صحف عربية: مقتل الظواهري.. «إعدام ميّت»

صحف عربية: مقتل الظواهري.. «إعدام ميّت»


تمكنت الولايات المتحدة من تصفية أحد أهم المطلوبين في العالم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في عملية وصفت بأنها أكبر ضربة يتلقاها التنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في 2011.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الأول أشارت مصادر إلى أن الإعلان الأمريكي أذن بالتعامل مع التنظيم شبه المنهار على وقع جديد، فيما اعتبرت أخرى أن مصرع الظواهري بمثابة إعلان لموت القاعدة.

مقتل الجبان
في صحيفة الشرق الأوسط، قال طارق الحميد “على غرار مقتل الإرهابي أسامة بن لادن، قتل الإرهابي الثاني أيمن الظواهري في أفغانستان الأحد الماضي، مختبئاً بين أطفاله وزوجته، مثله مثل بن لادن الذي قتل بين زوجاته وأطفاله في باكستان عام 2011».
وأضاف “قتل الظواهري قتلة جبان، مثله مثل بن لادن، وبعد أن زفوا آلاف الشباب للمهالك، وساحات القتال بدون وجه حق، وبعد أن حرضوا على سفك الدماء، وانتهاك الحرمات، وألحقوا بالعرب، والإسلام، أذى لم يستطع أحد فعله منذ فجر الإسلام».
وأوضح أن أيمن الظواهري المنتسب للإخوان المسلمين منذ صغره، الذي ساهم في تلويث عقول الشباب، والإرهابي الذي لازم بن لادن في الشر والقتل، والتحريض، والعنف، انتهى نهاية جبان مطارد، بعد أن ساهم هو وبن لادن في تكريس ثقافة الموت والتفجير والإرهاب.
وتساءل الكاتب قائلاً “منذ متى وطالبان تحمي الإرهابي الظواهري؟ متى دخل كابول، وكيف سكن منزل وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني؟ وما علاقة باكستان بذلك، خصوصاً أن بن لادن قتل بباكستان أيضاً؟».
وتابع “أسئلة كثر تستحق التحري والمتابعة، القضية بالنسبة لنا أهم من الغرب، ويخطئ من يقول إن بن لادن والظواهري صفحة وطويت، أو مزقت، هذا غير صحيح، فلكي نضمن ألا نلدغ من الجحر نفسه مرة أخرى، بل قل مرات، فلا بد من معرفة كل التفاصيل».

موت القاعدة
وبدوره، اعتبر هشام النجار في مقال له بصحيفة العرب اللندنية أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، هو بداية نهاية التنظيم الذي سيشهد خلافات داخل فروعه في مختلف البلدان على خلافة الظواهري.
وقال “يمثل خبر مصرع الظواهري رسمياً الذي عاني من أمراض الشيخوخة وتردد موته أكثر من مرة طوال السنوات الماضية، إعلاناً بموت القاعدة بعد أن حاول القيادي المصري المطلوب حياً أو ميتاً من قبل واشنطن ورصد لذلك مبلغ 25 مليون دولار، إنقاذ التنظيم المحتضر عقب خروجه فعلياً من دائرة السيطرة على المشهد الجهادي المسلح».
وأضاف “لم تكن الإستراتيجية الصلبة التي تمكنت من خلالها الولايات المتحدة من اصطياد كبار قادة القاعدة من الجيل المؤسس أو الجيل الثاني الفاعل عبر الطائرات دون طيار هي العامل الوحيد الذي أضعف هذا التنظيم، الذي عانى ذاتياً من الانقسامات والخلافات الداخلية منذ العام 2017 اعتراضاً على ضعف الظواهري وفشله في سد الفراغ الذي تركه أسامة بن لادن».
وأشار الكاتب إلى أن سيف العدل واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان ، يبدو الأوفر حظاً لخلافة الظواهري على رأس القاعدة، خاصة أن غالبية من كانوا ينافسونه قد تمت تصفيتهم، وبين أنه رغم مخالفة ترشح سيف العدل المقيم في إيران للشروط الموضوعة والتي تقضي بتولية قيادي مقيم في خراسان (أفغانستان وباكستان) أو أحد أفرع التنظيم، إلا أنه قد يكون خياراً توافقياً لمنع التنازع على القيادة، ومن المرجح أن يسعى قادة الأفرع الأخرى خاصة الفرع السوري واليمني لعرقلة تسمية سيف العدل زعيماً للقاعدة خلفاً للظواهري.
 
عقوبة أمريكية
وأما في صحيفة عكاظ، فقال خالد السليمان “أستطيع أن أصف قتل أيمن الظواهري بأنه تنفيذ عقوبة أمريكية انتقاماً لجريمة 11 سبتمبر(أيلول)، أكثر منه استهدافاً لتنظيم القاعدة الذي لم يعد له حضور مؤثر منذ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، تماماً كما كان قتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي قتل في غرفة نومه وبين زوجاته عجوزاً مريضاً لا يملك سوى جهاز التحكم بتلفزيونه!».وأضاف “هناك من يرى أن توقيت العديد من عمليات اغتيال زعماء التنظيمات الإرهابية ارتبط بالمواسم الانتخابية الأمريكية، وهذا صحيح ظاهرياً، فانتخابات الكونغرس على الأبواب ويحتاج الرئيس بايدن إلى معجزة لمنع خسارة حزبه لها».وأوضح الكاتب أن استهداف قادة التنظيمات الإرهابية الذين تسببت أعمالهم في قتل الأبرياء ضروري، ولا يعني التقدم في السن أو العجز بالمرض أو فقدان التأثير الميداني الإعفاء من العقوبة، أو عدم نيل الجزاء الذي يقتص للضحايا ويعتبر منه كل من يختارون ممارسة الإرهاب وقتل الأبرياء وسيلة للعمل وتصفية الحسابات.واختتم مقاله قائلاً “باختصار.. مات الظواهري في شرفة منزله بطريقة مدمرة كما مات الآلاف من ضحاياه الأبرياء، الذين باغتهم الموت بأبشع صوره دون ذنب أو ميعاد».