صحف عربية: إجماع دولي على لجم إيران ومنع النووي

صحف عربية: إجماع دولي على لجم إيران ومنع النووي


تسعى إيران منذ عقود للحصول على السلاح النووي بما يخدم أهدافها الاحتلالية التوسعية في المنطقة والعالم ككل، إلا أن هذه المساعي تواجه جهوداً دولية منظمة للحيلولة دون ذلك.
وبحسب صحف عربية صادرة أمس الاثنين، فإن العالم مقتنع بأنه يجب التشديد على أهمية إرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وفق الضوابط المتفق عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، لاسيما تلك المتعلقة بوقف انتشار الأسلحة النووية.

صراع خفي
تناولت صحيفة “العرب” اللندنية ما تكشفه حادثة اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، في عملية تشير إلى بصمة جهاز الموساد الإسرائيلي بأنها أسلوب قديم تم اتباعه لردع طهران عن سياسات الاستفزاز النووي وردعها عن امتلاك سلاح نووي، وعجز أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية عن تتبع ما يحدث على الأراضي الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته بـ”الصفحات القديمة” في الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل منذ سنوات طويلة، ويرى الباحث الإيطالي والمتخصص في الشؤون الدولية جيانكارلو إليا فالوري بتتبع خيوط هذا التوتر اللامتناهي، مشيرا إلى إمكانية تحوله إلى مواجهة مفتوحة وأن هناك شواهد تظهر أن احتمال تطور التوتر بين إسرائيل وإيران وارد، ولكن ذلك سيحصل حين النظر إلى عوامل أساسية أشارت إليها الدوائر السياسية والاستخباراتية في تل أبيب.
وإلى جانب الإجراءات السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق العزلة الدولية للنظام الإيراني، عهدت إسرائيل إلى الموساد بمهمة دعم أنشطة الأقليات الإيرانية مثل الأكراد والجماعات المنظمة والمناهضة للنظام مثل مجاهدي خلق، وكذلك البدء في خطط لتخريب إنتاج المواد الانشطارية.
يأتي ذلك إلى جانب شعور العلماء النوويين الإيرانيين بأنهم هدف لاختراق تجسس لا يمكن إيقافه من الخارج، وهو ما جعل أجهزة الأمن الإيرانية مرتبكة وتحد من جنون العظمة، مما أجبرها على خنق إجراءات الرقابة الداخلية التي غالبا ما شلت عملها.

ضربات متتالية
وأشارت صحيفة “الشرق الأوسط” في مقال لها إلى الضربات المتتالية التي تعرضت لها الجمهورية الإيرانية من اغتيال قاسم سليماني منذ نحو السنة والتفجيرات التي حصلت في الداخل الإيراني، إلى مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة مؤخراً في عملية نوعية حصلت بالقرب من طهران. مشيرة إلى ان السلطات الإيرانية تعي أن سبب هذه العمليات التي حصلت في السنة الأخيرة من ولاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو سعي هذه الإدارة وإسرائيل لإلحاق أكبر قدر من الخسائر لبرنامجها النووي، وجعل العودة إلى الاتفاق النووي صعب إن لم يكن مستحيلاً.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوضع في لبنان، حيث تتعمَّق الأزمة، يواصل حزب الله تمكين نفسه ويضع ثقله باتجاه تغيير الواقع السياسي والتوازنات الداخلية وسط تفكك القوى السياسية الأخرى المحسوبة عليه والمحسوبة ضده. وفي سوريا، يدل تكثيف العمليات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية والميليشيات الموالية لطهران على تخبط روسيا في المستنقع السوري، وفشلها في الوفاء بتعهداتها لإسرائيل لجهة تقليص نفوذ إيران فيها وإبعاد ميليشياتها وما يحدث في العراق واليمن ليس ببعيد أيضاً عن مجريات الأمور.

