في أمسية الحوار الثقافي بمجلس الفكر والمعرفة
شما بنت محمد بن خالد آل نهيان تدعو لمنهاج خاص بالتربية الأسرية
إن كنا نريد أسرة إماراتية متماسكة وأمنا مجتمعيا قويا يجب أن يكون ماضينا وحاضرنا جسر عبور آمن للمستقبل بهذه الكلمات افتتحت الشيخة د. شما أمسية الحوار الثقافي أمس الأول بمجلس الفكر والمعرفة بموضوع وطني يلامس الأسرة الإماراتية وينعكس أثره على المجتمع والوطن بعنوان "أزمات تواجه الأسرة الإماراتية " ووجهت من خلال طرحها الحديث عن الأزمات التي تواجه الأسرة الإماراتية من كافة الجوانب بشفافية عالية بهدف وضع الحلول الناجحة لتجنب الآثار السلبية والمخاطر المحتملة في الحاضر والمستقبل
قالت الحديث في موضوع الأزمات التي تواجه الأسرة الإماراتية ما هو إلا لنكتشف أجزاء قد تكون غائبة عنا ونحن كطبيعة عربية نحاول دائما أن نتهرب من مواجهة الحقيقة .
واليوم أطرح التساؤلات حول الأزمات والتحديات التي تواجه الأسرة الإماراتية خاصة الأسر الحديثة التي يكونها الشباب حديثي الزواج وقبل أن نبدأ الحديث لابد أن يتسم حوارنا بالشفافية والصراحة دون أن نخفي وننكر أن هناك مشاكل يجب أن نجيب عن أسئلتنا حولها "كيف تمحورت ومن أين أتت؟ "
من المهم الاطلاع على الحقيقة وقد غير عام 2020 الكثير من المفاهيم التي شغلت الناس والأسر عن مشكلة حقيقية وجوهرية نعانيها في الإمارات وهي مدى تماسك الأسرة الإماراتية واليوم نعاني من نسبة طلاق عالية جدا وتصل نسبة الطلاق في الأزواج الذين لم يمضِ على زواجهم أكثر من 3 سنوات لأكثر من 50% من إجمالي حالات الطلاق فكم طفلا أثمر هذا الزواج سيعانون من التفكك الأسري .
وأكدت بأن من أهم عوامل أمن أي دولة هو استقرار الأسرة فالأسرة هي النواة في المجتمع ثم في الوطن والكثير من الأسر يكون اختيارهم لا يراعي التوافق الفكري بين الزوجين ويؤدي سريعا للانفصال فالأسرة تلعب دورا في معرفة الأبناء بقيمة الزواج فهل علمناهم ماذا يعني الزواج وبناء أسرة؟
ثم وجهت إلى أنه يجب أن نعلم أبناءنا ما يحتاجونه في المستقبل ونوازن بين الحاضر والمستقبل فنحن فقط نعلم الماضي ولا نعلم المستقبل
أتوجه اليوم بالدعوة لإضافة مادة تربوية كمنهاج " للتربية الأسرية " تستهدف محاور منها ما مفهوم الأسرة وكيف ننشئ أسرة متماسكة وما هي المعايير الصحيحة لاختيار شريك الحياة وكيف تواجه الأسرة المشاكل وتتخطاها؟ على أن يدرس للثانوية والمرحلة الجامعية بطريقة تثقيفية وليس بطرق تقليدية تفقد المادة هدفها الحقيقي و هو بناء الوعي الحقيقي بحيث يستطيعون فهمها بصورة تخرجهم من النمطية التي نربيهم عليها
وأضافت نحن أمام مرحلة دقيقة وأمام مؤشرات يُبنى عليها مستقبل أبنائنا وعلينا أن نقدر المسؤولية ونعي بوسائل معرفية تمكينية فالأسرة هي الغطاء الحقيقي لمنظومة الأمن وهي أمام متغيرات كبيرة وكثيرة وسريعة فإذا لم نمتلك الوعي سنستمر بالأزمة نفسها والقادم أصعب وهذا يؤدي لضعف أمني قوي في الاستقرار الأسري وعليه فلا يوجد أمن وطني قوي إذا لم توجد أسرة آمنة ومجتمع قوي قادر على تخطي الأزمات ،عندها يكون مجتمعا قادرا على إنشاء مجتمع قوي مثمر في أبنائنا ، كما شاركت العضوات بطرح نماذج وتجارب حية وأكدن على أهمية ما طرحته د. شما وضرورة إيجاد منهاج قوي وتمتين عُرى الأسرة بالتوجيه والوعي ومواجهة الأزمات والمشكلات وتعريتها، وصولا لحلول تعكس أثرا إيجابيا على الأسرة والمجتمع والوطن .