صحف عربية: الانتخابات الفلسطينية تعمق الانقسام

صحف عربية: الانتخابات الفلسطينية تعمق الانقسام

في المشهد الفلسطيني هذه الأيام منافسة شديدة بين الفصائل وانقسامات قبيل الانتخابات المقرر انعقادها في مايو (أيار) المقبل بعد 15 عاماً من الانقسام بين قطاع غزة ورام الله.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس السبت، تتعالى الدعوات إلى وحدة الصف الوطني لإنجاح الانتخابات وإنهاء حالة الانقسام التي تؤثر على القضية الفلسطينية برمتها.

جرس إنذار
وقالت صحيفة القدس إن “الساحة الفلسطينية ربما تكون مقبلة على انقسامات، وهو الأمر الذي يدعو إلى دق جرس الإنذار، وفي الوقت الذي نحن بأمسّ الحاجة إلى وحدة الصف الوطني لإنجاح الانتخابات الثلاث، كونها مقدمة، كما يرى البعض، لإنهاء الانقسام المدمر الذي ألحق بقضية شعبنا أفدح الأضرار على كافة الاصعدة الداخلية والخارجية، عدا عن كون الانتخابات هي استحقاق وطني وشعبي لكي نظهر أمام أنفسنا وأمام العالم أجمع بأننا ديمقراطيون، وان الانتخابات هي جزء من مكوننا السياسي والبرلماني الذي لا بد منه».

وأوضحت الصحيفة أن “الأمر الذي يستدعي أكبر وحدة بين كافة فصائل العمل الوطني لمواجهة هذا التحدي الذي يستغل اية انقسامات أو خلافات داخل الصف الوطني لمواصلة تمرير مخططاته الرامية إلى منع اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق الرؤية الدولية».
وأشارت الصحيفة إلى أن الوقت ما زال مناسباً كي تتحد العديد من القوائم والتزام بعضها باللوائح الداخلية لكل تنظيم، والابتعاد عن تمزيق الساحة الفلسطينية وتشرذمها.

تعويم الانتخابات
فيما حذر الكاتب اللبناني غسان زقطان في صحيفة النهار العربي من فكرة تعويم الانتخابات أو تأجيلها، أو عدم استكمال مراحلها الثلاث ليست مستبعدة تماماً، رغم صعوبة تمريرها..
 وقال “إن حصل ذلك، تحت حجة منع سلطات الاحتلال انتخابات القدس أو كوفيد-19، سيكون دائماً متأخراً، اذ إن وجود 36 قائمة انتخابية في ملفات لجنة الانتخابات يؤشر على صعوبة عودة الأمور الى ما كانت عليه».
وأضاف زقطان أنه “لا خوف على حركة فتح، ووجود ثلاث قوائم تمثل الحركة لا يعني تفككها أو نهايتها، كما يصرخ البعض من النوافذ. ما بعد الفرز وتوزيع المقاعد ثمة أكثر من سيناريو ستفرضه موازين القوى الجديدة داخل الحركة نفسها».

وأكد أن “الانتخابات ليست سوى فرصة مزدوجة لقياس حضور الحركة في الشارع والمساحات المفتوحة، وفي الوقت نفسه تحديد موازين القوى داخل صفوفها وهياكلها هي انتخابات داخل فتح أيضاً».
واستشهد الكاتب سمير عطا الله في صحيفة الشرق الأوسط بمشهد في الفيلم العالمي لورانس العرب، حين قال “ما دام العرب يتقاتلون، قبيلة ضد قبيلة، سيظلون شعباً صغيراً سخيفاً. لا حل أمامهم إلا الوحدة”، وقال عطا الله “انقسم العرب حول فلسطين بكل سخافة، والآن نشهد ما هو أقسى: انقسام الفلسطينيين ما بين حماس وفتح، وانقسام فتح ما بين فتح السجن وفتح الضفة. وقد يفتح الباب على المزيد».

وأضاف الكاتب سمير عطا الله أنه “لا جديد في عالم حماس، وأن كل شيء متوقع من هناك. وقد نسيت حماس خلفها العرب، لكي تختصر الطريق إلى القدس في رفقة إيران. لكن لا بد من الانتظار قليلاً، فهناك قضايا أكثر أهمية وضرورة، كالصناعة الصاروخية في اليمن».

وشدد عطا الله على أن “الفلسطينيين ليسوا في حاجة إلى دروس وعظات، ليس بعد 70 عاماً من الأسى والتشرد والملاجئ ومذلات الغربة وما تسمى وكالة الغوث. ما من شعب آخر عانى ما عانوه. ولا يزالون. ولكن إذا كانت حماس راضية في عالمها الموصل إلى القدس بطريق طهران–صعدة، فإنه لا شيء يبرر الانقسام في فتح التي قدمت أكبر عدد من الشهداء في تاريخ القضية».

تجديد الشرعية
ومن جانبه قال الكاتب مروان كنفاني في صحيفة العرب إن “الحراك الفلسطيني الشعبي المستقل والحر لترشيح أو دعم ترشيح من يرون أنفسهم جديرين بالمشاركة في العمل التشريعي والسياسي والحكومي. الحماس الذي أبداه الشعب الفلسطيني تجاه إجراء الانتخابات العامة أثبت أنه يرفض الانصياع لحكم يفرضه قرار من لجان تنفيذية أو مركزية أو توصية من رئيس أو وزير أو نصيحة من مستشارين يهيمون في زوايا وممرات مكاتب الرئاسة أو غرف مسؤول أمني».

وأضاف كنفاني أن “ما يراه العالم اليوم هو مبادرة دولية، لا تتصدر بها الولايات المتحدة وغيرها لأسباب لا تحتاج للشرح، بل تقودها بعض دول الاتحاد الأوروبي وأهمها فرنسا وألمانيا. وأن الهدف الأوروبي من إجراء الانتخابات، كما ذكرت ألمانيا علناً منذ أشهر مضت هو تجديد الشرعية للقيادات الفلسطينية، والمقصود السلطة الوطنية وحكومة حماس. وليس هناك أفضل لتجديد الشرعية من الفوز في الانتخابات».
وتوقع كنفاني أن تعيد الانتخابات القادمة إذا تمت، الوضع الفلسطيني إلى وضعه الحاضر، حيث تستمر حركة فتح في حكم الضفة الغربية بفوز أو دون فوز. كذلك ستفعل حركة حماس في حكم قطاع غزة، وكلاهما سيكون مؤهلا بـ “الشرعية” وجاهزاً للانفصال النهائي وتكريس دويلتين فلسطينيتين، دويلة رام الله ودويلة غزة، وبموافقة دول المنطقة وكل دول العالم على ذلك. بدلاً من العمل على إنشاء دولة فلسطينية واحدة قابلة للحياة.