عبدالله بن سالم القاسمي يشهد انطلاق النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير اكسبوجر
شهد سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، أمس- في مركز إكسبو الشارقة -.. انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر”، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حيث تحتفي إمارة الشارقة خلال الفترة من 10- 13 فبراير الجاري، بحكايات 1558 صورة قدمها 400 مصور من دول عربية وأجنبيةً، منهم 51 من أفضل مصوري العالم، وثقوا بعدساتهم أكثر لحظات الحياة استثنائية وحملوا تجارب شعوب وجماليات أمكنة وبلدان إلى الإمارة.
حضر سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي الجلسة الافتتاحية التي شهدت عرضاً بصرياً لثلاثة من أهم المصورين العالميين وهم الجنوب افريقي “برينت ستيرتون”، الذي رصد بعدسته مشاهد من نحو 100 بلد حول العالم ونقل أدق التفاصيل الخاصة بثقافة المجتمعات الإفريقية، ناقلاً مشاهد فصائل الحيوانات المهددة بالانقراض، ولفت الأنظار نحو المخاطر التي تحيط بالحياة البرية وعزز من التزامات العالم حول أسس الصحة المستدامة وغيرها، والأمريكي “إليا لوكاردي”، أحد الأسماء اللامعة في مجال تصوير الرحلات، الذي استطاع أن يروي حكاية من مشاهد لـ 65 بلد زارها ووثق خطوات رحلاته وحاز على العديد من الجوائز والتسميات كما اختيرت اعماله ضمن أفضل قوائم الصور في العالم.
كما استمع سموه لعرض ملهم قدّمه المصور البريطاني جايلز دولي، موثّق الصراعات والحروب ومعاناة اللاجئين، تطرق خلاله للحديث عن العديد من المواقف التي ترافقت مع مسيرته التي انتقل فيها من مصوّر للأزياء إلى ساحات الحرب التي افقدته يده وساقه بعد انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع خلال تواجده في أفغانستان.
وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن تنظيم المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” يأتي ليكرم كل مصوّر يحمل كاميرته لتوثيق حدث، لتصبح صورته هي الحدث بذاته، فكلّ صورة بألف كلمة وألف حكاية أيضاً، ولكلّ حكاية طريقتها في التّأثير، ولجميع الحكايات غاياتٌ نبيلةٌ.وقال “ أردنا أن نقول من خلال الصّور الّتي جاءتنا من كلّ مكان.. إنّنا محكومون بالأمل، واثقون من قدرة الإنسان على الاستمرار وتخطي التّحديات، فعندما شاهدت الصّور المشاركة، أحسست كأنّها تكاد تنطق وتقول: إنّ العالم لا يزال هناك بجماله وروعته.. ثريٌّ بإمكانات الحياة».
وأضاف رئيس مجلس الشارقة للإعلام “ لقد لمسنا عبر قراءتنا للتاريخ المعاصر، كيف أسهمت صور في وقف الحروب وتخفيف المعاناة، وصورٌ أخرى أنقذت كائنات جميلةً من الانقراض، ودفعت نحو حماية الطّبيعة والمناخ والموارد، وصورٌ بثت الحياة في أماكن كانت مجهولةً، وقادت السّياح والمغامرين لزيارتها والتّعرّف إليّها، وصورٌ أظهرت الجّمال في اختلاف ثقافات وعادات الشّعوب، وأخرى ألهمت العقول لتكتب أبحاثاً علميّةً عن ظواهر وثّقتها عدسات المبدعين، وحفّزت المواهب وفجّرت مشاعر الكتّاب والشّعراء والرّسّامين».
ووجه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي دعوة إلى عشاق التصوير في الإمارات والمنطقة والعالم للاحتفاء مع “اكسبوجر” بالمصورين وجهودهم ورسالتهم النبيلة، معلناً أن المهرجان سيكون منصة المصورين لرواية حكاياتهم كاملة، والوقوف على تجاربهم خلف العدسات في توثيق لحظات استثنائية من العالم.
وفي عرض بصري قدّمه خلال حفل الافتتاح، قال المصور العالمي الجنوب أفريقي برينت ستيرتون “ خلال رحلاتي حول العالم اختبرت العديد من الحكايات والقصص وشاهدت الكثير من المواقف التي تلخّص حياة الشعوب وطقوسهم، كما رصدت من خلال الكاميرا انتهاكات كثيرة يقوم بها الإنسان تجاه الموائل الطبيعية للحيوانات من القارة الإفريقية وصولاً إلى الغرب، هناك من يصيد من أجل الأكل والفراء والأعضاء وغيرها، بحق وبغير حق، ما يجعلنا اليوم نشهد هذا الوباء الذي جاء نتيجة لكل تلك الممارسات التي قام بها الإنسان على عوالم الحيوانات».
