عبدالعزيز خليل المطوع: وقفات مع السيرة والإبداع«في ندوة الثقافة والعلوم»
نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة عن الراحل عبدالعزيز خليل المطوع: وقفات مع السيرة والإبداع بحضور سعادة عبدالغفار حسين وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم المدير الإداري وجمال الخياط المدير المالي والمهندس رشاد بوخش وعلي الشريف رئيس لجنة الشباب ومريم ثاني رئيسة لجنة المكتبة والنشر، ود. سعيد حارب ود. عبدالخالق عبدالله ود. رفيعة غباش ود. محمد المزروعي وعدد من أسرة الراحل والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.
أدار الجلسة بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة الذي أكد أن الأمسية تسترجع ذكريات شخصية عزيزة على قلوب الجميع؛ عبدالعزيز المطوع أحد أبناء الإمارات الذين قدموا الكثير سواء من خلال العمل الرسمي أو الأهلي أو الإبداع والفكر. وأشار البدور إلى أن علاقته بالمطوع بدأت عندما كان طالباً في المرحلة الجامعية في القاهرة في سبعينيات القرن الماضي وكان البدور وقتها ملحقاً ثقافياً في سفارة الإمارات بالعاصمة المصرية، منوها إلى أن أبرز سماته كانت الاتزان والالتزام والجدية في الدراسة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية.
وأضاف البدور بعد انتهاء دراسة المطوع وانتهاء فترة عملي في القاهرة كان اللقاء والتعاون عند تأسيس ندوة الثقافة والعلوم في دبي، وكان المطوع عضواً في مجلس إدارة الندوة تولى الإدارة المالية. وأشار البدور إلى أنه كان يتابع أعمال المطوع سواء في مجلة الأهلي أو مجلة الرسالة التي كان يصدرها نادي طلبة الإمارات في القاهرة، وكان عبدالعزيز المطوع يكرس جهده للكتابة.
وقال سعود عبدالعزيز المطوع الابن الأكبر للمرحوم إن والده كان يعلمهم منذ صغرهم حسن الخلق والتعامل مع الأخر والنفس، والرقي في التصرف، كما كان يحثهم على الكتابة في كل المواقف، وكان محباً للشعر وقراءته، يعزز لديهم حب الشعر وقراءته وتذوقه. وأشار إلى أن والده كان حريصا على أداء الواجبات الإنسانية، ومهارات التعايش مع الطبيعة سواء في البر أو الحياة البسيطة، وتقدير قيمة الأشياء مهما كانت بسيطة.
وأكد سعود أن والده في السنوات الأخيرة من عمره كان كل تركيزه منصبا على تأليف كتابه عن النبي محمد (ص) الذي صدر في عدة طبعات، ومع إعداده الطبعة الأخيرة كان في مرحلة حرجة من المرض ولكن لم يمنعه مرضه من مراجعة الكتاب وإعداده للنشر قبل وفاته بيومين، وكانت ممارسته للكتابة دؤوبة، يتميز بعدم التمسك بالفكرة، يأخذ بآراء المحيطين حتى يهتدي لصواب الرأي، وهذا الكتاب الأخير أخذ من عمره 9 سنوات تقريبا، وكان ما قبلها من سنوات هو استثمار لإنجاز هذا الكتاب.
واستعرض علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة علاقته بالمرحوم المطوع الذي وصفه بأنه كان من الجيل الذهبي من أبناء الإمارات، الجيل الذي ولد قبل قيام الاتحاد وتفتحت مداركه واهتماماته الثقافية والإبداعية مع قيام الاتحاد وأثناءه وبعده، وقال إن علاقته مع المطوع بدأت عام 1972 عندما كان طالباً على مقاعد الدراسة، بعد أن عرض عليه محمد عبيد غباش المشاركة في إصدار مجلة (الأهلي) التي صدر العدد الأول منها في شهر سبتمبر 1972م. وقد تكون فريق تحريرها من ثلاثة أشخاص كان ثالثهم المرحوم عبدالعزيز خليل الذي تولى جانب الإخراج والتنسيق الفني، ولأنه كان متعدد المواهب، فقد صمم (ترويسة) المجلة وكانت يخط عناوينها الداخلية، بالإضافة إلى كتابة بعض المقالات ورسم الكاريكاتير فيها، في حين كان محمد عبيد غباش يتولى رئاسة تحريرها بينما يتولى هو مراجعة مقالاتها وإعادة تحرير بعضها إلى جانب كتابة بعض مقالاتها.
وكانت المجلة تصدر بشكل شهريالأهلي، وتعتبر المجلة الأولى الصادرة عن نادٍ رياضي في دولة الإمارات.
