطبق الديمقراطي المثالي لفوز ترامب...!

ساندرز، الطبق الديمقراطي المثالي لفوز ترامب...!

-- ينظر التقدميون إلى الاشتراكية نظرة إيجابية، لكن الأمريكيــين ككــل يرفضونهـــا بنســـبة 57%
-- الاشتراكية وحظر التأمين الصحي الخاص، ليسا سوى جزء من الحجج المناهضة لساندرز
-- في رصيد ساندرز من المواقف المتشددة ما يمنح ترامب فرصة تقديمه باعتباره راديكاليًا مجنونًا
-- تشير جميع استطلاعات الرأي إلى أن برنامج الرعاية الصحية للجميع لا يقنع
-- السياسي الأمريكي الذي يؤمن بالاشتراكية، يحق له الترشح تحت هذا التصنيف، لكنه بالتأكيد سيضرّ نفسه
-- تسجل الاشتراكية نتائج جيدة بين التقدميين، لكنها تنهزم بين عامة الشعب عندما تتنافس مع الرأسمالية


إذا فاز بيرني ساندرز بأول ولايتين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، فمن المرجح أن يفوز بورقة الترشيح. ويبدو أن هذا خبر سار للتقدميين ... إلا أنه ليس كذلك على الإطلاق. لساندرز الكثير من المعوقات التي لم تستغل خلال المرحلة التمهيدية. وإذا أصبح هو المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي، يمكن لهذه العقبات أن تشكل في الانتخابات طبقا شهيّا لدونالد ترامب. وقد شرح هذا ديفيد فروم الإثنين 27 يناير في ذي أتلانتيك، وأثراه جوناثان شيت، في نيويورك ماغزين، بإضافة أدلة مستوحاة من انتخابات أخيرة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب قد حدد موضوعًا سيسحق ساندرز: اشتراكيته. يقوم ترامب بحملة محورها الاقتصاد، لكنه يعرف جيدًا أن العديد من الناخبين لا يحبونه، وانه مدعوّ الى أن يعطيهم مبرّرا حتى يخافوا من الحزب المقابل: وهنا تدخل الاشتراكية. يستخدم ترامب هذه الكلمة في كل اجتماع، على أمل أن يرسم صورة راديكالية ومخيفة للديمقراطيين. وتتقاسم السناتورة إليزابيث وارن العديد من أفكار ساندرز، الا انها لا تسميها اشتراكية في حين يفعل ساندرز ذلك، وفي القيام بذلك، يضع نفسه تحت رحمة ترامب.

الولايات المتحدة
 معادية للاشتراكية
الاختلاط بالشباب التقدمي قد يعطي الانطباع بأن الاشتراكية مفهوم شائع ويحظى بشعبية. وهذه حقيقة، ولكن على اليسار فقط. في أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، والذي يعود إلى سبتمبر 2019، ينظر الليبراليون  اليساريون والديموقراطيون إلى الاشتراكية نظرة إيجابية، الا ان الأمريكيين ككل، يرفضونها بنسبة 57 بالمائة، مقابل 39 بالمائة.
وفي نفس الاستطلاع، أعلن المستجوبون أنهم يؤيدون الرأسمالية، بنسبة 60 بالمائة مقابل 35 بالمائة. ويكشف استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد ونيويورك تايمز، في يوليو وأغسطس، عن نفس النوع من النتائج: يدعم الأمريكيون الرأسمالية بنسبة 57 بالمائة مقابل 37 بالمائة، في حين يرفضون الاشتراكية بنسبة 59 بالمائة مقابل 34 بالمائة.

وتوصلت دراسة استقصائية أجراها في مايو مركز بيو للأبحاث، واخرى في مارس من قبل معهد كاتو التحرري، وثالثة في ديسمبر لفوكس نيوز، إلى نفس الاستنتاجات. ففي كل استطلاع، تسجل الاشتراكية نتائج جيدة بين التقدميين، لكنها تنهزم بشكل واضح بين عامة الشعب عندما تتنافس مع الرأسمالية.

إن السياسي الأمريكي، مثل ساندرز، الذي يؤمن إيمانا عميقا بالاشتراكية، له كل الحق في الترشح تحت هذا التصنيف، لكنه بالتأكيد سيلحق الضرر بنفسه. في نوفمبر، سأل استطلاع أجرته هاريس اكس، “هل تفكر يوما ما في التصويت لمرشح اشتراكي؟”، بالنسبة للتقدميين كانت الاجابة نعم، الا ان 72 بالمائة من المسجلين في القوائم الانتخابية، وحتى 64 بالمائة من الديمقراطيين، أجابوا لا. وعندما سئلوا عما إذا كانوا يستطيعون التصويت في يوم ما لصالح “اشتراكي ديمقراطي”، الصيغة التي يفضلها ساندرز، انخفضت نسبة الاجابة السلبية إلى 52 ... لكن هذه النسبة تظل تمثل أغلبية.