وأضاف ستيرتون « الكثير من التحديات تواجه هذا العالم أبرزها الحفاظ على البيئة وهي مسؤولية تلقى على عاتق الجميع، وقد حاولت من خلال صوري أن أضيء على الكثير من المنعطفات التي يعيشها العالم وركّزت على مشاهد الوباء وتأثيراته على الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم، ثم بحثت عن الصور التي تعكس العلاقات الإنسانية وتشابكاتها، وقمت برصد مظاهر الانتخابات وحاولت أن أظهر ما يجري بشكل حقيقي من دون أي زيف، لأن مهمة المصور هي نقل الحقيقة لا التقاط الصور وحسب» من جانبه لفت المصور الأمريكي إليا لوكاردي إلى أنه ومنذ العام 2009 زار ما يقارب 70 دولة قاطعا مسافة 2 مليون ميل، مؤكداً أن حبّ التصوير قاده للبحث عن أجمل الأماكن حول العالم واستكشاف تفاصيلها عن قرب والبحث عن قصص مختلفة فيها، وقال « أصور بطريقة تعني لي الكثير، أريد أن ألهم نفسي والآخرين، وأمنحهم فكرة عن بلدهم والبلدان الأخرى، لقد حاولت أن تكون الصورة عاملاً للتواصل العاطفي، لأني أبحث عن أشياء من الصعب تصديقها أنا أريد أن أصور كلّ شيء بشكل ملهِم».
وأضاف لوكاردي “ منذ طفولتي شدّتني المجلات التي قمت بقراءتها وبقيت البلاد التي سحرني جمالها في ذهني وقررت بأنني سأذهب لزيارتها يوماً ما، وبالفعل ذهبت هناك وكوّنت الكثير من الصداقات مع الناس، لأنني أرى بأن الصورة لا تمثل المكان وحسب، بل روحه، وما هو مهم بالنسبة لي هو أن أخبر الآخرين بكل تلك القصص التي علقت في ذهني لسنوات، لأننا جميعنا يمكن أن نكون جزءاً من الصورة، وجزءاً من القصة، فالتصوير يمكن أن يكون أداة فاعلة للتغيير وليس للمراقبة فقط».واستهلّ المصوّر البريطاني جايلز دولي عرضه التقديمي بتهنئة دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاح مهمة مسبار الأمل في الوصول إلى المريخ، معتبراً أنه انجاز جديد يضاف إلى مسيرة الدولة العلمية وجهودها في الاستثمار بطاقات الشباب.
وقال دولي خلال عرضه “ علمتني مهنة التصوير الكثير من الأشياء، ومنحتني دروساً في الحياة، بعد أن قالت لي ذات يوم امرأة أنا لا أريد مصوّراً أريد مساعدة، لهذا ومنذ تلك اللحظة وأنا أحمل ورقة بيضاء اسجّل عليها كلّ ما يقوله لي الناس، لأنني أؤمن بأنه من الضروري التقاط المشاعر وأدركت حينها أن أعظم المصورين هم الذين يسعون وراء التقاط مشاعر الناس».
وأضاف دولي “ أثناء تواجدي في لبنان أهدتني أسرة قصتها، وقمت بتصويرها، ولمست فيها معنى الحب والضحك والابتسام بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها تلك العائلة في خيمتها، وفي اليوم الأخير لي معهم التقطت لهم صورة واهديتهم إياها، كانت صورة خلود مع زوجها، وشعرت من خلال كل تلك الصور التي تُظهرهم معاً بأنني أسعى لأكمل حكايات الناس، خلود لم تكن لاجئة أو امرأة تعيش بإعاقة، بل كانت زوجة وعاشقة لرجل بقي معها ورافقها في مختلف تفاصيل ظروفها، وهنا أدركت بأنني لستُ مصوّراً حربياً بل موثّقاً للحب».وأشار إلى أنه وأثناء توثيقه لمعاناة اللاجئين والأزمات التي دارت في جنوب السودان، قضى يوماً كاملاً مع “ديبورا نيون” – وهي سيدة عجوز تتصدّر صورتها مدخل معرضه الخاص في المهرجان- حيث قالت له تلك السيدة بعد أن شاهدت إصابته التي تعرّض لها عقب انفجار عبوة ناسفة في أفغانستان، افقدته قدمه وساقه: “هل أنت تفكر كثيراً بما فقدته؟ لديك عيون وآذان ولسان ويد لتكتب بها وتلتقط الصور، لا تفكر بما فقدته لكن فكر بما تملك».