وأشار الهاملي إلى أنه التقى مرة أخرى مع المطوع عام 2002 عندما أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه، بتاريخ 17 مارس قرارا بتشكيل مجلس لرعاية العمل الديني والخيري في دبي، برئاسة سعادة المستشار إبراهيم بوملحة، تكون مهمته الإشراف على أعمال الجمعيات الدينية والخيرية وأنشطتها، والتدقيق في شؤونها المالية والإدارية، والتنسيق فيما بيها ضمانا لحسن عملها، وقد كان هو وعبدالعزيز المطوع ضمن أعضائها، حيث كانت اللجنة تجتمع لتتدارس تنظيم العمل الديني والخيري في إمارة دبي وكان المرحوم عبدالعزيز المطوع يتولى رئاسة وحدة الرقابة المالية والإدارية في اللجنة، وقد بذل جهدا كبيرا في صياغة لائحة لتنظيم العمل الخيري في إمارة دبي.
وختم الهاملي واصفاً المطوع بأنه كان نموذجاً للأخلاق والالتزام والعمل الدؤوب والعطاء الدائم والإبداع المتنوع.وقال إبراهيم الهاشمي المدير التنفيذي لمؤسسة العويس الثقافية إنه بحكم صلة القرابة بينه وبين عبدالعزيز المطوع فقد كان هناك الكثير من الميول الإبداعية والفكرية التي تجمعهم وقد تعلم منه الكثير،
فكان هذا الإبداع متوارثا بين أبناء الأسرة الذين كان شاغلهم الثقافة والفكر، وذكر الهاشمي أن عبدالعزيز كتب أول قصة مصورة في الإمارات وهو في سن (15) عاما، هي قصة (الفأر المخترع).
وبعدها شغف بالإعلام فأصدر مجلة (الصحفي الصغير) عام 1970 وصدر منها 12 عددا، وكان يرسم ويخط المجلة ويكتبها كاملة وينسخ منها ويوزعها في كل الفريج.
وفي أواخر عام 1970 أصدر مجلة عبدالناصر (4 أعداد) ومجلة (المنهل). وكانت المجلات تضم أخبارا وقصصا وتاريخا ومعلومات عن الدول، وبعدها توجه للكتابة في أخبار دبي، ومجلة الأهلي،
وفي مجلة المجمع التي صدر منها (11) عددا، كما كتب في مجلة الشرطة ومجلة نادي النصر وجريدة الاتحاد ومجلة الأزمنة العربية، وانتقل من كتابة القصة إلى كتابة المقالات في جريدة البيان وبعدها جريدة الخليج. وفاز بجائزتين من جوائز وزارة الإعلام والثقافة عامي 1974 و1976، وذكر أن لديه حوالي 12 قصة قصيرة معدة للإصدار،
وكذلك قصته المصورة الفأر المخترع، وأنه يقوم بجمع مقالاته لإصدارها، وكذلك كتاباته الفكرية.
وذكر الهاشمي أن المطوع كان مصوراً فوتوغرافياً مميزاً ولكنه كان قليل المشاركة، وكان يكتب الشعر وله قصائد منشورة في جريدة البيان ومجلة شؤون أدبية، وقد توفي عن عمر 69 سنة، وهو خريج كلية التجارة وإدارة الأعمال في جامعة القاهرة وقد عمل بجامعة الإمارات، وصدر له عدة كتابات فكرية.
وتحدثت الدكتورة رفيعة غباش عن مشاركتها للراحل في العمل في جامعة الإمارات وأثناء الدراسة في القاهرة من خلال الكتابة في مجلة الرسالة، وأكدت أن أصحاب المبادئ يعانون مبكراً. وكان جده عبدالسميع المطوع من أهم مدرسي العلوم الدينية، تعلم على يديه الكثير من أبناء الإمارات.
وذكر الدكتور سعيد حارب أن علاقته بالراحل تمتد منذ سنوات الدراسة في القاهرة،
وبعدها العمل في جامعة الإمارات وفي ندوة الثقافة والعلوم، وقال إن المطوع كان صلباً في الحق يتمسك به، وعندما كان مديراً للشؤون المالية والمشتريات في الجامعة لم يكن هناك من هو أخلص وأكثر أمانة ودأباً على العمل منه،
وله كثير من الجوانب الإنسانية والاجتماعية،
إلى جانب العمق في الفكر.وعلى هامش الأمسية نظمت الندوة معرضا لإصدارات الراحل عبدالعزيز المطوع ضم كافة أعماله وإصداراته.