ونوهت الصحيفة إلى أن “صبر إيران ترافق مع صمودها في وجه العقوبات بسبب لامبالاة النظام الإيراني لتداعيات هذه العقوبات على شعبه وللمعاناة التي يعيشها في الجوانب الحياتية كافة، وثانيها قوة وكلائها في الدول التي ينشطون فيها بحيث يجوز القول إن إيران تأخذ هذه الدول ومجتمعاتها رهينة تلعب بها كأوراق على الساحة الدولية، وثالثاً الدعم الذي تتلقاه من الصين التي لديها مصالح تجارية كبيرة معها، وتدرك أن سقوط إيران في الخانة الاستراتيجية الأمريكية يشكل ضربة قوية لمشروع طريق الحرير في المنطقة.

وختمت الصحيفة بالقول إن “الجميع بصدد مراجعة ملفاته وحساباته وتموضعه تحضيراً لما هو مقبل من واشنطن وتل أبيب، ولعل بايدن يستفيد من نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، التي قد تُخرج بنيامين نتانياهو من المشهد السياسي، بما يسمح بمقاربة مختلفة لملفات مزمنة وجديدة في الشرق الأوسط وسط المتغير الأهم راهناً؛ وهو مسار العلاقات المتبادلة بين إسرائيل والعرب».

توترات
من جانبها أشارت صحيفة “الاتحاد” الإماراتية إلى أن الدولة أدانت عملية الاغتيال التي تعرّض لها محسن فخري زادة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بضرورة البحث عن كل مقومات الاستقرار في المنطقة والتي من شأنها أن تقود إلى حالة من تأجيج الصراع في المنطقة داعية جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم.

وذكرت الصحيفة أنه وعلى مدى العقود الماضية، تعرض العديد من العلماء الإيرانيين العاملين في القطاع النووي لعمليات اغتيال، ودعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى معاقبة المسؤولين عن عملية الاغتيال، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الذي كان يقوم به زادة، ومتوعداً بالثأر لمقتله، واعتبر الاغتيال تصعيداً جديداً وتأزيماً للأوضاع في المنطقة، خاصةً وأن طهران سارعت بتوجيه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة ضمناً.

ونبهت الصحيفة إلى أن عملية اغتيال العالم النووي الإيراني تنطوي على خطر رفع منسوب التوتر في المنطقة، ولا يتوقع أن تبادر طهران للرد سريعاً، لا سيما في الظرف الزمني لعملية الاغتيال، حيث تمر العلاقات الإيرانية الأمريكية بلحظة حساسة، خاصة بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن رغبة الرئيس ترامب في توجيه ضربة عسكرية إلى منشأة “نطنز” النووية الإيرانية ولن ترغب طهران في منح ترامب الذريعة لفعل ذلك، لكن من المرجح أن تؤدي عملية الاغتيال إلى تعقيد الموقف الإيراني، وإعاقة أي محاولات من فريق بايدن لإحياء الحلول الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني.

الأمن الإقليمي
تناولت صحيفة “الخليج” الإماراتية منتدى “حوار المنامة” وتأكيد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف بن فلاح الحجرف، على أهمية إرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وفق الضوابط المتفق عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، لاسيما تلك المتعلقة بوقف انتشار الأسلحة النووية، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني مازال يخترق كل القرارات الدولية.

ولفت المنتدى من خلال كلمات الوفود المشاركة إلى أن الأسلحة النووية تشكل تحدياً يواجه كوكب الأرض، ويتسبب بمخاطر كثيرة، وجاء تأكيد الدول المشاركة على ضرورة حظر امتلاك وتطوير أسلحة الدمار الشامل، وإدراك حقوق الدول الأخرى في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مع الامتثال للأنظمة ومواثيق الأمم المتحدة المعمول بها في هذا الإطار، وأن دول مجلس التعاون الخليجي وقعت على اتفاقيات تمنع انتشار الأسلحة النووية للحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة.

ونوهت الصحيفة إلى أن منتدى حوار المنامة يهدف في النهاية إلى الوصول إلى هيكل أمني إقليمي يشمل جميع دول الشرق الأوسط، على غرار تكتلات التعاون الأمني الأخرى في أماكن أخرى من العالم، ويمثل ذلك البدء ببناء شراكات فردية ثنائية ومتعددة الأطراف تثبت قيمتها بمرور الوقت، الأمر الذي سيشجع الدول الأخرى على المشاركة لاحقاً.