وأضاف “ كانت هذه الكلمات درساً مهماً خرجت به من رحلتي تلك، وقد ذكرتني بكلمة يابانية تعني الاحتفاء بالأضرار والخسائر، وفي حياتنا الكثير من القصص التي تجعلنا ننظر لما نملكه على أنه أهم ما نملك، فنحن نمر بأوقات صعبة في حياتنا والعالم اليوم خلال جائحة كورونا يواجه أكبر تحدٍ، ولكنني أعتقد أن الحياة تعطينا هدية في نهاية المطاف وهي القدرة على المقاومة والبقاء».
وتفقّد سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي أجنحة الجهات المشاركة والمعارض المقامة حيث تعرّف على الأعمال المعروضة لنخبة من المصورين العالميين الذين يستضيفهم المهرجان هذا العام، مستمعاً سموه إلى شرح حول أعمالهم وما تحمله من أبعاد إنسانية وجمالية.
ويقدم المهرجان 54 معرضاً و21 جلسة نقاشية ملهمة، و14 ورشة عمل يقدمها 7 مصورين عالميين، و10 جلسات نقاش جماعية و14 جلسة تقييم للسير الفنية، فاتحاً بذلك أكبر مساحة للتعلم والتدريب المباشر على التصوير في الإمارات والمنطقة.
ويقام المهرجان هذا العام ملتزماً بكافة إجراءات السلامة والوقاية من كوفيد-19 ، دعماً للمصورين وتأكيداً على أهمية رسالتهم وإبداعاتهم، مؤكداً على دوره في قطاع التصوير عربياً وعالمياً، حيث حدد عدد الزوار بـ 2000 شخص خلال فترة زمنية معينة، وعدد المشاركين في ورش العمل بـ 20 شخصاً في كل ورشة، إلى جانب فحص درجة حرارة الزوار في جميع نقاط الدخول، وعمليات التنظيف والتعقيم الشاملة والدقيقة، وتطبيق سياسة التباعد الاجتماعي الصارمة، ومعايير الصحة العامة بما يتوافق مع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة.
حضر حفل الانطلاق اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام شمس ، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين ونخبة من المصورين ومحبي فن التصوير.
حضر سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي الجلسة الافتتاحية التي شهدت عرضاً بصرياً لثلاثة من أهم المصورين العالميين وهم الجنوب افريقي “برينت ستيرتون”، الذي رصد بعدسته مشاهد من نحو 100 بلد حول العالم ونقل أدق التفاصيل الخاصة بثقافة المجتمعات الإفريقية، ناقلاً مشاهد فصائل الحيوانات المهددة بالانقراض، ولفت الأنظار نحو المخاطر التي تحيط بالحياة البرية وعزز من التزامات العالم حول أسس الصحة المستدامة وغيرها، والأمريكي “إليا لوكاردي”، أحد الأسماء اللامعة في مجال تصوير الرحلات، الذي استطاع أن يروي حكاية من مشاهد لـ 65 بلد زارها ووثق خطوات رحلاته وحاز على العديد من الجوائز والتسميات كما اختيرت اعماله ضمن أفضل قوائم الصور في العالم.
كما استمع سموه لعرض ملهم قدّمه المصور البريطاني جايلز دولي، موثّق الصراعات والحروب ومعاناة اللاجئين، تطرق خلاله للحديث عن العديد من المواقف التي ترافقت مع مسيرته التي انتقل فيها من مصوّر للأزياء إلى ساحات الحرب التي افقدته يده وساقه بعد انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع خلال تواجده في أفغانستان.
وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن تنظيم المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” يأتي ليكرم كل مصوّر يحمل كاميرته لتوثيق حدث، لتصبح صورته هي الحدث بذاته، فكلّ صورة بألف كلمة وألف حكاية أيضاً، ولكلّ حكاية طريقتها في التّأثير، ولجميع الحكايات غاياتٌ نبيلةٌ.وقال “ أردنا أن نقول من خلال الصّور الّتي جاءتنا من كلّ مكان.. إنّنا محكومون بالأمل، واثقون من قدرة الإنسان على الاستمرار وتخطي التّحديات، فعندما شاهدت الصّور المشاركة، أحسست كأنّها تكاد تنطق وتقول: إنّ العالم لا يزال هناك بجماله وروعته.. ثريٌّ بإمكانات الحياة».
وأضاف رئيس مجلس الشارقة للإعلام “ لقد لمسنا عبر قراءتنا للتاريخ المعاصر، كيف أسهمت صور في وقف الحروب وتخفيف المعاناة، وصورٌ أخرى أنقذت كائنات جميلةً من الانقراض، ودفعت نحو حماية الطّبيعة والمناخ والموارد، وصورٌ بثت الحياة في أماكن كانت مجهولةً، وقادت السّياح والمغامرين لزيارتها والتّعرّف إليّها، وصورٌ أظهرت الجّمال في اختلاف ثقافات وعادات الشّعوب، وأخرى ألهمت العقول لتكتب أبحاثاً علميّةً عن ظواهر وثّقتها عدسات المبدعين، وحفّزت المواهب وفجّرت مشاعر الكتّاب والشّعراء والرّسّامين».
ووجه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي دعوة إلى عشاق التصوير في الإمارات والمنطقة والعالم للاحتفاء مع “اكسبوجر” بالمصورين وجهودهم ورسالتهم النبيلة، معلناً أن المهرجان سيكون منصة المصورين لرواية حكاياتهم كاملة، والوقوف على تجاربهم خلف العدسات في توثيق لحظات استثنائية من العالم.
وفي عرض بصري قدّمه خلال حفل الافتتاح، قال المصور العالمي الجنوب أفريقي برينت ستيرتون “ خلال رحلاتي حول العالم اختبرت العديد من الحكايات والقصص وشاهدت الكثير من المواقف التي تلخّص حياة الشعوب وطقوسهم، كما رصدت من خلال الكاميرا انتهاكات كثيرة يقوم بها الإنسان تجاه الموائل الطبيعية للحيوانات من القارة الإفريقية وصولاً إلى الغرب، هناك من يصيد من أجل الأكل والفراء والأعضاء وغيرها، بحق وبغير حق، ما يجعلنا اليوم نشهد هذا الوباء الذي جاء نتيجة لكل تلك الممارسات التي قام بها الإنسان على عوالم الحيوانات».
وأضاف ستيرتون « الكثير من التحديات تواجه هذا العالم أبرزها الحفاظ على البيئة وهي مسؤولية تلقى على عاتق الجميع، وقد حاولت من خلال صوري أن أضيء على الكثير من المنعطفات التي يعيشها العالم وركّزت على مشاهد الوباء وتأثيراته على الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم، ثم بحثت عن الصور التي تعكس العلاقات الإنسانية وتشابكاتها، وقمت برصد مظاهر الانتخابات وحاولت أن أظهر ما يجري بشكل حقيقي من دون أي زيف، لأن مهمة المصور هي نقل الحقيقة لا التقاط الصور وحسب» من جانبه لفت المصور الأمريكي إليا لوكاردي إلى أنه ومنذ العام 2009 زار ما يقارب 70 دولة قاطعا مسافة 2 مليون ميل، مؤكداً أن حبّ التصوير قاده للبحث عن أجمل الأماكن حول العالم واستكشاف تفاصيلها عن قرب والبحث عن قصص مختلفة فيها، وقال « أصور بطريقة تعني لي الكثير، أريد أن ألهم نفسي والآخرين، وأمنحهم فكرة عن بلدهم والبلدان الأخرى، لقد حاولت أن تكون الصورة عاملاً للتواصل العاطفي، لأني أبحث عن أشياء من الصعب تصديقها أنا أريد أن أصور كلّ شيء بشكل ملهِم».
وأضاف لوكاردي “ منذ طفولتي شدّتني المجلات التي قمت بقراءتها وبقيت البلاد التي سحرني جمالها في ذهني وقررت بأنني سأذهب لزيارتها يوماً ما، وبالفعل ذهبت هناك وكوّنت الكثير من الصداقات مع الناس، لأنني أرى بأن الصورة لا تمثل المكان وحسب، بل روحه، وما هو مهم بالنسبة لي هو أن أخبر الآخرين بكل تلك القصص التي علقت في ذهني لسنوات، لأننا جميعنا يمكن أن نكون جزءاً من الصورة، وجزءاً من القصة، فالتصوير يمكن أن يكون أداة فاعلة للتغيير وليس للمراقبة فقط».واستهلّ المصوّر البريطاني جايلز دولي عرضه التقديمي بتهنئة دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاح مهمة مسبار الأمل في الوصول إلى المريخ، معتبراً أنه انجاز جديد يضاف إلى مسيرة الدولة العلمية وجهودها في الاستثمار بطاقات الشباب.
وقال دولي خلال عرضه “ علمتني مهنة التصوير الكثير من الأشياء، ومنحتني دروساً في الحياة، بعد أن قالت لي ذات يوم امرأة أنا لا أريد مصوّراً أريد مساعدة، لهذا ومنذ تلك اللحظة وأنا أحمل ورقة بيضاء اسجّل عليها كلّ ما يقوله لي الناس، لأنني أؤمن بأنه من الضروري التقاط المشاعر وأدركت حينها أن أعظم المصورين هم الذين يسعون وراء التقاط مشاعر الناس».
وأضاف دولي “ أثناء تواجدي في لبنان أهدتني أسرة قصتها، وقمت بتصويرها، ولمست فيها معنى الحب والضحك والابتسام بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها تلك العائلة في خيمتها، وفي اليوم الأخير لي معهم التقطت لهم صورة واهديتهم إياها، كانت صورة خلود مع زوجها، وشعرت من خلال كل تلك الصور التي تُظهرهم معاً بأنني أسعى لأكمل حكايات الناس، خلود لم تكن لاجئة أو امرأة تعيش بإعاقة، بل كانت زوجة وعاشقة لرجل بقي معها ورافقها في مختلف تفاصيل ظروفها، وهنا أدركت بأنني لستُ مصوّراً حربياً بل موثّقاً للحب».وأشار إلى أنه وأثناء توثيقه لمعاناة اللاجئين والأزمات التي دارت في جنوب السودان، قضى يوماً كاملاً مع “ديبورا نيون” – وهي سيدة عجوز تتصدّر صورتها مدخل معرضه الخاص في المهرجان- حيث قالت له تلك السيدة بعد أن شاهدت إصابته التي تعرّض لها عقب انفجار عبوة ناسفة في أفغانستان، افقدته قدمه وساقه: “هل أنت تفكر كثيراً بما فقدته؟ لديك عيون وآذان ولسان ويد لتكتب بها وتلتقط الصور، لا تفكر بما فقدته لكن فكر بما تملك».
وأضاف “ كانت هذه الكلمات درساً مهماً خرجت به من رحلتي تلك، وقد ذكرتني بكلمة يابانية تعني الاحتفاء بالأضرار والخسائر، وفي حياتنا الكثير من القصص التي تجعلنا ننظر لما نملكه على أنه أهم ما نملك، فنحن نمر بأوقات صعبة في حياتنا والعالم اليوم خلال جائحة كورونا يواجه أكبر تحدٍ، ولكنني أعتقد أن الحياة تعطينا هدية في نهاية المطاف وهي القدرة على المقاومة والبقاء».
وتفقّد سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي أجنحة الجهات المشاركة والمعارض المقامة حيث تعرّف على الأعمال المعروضة لنخبة من المصورين العالميين الذين يستضيفهم المهرجان هذا العام، مستمعاً سموه إلى شرح حول أعمالهم وما تحمله من أبعاد إنسانية وجمالية.
ويقدم المهرجان 54 معرضاً و21 جلسة نقاشية ملهمة، و14 ورشة عمل يقدمها 7 مصورين عالميين، و10 جلسات نقاش جماعية و14 جلسة تقييم للسير الفنية، فاتحاً بذلك أكبر مساحة للتعلم والتدريب المباشر على التصوير في الإمارات والمنطقة.
ويقام المهرجان هذا العام ملتزماً بكافة إجراءات السلامة والوقاية من كوفيد-19 ، دعماً للمصورين وتأكيداً على أهمية رسالتهم وإبداعاتهم، مؤكداً على دوره في قطاع التصوير عربياً وعالمياً، حيث حدد عدد الزوار بـ 2000 شخص خلال فترة زمنية معينة، وعدد المشاركين في ورش العمل بـ 20 شخصاً في كل ورشة، إلى جانب فحص درجة حرارة الزوار في جميع نقاط الدخول، وعمليات التنظيف والتعقيم الشاملة والدقيقة، وتطبيق سياسة التباعد الاجتماعي الصارمة، ومعايير الصحة العامة بما يتوافق مع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة.
حضر حفل الانطلاق اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام شمس ، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين ونخبة من المصورين ومحبي فن التصوير.