صحيفة كندية: ترامب وضع أمريكا على مسار تصادمي مع الحلفاء والأعداء

صحيفة كندية: ترامب وضع أمريكا على مسار تصادمي مع الحلفاء والأعداء

اعتبرت صحيفة «ذا ستار» الكندية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة على مسار تصادمي مع الحلفاء والأعداء على حد سواء.
وأشارت إلى أنه على ما يبدو واثق من قدرته على شق طريقه إلى النصر، تاركًا وراءه كومة مكسورة من المعارضين «المستيقظين»، وجماهير المهاجرين، والمنافسين الاقتصاديين، والضوابط القانونية على أقوى سياسي في العالم.
وبيّنت الصحيفة أنه بأقل من أسبوعين منذ عودته إلى البيت الأبيض، أقال ترامب المدعين الفيدراليين الذين استهدفوه في قضايا جنائية، وجرد كبار المسؤولين السابقين المهمين من الحراسة الأمنية الخاصة بهم، وأمر بتحويل قاعدة خليج غوانتانامو العسكرية إلى معسكر احتجاز للمهاجرين.
كما هدد الرئيس ترامب بالاستيلاء على غرينلاند وقناة بنما بالقوة، وجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51، وفرض التعريفات الجمركية على أي دولة لا تخضع لإرادته.
وذكرت الصحيفة الكندية أنه حتى المفاوض العنيد مثل ترامب سيكون من الحكمة أن يتذكر كلمات المقاتل الأسطوري مايك تايسون، عندما قال: «كل شخص لديه خطة حتى يتلقى لكمة في وجهه».

موقف دفاعي
كان شعار حملة كامالا هاريس «عندما نقاتل، نفوز»، بمثابة منبه لـ6 من حكام الولايات الديمقراطيين إلى السيناتور تشاك شومر، الذي يقود الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز».
ونظرًا لتفوق الجمهوريين في كلا المجلسين، فإن المعارضة السياسية المحلية تكافح من أجل أن تُسمع وتُرى وسط موجات ترامب اليومية، وفقًا للصحيفة الكندية.
وأضافت الصحيفة أن هناك طعونًا قضائية أُطلقت أو مخطط لها ضد بعض أوامر الرئيس التنفيذية، من بينها ذلك الذي ينهي المواطنة التلقائية لأولئك الذين ولدوا على الأراضي الأمريكية، الذي يعود أصله إلى تعديل دستوري عام 1868 الذي امتدت حقوقه إلى العبيد السابقين.
وأكدت أن المحكمة العليا، التي عين ترامب 3 قضاة محافظين فيها خلال فترة ولايته الأولى، ستقرر حتمًا بعض القضايا.
وأعلن الديمقراطيون عن «فوزهم» بإلغاء أمر تنفيذي، بعد أن اضطرت إدارة ترامب إلى توضيح أمر رئاسي جمد التمويل الفيدرالي بعد قطع المدفوعات عن المستفيدين من المساعدات الاجتماعية والشركات الصغيرة والمزارعين.

خطة كندية انتقامية
وفي كندا، تدير وزيرة المالية الليبرالية السابقة كريستيا فريلاند حملة قيادية تتفاخر بعلاقاتها السيئة مع أقوى زعيم سياسي في العالم، وفقًا للصحيفة.
وأطلقت خطة انتقامية لحماية الاقتصاد الكندي من تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية، حيثُ تقترح إنشاء محور من الدول المتخوفة يتألف من المكسيك وبنما والدنمارك والاتحاد الأوروبي لمحاربة «العدائية» الأمريكية.
ودعا منافسها الرئيس في الزعامة، مارك كارني، إلى فرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، لكن حملته ركزت على نطاق أوسع على تصويره كوصي اقتصادي متمرس ومسؤول. ولفتت الصحيفة إلى أن زعيم المحافظين بيير بواليفير قد يشعر بالفزع عندما يجد نفسه متحالفًا مع فريلاند، لكنهما، على حد تعبيره، متفقان على الحاجة إلى الرسوم الجمركية الانتقامية.

تقييم الذات
في ولاية ترامب الأولى، أشار بيتر ماندلسون، النائب والوزير البريطاني السابق، إلى ترامب بطريقة غير دبلوماسية إلى حد ما باعتباره «متنمرًا»، و»خطرًا على العالم»، و»أقل بقليل من شخص قومي أبيض وعنصري».
لكن ماندلسون خفّت نبرته منذُ رشحه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ليكون السفير القادم للبلاد في واشنطن.
انقسام الاتحاد الأوروبي
وقال لـ»فوكس نيوز»: «أعتقد أن ترامب اكتسب احترامًا جديدًا. لقد اكتسب احترامي بالتأكيد، وسيكون هذا أساس كل العمل الذي أقوم به كسفير لجلالة الملك في الولايات المتحدة».
ولا يُعتبر السياسي البريطاني الوحيد في القارة الأوروبية، حيث ينقسم الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة بشدة بشأن ما يبدو وكأنه حليف غائب، على ما ذكرت الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أنه لدى ترامب مناصروه في القارة، بما في ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، والرئيس البولندي أندريه دودا.
ونوهت الصحيفة إلى أنه جرى الترويج لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني باعتبارها «هامسة ترامب» الأوروبية، فيما يشعر آخرون بخوف أكبر من المخاطر التي تواجه أوروبا من أن سياسات ترامب، التي لن تؤدي إلا إلى تفاقم الانقسامات في الاتحاد الأوروبي.
وقال المستشار الألماني القادم المحتمل فريدريش ميرز، في إحدى محطات حملته الانتخابية مؤخرا، إن أوروبا لا بد أن تكون جريئة في الاستجابة لأجندة أمريكا أولًا.

معركة غرينلاند
وذكرت الصحيفة أن أول من قد يتم اختباره قد يكون مملكة الدنمارك وإقليمها القطبي الشمالي المستقل، عبر جزيرة غرينلاند، التي قال ترامب إنه يريد شراءها.

ضريبة حرب»
ورغم تأكيد رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن إلى باريس وبرلين وبروكسل أن غرينلاند ليست للبيع، في محاولة منها لبناء جبهة مشتركة ضد أمريكا التوسعية، لكن هناك منطق «فرّق تسد» وراء محاولات ترامب للاستيلاء على الجزيرة.
وسيذهب سكان غرينلاند إلى صناديق الاقتراع هذا الربيع، وستكون قضية الاقتراع الرئيسة هي استقلال الجزيرة عن الدنمارك، الذي يروج له حزب رئيس الوزراء موتي إيجيدي. وكشفت فريدريكسن، مؤخرًا أن حكومتها تدرس فرض «ضريبة حرب» مؤلمة محتملة ردًّا على أمر آخر أصدره ترامب من منبره في البيت الأبيض، بأن يزيد حلفاء الناتو إنفاقهم الدفاعي من 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%.