رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان شؤون الوطن والمواطن وتعزيز مسيرة الدولة التنموية
الجمهوريون في مأزق.. ركود محتمل وشعبية دونالد تتراجع
شهر العسل انتهى.. الغضب الشعبي يتصاعد ضد رسوم ترامب
غالباً ما يحظى رؤساء الولايات المتحدة بفترة «شهر عسل» بعد دخولهم البيت الأبيض، تُترجم عادة بنسبة قبول تتجاوز 50% أو حتى 60%، وتُعد فرصة لطرح أجندة اقتصادية وخارجية والعمل مع الكونغرس على تمرير تشريعات، لكن «هذا العهد من المشاعر الإيجابية» سرعان ما يتلاشى في غضون 6 إلى 12 شهراً. وكتب غلين س. ألتسوتشر في موقع ذا هيل الأمريكي، أن دونالد ترامب، في ولايته الأولى، كان الرئيس الوحيد الذي لم يحظَ فعلياً بشهر عسل، أما في ولايته الثانية، فاستهلها بنسبة قبول تجاوزت 50%، لكنها سرعان ما تراجعت في أقل من ثلاثة أشهر، وفق استطلاعات موثوقة.
وفي استطلاع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، أبدى 52% من المشاركين استياءهم من طريقة تعامل ترامب مع الاقتصاد - وهو ما يُعد عادة من أبرز نقاط قوته - بزيادة 12 نقطة مئوية عن أكتوبر -تشرين الأول 2024.
وحتى قبل «يوم التحرير» والانخفاض الحاد في سوق الأسهم، لم يُبدِ سوى 42% تأييداً لسياساته المتعلقة بالرسوم الجمركية.
وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز-إبسوس أن 36% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن الإدارة، وما يسمى بـ»وزارة الكفاءات الحكومية»، تؤديان عملاً كفؤاً في خفض عدد الموظفين الفيديراليين.
شهر العسل انتهى
وعلى هذه الحال، فقد انتهى شهر العسل بالنسبة لترامب. وبدا المنتقدون أكثر نشاطاً ويقظة وفعالية وظهوراً وبلاغة.
وفي فبراير -شباط، انتشرت مقاطع فيديو لاجتماعات عامة في دوائر انتخابية محافظة في ولايتي ويسكونسن وجورجيا، سيطر عليها متظاهرون غاضبون. وعندما بدأت هذه الظاهرة بالانتشار، نصح رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون - الذي يعلم أن ثورات مماثلة في عامي 2009 و2017 أعقبتها ردود فعل عنيفة ضد الحزب الحاكم في انتخابات التجديد النصفي التي تلت ذلك - زملاءه بالتوقف عن جدولة مثل هذه الاجتماعات على قاعدة: «لماذا نمنحهم منبراً للقيام بذلك الآن؟»
وواجه المشرعون صعوبة في طمأنة ناخبيهم. وعندما سئل السناتور الجمهوري عن ولاية كنساس روجر مارشال عن طرد وزارة الكفاءات الحكومية للمحاربين القدامى، أجاب: «لا نفع بلا ألم».
وقال النائب الجمهوري عن ولاية وايومنغ ستيف ووماك للموظفين الفدراليين الذين فقدوا وظائفهم: «فقط تحلوا بالصبر».
وفي المقابل، استقطب المسؤولون الديمقراطيون، بمن فيهم حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس، حشوداً متحمسة خلال ظهورهم في الولايات الحمراء والأرجوانية.
غضب شعبي متزايد
وبحلول نهاية مارس -آذار، أعرب 60% من الأمريكيين عن رأي سلبي حيال المسؤول عن وزارة الكفاءات الحكومية إيلون ماسك، ونُظم أكثر من 200 احتجاج ضد «تسلا»، معظمها سلمي، في أنحاء الولايات المتحدة.
وفي أبريل -نيسان، انتُخبت سوزان كراوفورد قاضية في المحكمة العليا لولاية ويسكونسن بفارقٍ هائل بلغ عشر نقاط، متغلبة على براد شيميل، الذي كان قد حظي بدعم ترامب وماسك «الذي أنفق 20 مليون دولار على الانتخابات».
وكان الإقبال أعلى في جميع مقاطعات الولاية مقارنة بانتخابات المحكمة العليا السابقة. وفي فلوريدا، فاز الجمهوريون في انتخابين خاصين بالكونغرس في دوائر انتخابية ذات غالبية حمراء، لكن هامش الفوز كان نصف ما كان عليه عام 2024.
وفي 2 أبريل، أنهى السناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر، أطول خطاب على الإطلاق في مجلس الشيوخ الأمريكي - 25 ساعة و5 دقائق. وروى بوكر قصص أكثر من 200 أمريكي حول التأثير المدمر لسياسات إدارة ترامب على حياتهم، مُقراً بـ»الأخطاء الفادحة» التي أدت إلى انتخاب ترامب. وأعلن بوكر «أعترف أننا جميعاً يجب أن ننظر في المرآة ونقول: سنحسن الأداء».
وشاهد الخطاب ما لا يقل عن 300 ألف شخص عبر الإنترنت، وحصد تطبيق تيك توك وغيره من منصات التواصل الاجتماعي 350 مليون إعجاب.
رفعوا أيديكم!
في 5 أبريل، شارك مئات الآلاف في تظــــاهرات رفعــــت شـــــعار «ارفعـــــوا أيديكـــــم!» في 1300 موقـــــع فـي كل الولايات الخمســـــين، وأعربــــوا عن دعمهم للتعليــــم الرسمي، وخدمات الرعاية الصحية الفدرالية، وحقوق الإجهاض، والتعليــــــم الحر والعــــــادل، وعارضوا حروب التعريفـــــات الجمركية غير المدروسة والتضخمية، والفصل العشــــوائي لموظفي القطـــــاع العام، وتفكيك الوكالات الفيديرالية، وتخفيضـــــات برامج شـــــبكة الأمان الاجتماعي، وترحيل الأفراد من دون مراعاة للإجراءات القانونية الواجبة، وتفكيك الأنظمة البيئية.
وفيما تستعر الاحتجاجات، قال السيناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز إن مقامرة ترامب بالرسوم الجمركية قد تكون «العامل الحاسم» في انتخابات التجديد النصفي 2026، مضيفاً أن الركود سيكون «كارثة سياسية»، وعندما سُئل عن مدى قلقه على مقياس من 1 إلى 10، أجاب: «42».
ومع نهاية «شهر العسل»، تُسلَّط الأضواء على شخصيات مثل كروز، وعلى مدى تصاعد قلق الجمهوريين من ارتدادات سياسات إدارتهم.