ان هذا الرقم، 52 بالمائة، هو أسوأ مما يبدو، لأنه لا يتعلق فقط بأشخاص من اليمين، بل يشمل 25 بالمائة من الديمقراطيين، و29 بالمائة من الناخبين الذين “يميلون إلى اليسار”... اطرحوا كل هؤلاء الناس من كتلة الناخبين الديمقراطيين، وستكونون في حرج.
تقدم “داتا فور بروغريس”، وهي منظمة تميل إلى اليسار، ارقاما أكثر تشجيعًا: في استطلاعها، 62 بالمائة من الأشخاص الذين يرجّح ان يصوتوا للديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية، يعبّرون عن رأي إيجابي فيما يتعلق بـ “الاشتراكية الديمقراطية”، لكن 17 بالمائة منهم، بما في ذلك 38 بالمائة من الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية والذين يعتبرون أنفسهم معتدلين أو محافظين، يعبّرون عن رأي سلبي، وهم جزء من الناخبين يعزّ ويصعب على الديمقراطيين خسارتهم.

ومن غير المستبعد، بفضل مزيج من الإلهام والوعود الانتخابية، أن ينجح ساندرز في التغلب على العائق السياسي الذي يمثله دفاعه عن الاشتراكية. فنسبة الموافقة التي يتمتع بها لدى الجسم الانتخابي بأكمله قريبة نسبياً من خصومه الديمقراطيين، وبعض الناخبين المناهضين للاشتراكية يثير اعجابهم بوضوح.

  وقد أظهر استطلاع راسموسن، الذي نُظم في نوفمبر لصالح مؤسسة هارتلاند المحافظة، أن 20 بالمائة من الناخبين المحتملين الذين لديهم رأي إيجابي للغاية عن ساندرز، قد أكدوا أيضًا إنهم “لن يصوتوا لمرشح رئاسي يعرّف نفسه بأنه اشتراكي”. ومع ذلك، ربما يتجاوزون كرههم للاشتراكية لانتخاب ساندرز.
لكن، في هذا جرعة كبيرة من التفاؤل. عندما يتناقض الناس في استطلاع، فإن أبسط تفسير هو أنهم لا يدركون التناقض. ماذا يحدث عندما يكتشف الذين يقولون إنهم يحبون ساندرز ولكنهم لن يصوتوا أبدًا لصالح اشتراكي أنه كذلك؟ كم من هؤلاء الناخبين والناخبات يمكن للديمقراطيين ان يسمحوا لأنفسهم بتحمّل خسارتهم؟

كل ذلك يعود
 بالنفع على ترامب
يمكن أن نجادل بأن الاشتراكية مجرّد كلمة، وأن ما يهم حقًا هو برنامج حول مواضيع محددة. ولكن حول الأهم، الصحة، يقترح ساندرز بالضبط ما يُبعد الناخبين عن الاشتراكية. وعلى عكس بايدن والمرشحين الآخرين الذين يفضلون خيارًا عموميّا -نظام تأمين صحي تديره الدولة، في منافسة مع التأمين الخاص، مما يتيح للمستهلكين خيارًا إضافيًا – فان برنامج الرعاية الصحية للجميع الذي يقترحه ساندرز، يجعل صراحة من غير القانوني بيع شركة خاصة للتأمين الصحي أو “المزايا التي يقدمها صاحب العمل”، والتي “تكرر المنافع” المقترحة من الحكومة... انه سيكرّس احتكار الدولة.

وتشير جميع استطلاعات الرأي، إلى أن الخيار العمومي يفوز بالأصوات، وأن برنامج الرعاية الصحية للجميع لا يقنع. وفي استطلاع أجرته شبكة إن بي سي / وول ستريت جورنال، في سبتمبر 2019، وافق 67 بالمائة من الناخبين على فكرة “إعطاء الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا الفرصة لدفع تكاليف تغطيتهم الصحية من خلال برنامج الرعاية الطبية”، وعارض 20 بالمائة فقط هذه الفكرة. لكن في الاستطلاع نفسه، كان 56 بالمائة من الناس ضد الرعاية الصحية للجميع مقابل 41 بالمائة فقط من الآراء المؤيدة. وهذه خسارة بـ 26 نقطة للتغطية الصحية العامة، وزيادة بـ 36 نقطة لغير صالحها، عندما ننتقل من الرأسمالية التقدمية إلى الاشتراكية على طريقة ساندرز.

