بعد 30 عاماً من إصابتها بالعمى

سيدة أربعينية تستعيد نظرها ضمن مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي

سيدة أربعينية تستعيد نظرها ضمن مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي

استعادت سيدة يمنية بصرها بعد معاناتها مع العمى منذ طفولتها بسبب تشخيص خاطئ، وذلك بفضل جراحة غيرت حياتها بالكامل في مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، جزء من مجموعة M42. ووصفت السيدة البالغة من العمر 40 عاماً تجربتها بأنها " رحلة استثنائية مع نتيجة لم أحلم بها".
ولم يكن بوسع هناء مهدي صالح علي سوى رؤية أضواء غير واضحة، الأمر الذي كبل قدرتها على ممارسة نشاطاتها اليومية بشكل طبيعي، وترك أثراً عميقاً في تعليمها واستقلاليتها وجودة حياتها عموماً. ولم يدخر والدها على مر السنين أي جهد ممكن لإيجاد علاجٍ لحالتها، إذ قام باستشارة العديد من المستشفيات في مختلف أرجاء العالم، لكن جهوده لم تتكلل بالنجاح، لاسيما مع تشخيص إصابتها بخسارة نظر دائمة بسبب العمى الليلي وإعتام عدسة العين الشديد، مما حجب مشكلة كامنة في شبكية العين.
وهذا العام، سمعت شقيقة هناء المقيمة في دولة الإمارات عن استخدام مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي لأحدث التقنيات للخروج بحلول علاجية مبتكرة، وشجعت هناء على الخضوع للعلاج في المستشفى، لتأتي إلى دولة الإمارات في شهر أكتوبر لزيارته، حيث التقت بالدكتور سيد محمد أسعد علي، استشاري طب العيون المتخصص في جراحة إعتام عدسة العين (الكاتاراكت) في المستشفى، ليقوم بتشخيص إصابتها بالضمور التلفيفي، وهي حالة وراثية نادرة، إلى جانب إعتام عدسة العين المتقدم والوذمة البقعية الكيسية. وحرص فريق رعاية المرضى الدوليين في المستشفى على إجراء تقييم شامل لحالة عينيّ المريضة، إلى جانب فحصها لتشخيص حالتها، وتقديم علاجات جراحية وغير جراحية، بما يؤكد على مكانة أبوظبي كمركز جذاب لتلقي أفضل خدمات الرعاية الصحية.
وحول رحلتها قالت هناء: "واجهت صعوبات جمّة خلال حياتي بسبب خسارة نظري بعمر 10 سنوات، لاسيما وأن تعرضي لهذه المشكلة بعمر صغير منعني من عيش تجربة الطفولة واللعب في الخارج مع أصدقائي حتى أنني كنت عاجزة عن ممارسة نشاطاتي اليومية، مثل القراءة وتناول الطعام بشكل طبيعي. وبعد سماعي عن العلاجات الناجحة في مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، أدركت وجود فرصة لاستعادة نظري. وكان لتشجيع الدكتور سيد وفريق عمله دور كبير في تعزيز مشاعري الإيجابية ومنحي الأمل مجدداً للوصول إلى نتيجة علاجية ناجحة".
الضمور التلفيفي، هو حالة وراثية نادرة تؤدي إلى تراكم مادة تُسمى الأورنيثين. ويتم تشخيصها من خلال أخذ التاريخ الطبي للمريض، وفحص العين، والاختبارات الجينية، وتصوير الشبكية. واستدعت الجراحة العلاجية لإعتام عدسة العين لدى هناء باستخدام الموجات فوق الصوتية، وضع خطة مُحكمة وتنفيذها بإتقان، مع إيضاح المخاطر المرتبطة بها للمريضة بشفافية تامة.
أجرى الدكتور سيد في شهر نوفمبر من عام 2024 عمليات جراحية ناجحة على كلتا عيني هناء، لتستعيد نظرها بعد 30 عاماً من تعرضها للعمى. وقال: "نحرص في مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي على الاستفادة من إرثنا الحافل بالنجاح وتسخير خبراتنا الطويلة الممتدة من لندن لتقديم خيارات علاجية متطورة وخدمات متميزة في دولة الإمارات. فقد تم تشخيص هناء بداية بمرض التهاب الشبكية الصباغي وإعتام عدسة العين الخلقي، ولكننا حددنا لاحقاً المشكلة الصحيحة على أنها الضمور التلفيفي مع إعتام عدسة العين المتقدم والوذمة البقعية الكيسية. ويمكن أن تظهر كلتا الحالتين مع فقدان الرؤية الطرفية أو حدوث تغييرات في شبكية العين."
أوضحت هناء: "منذ استعادة نظري، أشعر بقيمة الأشياء من حولي مهما بلغ حجمها. فرؤية وجوه أفراد أسرتي هي نعمة لا تقدر بثمن. ومتعة التواصل البصري مع العالم المحيط بي أمر لا يمكن وصفه على الإطلاق. وأتوجه بجزيل الشكر إلى الدكتور سيد والدكتور محمد أربابي استشاري طب العيون، وكوادر التمريض وخدمة المرضى على دعمهم الاستثنائي. فقد مر 30 عاماً على آخر مرة رأيت فيها شيئاً ما. وعلى الرغم من هذا الوقت الطويل، لازلت أتذكر كل شيء بدقة، وجوه أفراد أسرتي، والسماء، والأشجار، والبحر. وأوصي بالتأكيد أي شخص يعاني من هذه المشكلة أو أي حالة أخرى بعدم الاستسلام. لأن التطور الطبي الراهن جعل من تحويل الأحلام لحقيقة أمراً ممكناً".
وأكد الدكتور سيد على عمق فخره بنجاح الجراحة بالقول: "تؤكد هذه الحالة الطبية على الإمكانات الاستثنائية لرعاية أمراض العيون المتقدمة. ويسعدنا رؤية التقدم الذي أحرزته هناء، حيث تواصل اليوم تلقي الرعاية في منزلها، ولا نزال على تواصل معها لضمان عافيتها على المدى الطويل". 
في مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، لا يقتصر الأمر على إيجاد المرضى، مثل هناء، للعلاج فحسب، بل حصولهم على فرص جديدة للاستمتاع بجمال الحياة، والإيمان بأن المعجزات يمكن أن تحدث، عند الجمع بين الخبرة والرعاية العطوفة.