رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
صحف عربية: الحرب في أوكرانيا...من باردة إلى حارقة
قطعت الأزمة الأوكرانية خطوة جديدة نحو المواجهة المسلحة المحتملة بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا مواليتين لموسكو، في خطوة يخشى الكثيرون أن تكون الشرارة التي ستطلق الحرب على أوكرانيا، ولتعيد صياغة العالم من شرق أوكرانيا إلى المحيطين الهادي والهندي، مروراً بالشرق الأوسط. ووفق صحف عربية صادرة أمس الأربعاء، كشفت الأزمة عجز الغرب أمام الجموح الروسي، والعجز عن اتخاذ موقف متماسك وصارم رداً على التهديدات الروسية.
صعقة بوتين
وفي صحيفة “الشرق الأوسط”، قال مشاري الذايدي، إن بوتين “صعق أوروبا بالاعتراف بمقاطعات أوكرانية موالية لموسكو، جمهوريات مستقلة، وكييف تلطم الصدر وتشق الجيب وترفع الصوت، بأن هذا التصرف من القيادة الروسية هو انتهاك للسيادة الأوكرانية، وبمثابة إعلان حرب صريحة».
وتساءل الكاتب عن جدوى المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية، و”أصلاً روسيا تحت طائلة عقوبات أمريكية وغربية؟”، مشيراً إلى فشل العقوبات على إيران، وروسيا بعد غزو شبه جزيرة القرم.
وتابع “الكل يهرب من مواجهة الحقيقة، وهي الرد العسكري والتحالف الفعلي، وما عدا الكلمات التي فاه بها بايدن في مؤتمره، من أنه “سيدافع عن كل إنش في دول الناتو، لا يوجد شيء حقيقي يمكن أن يخشاه بوتين والدولة الروسية”، مضيفاً أن روسيا أيضاً، إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، ودفعت “أثماناً فادحة لها مثلها مثل أوروبا وأمريكا.. لكنها لم تفقد عزيمتها وتجريب كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري اليوم».
بطرس الأكبر المعاصر
وفي موقع “إندبندنت عربية”، قال رفيق خوري، إن “بوتين فعلها رغم كل التحذيرات له وكل الحوارات معه. بداية حرب بالتقسيط على أوكرانيا. فعلها من قبل في جورجيا بالغزو وسلخ عنها منطقتي أبخازيا، وأوسيتيا الجنوبية، ثم الاعتراف بكل منهما جمهورية شعبية مستقلة”، مضيفاً “وفعلها عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، والآن يعترف بكل من منطقة لوغانسك ومنطقة دونيتسك في الدونباس الأوكرانية جمهوريتين شعبيتين مستقلتين».
ويضيف الكاتب “قبل سنوات أعلن بوتين الذي يسميه الخبير ديمتري سايمز بطرس الأكبر المعاصر، أن دوره هو تحقيق المهمة التاريخية لروسيا مركزاً للفضاء الأوراسي. وهذا ما حاول الغرب تجاهله والقفز من فوقه على أمل جذب روسيا إلى الفضاء الأوروبي. لم يرد الغرب أن يصدق أن روسيا القيصرية ثم الشيوعية ثم البوتينية هي القطب المواجه لأوروبا، هي القدس الثانية، وروما الثالثة».
ويُشدد الكاتب، على أن “بوتين تورط ضمن حساباته متصوراً أنه يستطيع تحمل العقوبات. ولا بد له من إكمال الغزو عسكرياً أو الحصول على مكاسب الغزو من دون القيام به. لكن أمريكا في ورطة أكبر. لا تريد استخدام القوة، ولا تجهل أن الصين قادرة على مساعدة روسيا في مواجهة العقوبات، ولا تملك ترف التوجه بالكامل إلى الشرق الأقصى ومنطقة المحيطين الهندي والهادي لمواجهة الصين وروسيا من دون التورط في أوروبا والشرق الأوسط خلافاً لحساباتها الاستراتيجية الجديدة».
عالم جديد يتشكل
ومن جهتها، قالت صحيفة “الرياض” السعودية في افتتاحيتها، إن “نظرة شاملة لأوضاع العالم اليوم، لتكشف حجم الارتباك الذي بات سمة ملازمة للواقع السياسي المعاصر، على النقيض من الوضع إبان الحرب الباردة ومرحلة ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وزوال المعسكر الشيوعي». وتابعت أن “أزمة أوكرانيا عرت العجز الغربي عن مواجهة الجموح الروسي، ونمت التصريحات الأمريكية المتناقضة عن الارتباك الهائل الذي يسمى سياسة واشنطن، والتيه والعجز عن اتخاذ موقف متماسك وصارم رداً على التهديدات الروسية، وآخرها إعلان موسكو اعترافها باستقلال دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، وهو عجز يناظره حالة التراخي المريبة مع إيران، والموقف الغربي المهادن للنظام الإيراني رغم تناقض سلوكه التام مع كل القيم والمبادئ الدولية التي يحمل هذا الغرب لواء حمايتها والمنافحة عنها».