وتكشف استطلاعات أخرى نفس الاتجاه المعارض لاقتراح ساندرز. فقد أظهر استطلاع أجرته فوكس نيوز في ديسمبر، أن 66 بالمائة من الناخبين يؤيدون “تغيير نظام الرعاية الصحية بحيث يمكن لكل أمريكي الانضمام إلى الرعاية الطبية إذا أراد ذلك”. لكن 41 بالمائة فقط يوافقون على فكرة “التخلص من التأمين الصحي الخاص والانتقال إلى نظام الرعاية للجميع الذي تسيطر عليه الحكومة».

وفي شهر ديسمبر أيضًا، كشف استطلاع للرأي أجرته ان بي ار / ماريست، أن 56 بالمائة من الناس يفضلون “خطة صحية تقودها الحكومة ... وتكون في منافسة مع برامج التغطية الصحية الخاصة”، الا ان 40 بالمائة فقط يؤيدون “برنامج تأمين صحي لجميع الأمريكيين يحل محل التأمين الصحي الخاص».

وسيسمح ساندرز لشركات التأمين ببيع المكملات الصحية التي لا تدخل في منافسة مع البرنامج الذي تديره الحكومة، غير ان هذا لا يحل المشكلة السياسية.
في سبتمبر، وجد استطلاع للرأي أجرته هاريس اكس، أنه عندما تم منح الناخبين الاختيار بين خمسة أنظمة تأمين صحي، اختار 10 بالمائة الموقف الاشتراكي المتشدد، والذي ينص على وجوب “توسيع نطاق الرعاية الطبية / المساعدة الطبية للفقراء، لتشمل جميع المواطنين بغض النظر عن العمر أو الدخل، وإلغاء البرامج الصحية الخاصة”. واختار 27 بالمائة موقف ساندرز القاضي “بأن يكون بمقدور الناس الحصول على تأمين صحي إضافي”. من ناحية أخرى، قال 19 بالمائة “يجب الحفاظ على النظام الصحي الحالي كما هو”، و18 بالمائة أن “الحكومة يجب أن تنسحب ولا تمول التغطية الصحية على الإطلاق».

إنها كتلة من 37 بالمائة على اليسار، و37 بالمائة على اليمين. واختارت الكتلة المتبقية، وهي 25 بالمائة، الخيار الوسط: “من حق أي مواطن الانضمام إلى الرعاية الطبية / والمساعدة الطبية للفقراء بغض النظر عن العمر أو الدخل، ويجب أن يتمكن الأشخاص الذين لديهم تأمين خاص من الاحتفاظ به”. امنحوا ناخبي الوسط ما يريدون، وستخاطبون اغلبية بـ 62 بالمائة. اما اذا قمتم بإلغاء التغطية الخاصة للرعاية الصحية الأساسية، فستخاطرون بخسارة أغلبية بـ 62 بالمائة.

الاشتراكية وحظر التأمين الصحي الخاص، ليسا سوى جزء من الحجج المناهضة لساندرز. يعد المترشح بخدمات اجتماعية هائلة لا يملك أدنى فكرة عن التكلفة، في بلد يعارض فيه الناخبون إلى حد كبير الزيادات الضريبية، ويرى أن جميع الأشخاص المحكوم عليهم يجب أن يتمتعوا بالحق في التصويت، “حتى وهم في السجن».

كما يتمتع برصيد نضالي سلبي في النضال المتشدد من شأنه أن يساعد ترامب على تقديمه باعتباره راديكاليًا مجنونًا: لقد دافع عن الماركسية الثورية، وأشاد بالدول الشيوعية، وعارض الجمعيات الخيرية الخاصة، وطالب بإلغاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وربط سرطانات المرأة الهرمونية بالقمع الجنسي وغيره من العوامل “النفسية الجسدية”. ولئن امتنع المرشحون الديمقراطيون عن استخدام هذه الملفات القديمة ضده، فمن المحتمل ألا يخجل ترامب من استخدامها.

وإذا كانت الاشتراكية مهمة بدرجة كافية بالنسبة لك لتخاطر بخسارة الانتخابات، فاختر ساندرز، ولكن إذا كان كل ما تريده هو حكومة تقدمية -تقدم خيار التأمين الصحي، وتجعل الجامعة بتكلفة معقولة، وتعبئ البلد ضد التغيّر المناخي -فأنت أقرب للوصول إلى ذلك بمنح الترشيح الديمقراطي لشخص براغماتي.
لا شكّ، أنّ التصويت لصالح المرشح الذي نعجب به أكثر من غيره، ممتع. ولكن إذا فاز ساندرز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية، وفاز ترامب بالانتخابات، سيكون لديك أربع سنوات أخرى للشعور بألمك.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/