وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثامنة «سفينة خليفة الإنسانية» إلى ميناء العريش
سوريا على أعتاب أول انتخابات برلمانية منذ الأسد
تستعد سوريا لإجراء أول انتخابات برلمانية وطنية منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، في محطة توصف بأنها لحظة مفصلية ومصيرية في تاريخ البلاد الحديث، بعد أكثر من عقد من الصراع الذي أعاد تشكيل الخريطة السياسية والمجتمعية للدولة. تأتي هذه الانتخابات المرتقبة في سياق حساس يشهد محاولات متعثرة لإعادة بناء المؤسسات، وترميم الشرعية السياسية، وإعادة دمج القوى المحلية المتعددة التي برزت خلال سنوات الحرب.
وبينما تترقب الأطراف الدولية والإقليمية مخرجات هذا التحول، تواجه البلاد منعطفًا حرجًا تحفّه تحديات أمنية، وانقسامات طائفية، وضغوط اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة، بحسب تقرير نشرته صحيفة (SCMP) الصينية.
وتم تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في مارس عقب الإطاحة بالأسد، لكنها تواجه معارضة متصاعدة من الأقليات العرقية في سوريا، من الدروز في الجنوب الغربي، والأكراد في الشمال الشرقي، إلى العلويين في الساحل الشمالي الغربي، الذين يرفضون التوجه نحو مركزية الحكم.
وفي محاولة لتوسيع دائرة المشاركة السياسية، تم الإعلان عن انتخابات برلمانية غير مباشرة في الفترة من الـ15 إلى الـ20 من أيلول- سبتمبر المقبل.
ووصفت منى يعقوبيان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في «مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية“، هذه الانتخابات بأنها «خطوة صغيرة لكنها مهمة» نحو إشراك جميع المكونات العرقية في العملية السياسية.
وأضافت: «من الضروري إشراك الأقليات السورية بشكل حقيقي في هذا المسار»، محذرة من أن أي تقصير في ذلك قد يزعزع عملية الانتقال الهشة.
وتتولى الولايات المتحدة، بالتعاون مع حلفائها جهودًا حثيثة للتقريب بين الحكومة المركزية السورية والفصائل العرقية المسلحة، وللحد من نفوذ إيران.
وأكدت يعقوبيان أن أولوية واشنطن الآن هي دمج «قوات سوريا الديمقراطية» بقيادة الأكراد ضمن الحكومة الانتقالية. وتُعد هذه القوات أحد أكبر وأقوى الفصائل المسلحة خارج إطار الجيش السوري، وقد قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بين عامي 2013 و2019.
في خضم هذه التوترات السياسية والعسكرية، تتدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا بشكل سريع. وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، فيما يحتاج 16 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومع ذلك، لم يتم تمويل سوى 12.5% من المبلغ المطلوب والبالغ 1.25 مليار دولار منذ مارس. وبينما تستعد سوريا لأول انتخابات بعد الأسد، فإن مستقبل البلاد على المحك؛ فنجاح هذا المسار السياسي سيفتح الباب أمام خروج سوريا من دوامة الحرب والدمار، أما فشله فقد يعيد البلاد إلى مربع الانقسام والعنف.