شنقيط.. «سوربون الصحراء» تخوض صراع البقاء

شنقيط.. «سوربون الصحراء» تخوض صراع البقاء

تواجه مخطوطات شنقيط الشهيرة في موريتانيا خطر الاندثار والدفن تحت رمال الصحراء، نتيجة التغيرات المناخية، فيما تُعدّ شنقيط وجهة مئات الباحثين، ويصفها البعض بأنّها “سوربون الصحراء».
وفي هذه المدينة التي تعبق منها رائحة التاريخ، توجد مكتبات صغيرة بجدرانها الحجرية وتمثّل قبلة الباحثين في التاريخ، تختزن على امتداد قرون مخطوطات ثمينة وآلاف الأعمال التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي.
 
ويعتبر الباحثون أنّ شنقيط هي “بوابة الصحراء”، حيث تقع شرق البلاد، وهي مفترق طرق تجاري وثقافي عبر الصحراء الكبرى، ما دفع البعض إلى وصفها بـ”جامعة سوربون الصحراء”، حيث تحتوي على آلاف المخطوطات النادرة.
لكن هذه المدينة القديمة المحصّنة تشهد زحفا لكثبان الرمال التي باتت تغطّي بعض أشجار الفاكهة والمزارع المنتشرة هناك، مما يهدّد أيضا بدفن أجزاء من هذه الكنوز التي تعتبر جزءا من الذاكرة الشعبية الموريتانية.
 
وأثر الطقس سلباً، ولا سيما هبوب الهواء الجاف وتكاثر النمل الأبيض على هذه الأعمال الرائعة المكتوبة على جلد الماعز أو الإبل والورق الأصفر الذي يعود إلى العصور الوسطى، وبدأت هذه الأوراق تتشقق أو تُتلف جزئيا.
 
وتقع مكتبات شنقيط الستة عشرة، بين مباني العصور الوسطى بأبوابها الخشبية الكبيرة وبين أطلال المدينة، حيث يجد الباحثون صدى لتسلسل العائلات الموريتانية وصولا إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما بدأت المنطقة في ترسيخ نفسها كمدينة رائدة في التجارة عبر الصحراء، حيث كانت قبلة لتجار الملح أو الصمغ العربي أو التمور القادمين من مصر أو العراق أو المغرب.
 
ومنذ ذلك التاريخ عكف علماء المدينة على توثيق تراثها الشفوي عبر مخطوطات هي بمثابة الدّرر التي يقبل عليها التجّار، حتّى إنّ أحد سكان المنطقة يؤكد أنّ هناك رواية تقول إنّ “حبّ الكتب جعل الناس يستبدلون طبعة نادرة بوزنها ذهبا” بحسب ما نقلته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot