عندما وصلت انتهاكات قطر لقوانين العمال.. إلى أمريكا

عندما وصلت انتهاكات قطر لقوانين العمال.. إلى أمريكا


وصلت فضائح الأسرة الحاكمة القطرية في انتهاك حقوق العمال الأجانب إلى القضاء الأمريكي بعدما رفع 3 موظفين سابقين دعوى ضدّ شقيقة أمير قطر المياسة بنت حمد وزوجها بتهمة انتهاك حقوقهم، وسرقة أجورهم، وبالتالي انتهاك قوانين العمل الفيدرالي في نيويورك.
ففي فبراير -شباط 2019، تقدّم كل من المُدرّب الشخصي غراهام بانكروفت، والحارسة الشخصية شانتال ماكغوفي والمعلم بنيامين بويد بدعوى ضد المياسة وزوجها أمام القضاء الأمريكي بسبب ممارسات التوظيف غير القانونية.
وكشفت صحيفة “دايلي مايل” البريطانية، و موقع “إينر سيتي” الأمريكي، أن العمال الثلاثة أُجبروا على العمل لمدة 100 ساعة أسبوعياً دون أجر إضافي، وأنهم كانوا مُطالبين بالبقاء مستيقظين حتى يخلد أطفال الزوجين الأربعة للنوم، بالإضافة إلى أنهم لم يحصلوا على أي إجازة بسبب سفرهم مع أفراد الأسرة الحاكمة في رحلات متعدّدة إلى كرواتيا واليونان وإيطاليا.

تفاصيل الدعوى
ونقلت صحيفة “ناشيونال” تفاصيل الدعوى، حيث قال بويد إنه ترك منصبه في مدرسة في شيكاغو للعمل لدى الأسرة القطرية الحاكمة بأجرٍ قدره 80 ألف دولار، مقابل 40 ساعة في الأسبوع، كمُدرّس لأطفال الزوجين الأربعة في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وفقاً لوثائق المحكمة. ولكنّه فجأة أصبح عليه مُرافقة أحد الأطفال خلال الأنشطة الترفيهية مثل ركوب الخيل، ووجد نفسه يعمل 50 ساعة في الأسبوع. لكن عندما أثار مسألة العمل الإضافي، طردته الشيخة المياسة في صباح اليوم التالي دون أن يتقاضى أجراً عن أي وقت عمل، وفقاً لوثائق المحكمة.
كما قال غراهام بانكروفت أنه عمل كمدرب شخصي من 2015 إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2018 براتب 5440 دولاراً شهرياً، وأنه طُلب منه السفر مع العائلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وإلى أوروبا والدوحة، وكان من المتوقّع أن يظل ساهراً إلى أن يخلد أطفال العائلة إلى الفراش، أي أنه كان يعمل في كثير من الأحيان لمدة 90 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع دون أي أجر إضافي.
 وتمّ توقيفه عن العمل من دون أي انذار.
وتمّ توظيف شانتال ماكغوفي كحارسة شخصية للشيخة المياسة في مارس (آذار) من العام الماضي. ووجدت نفسها تعمل في كثير من الأحيان لمدة سبعة أيام في الأسبوع، و14 ساعة في اليوم في رحلات إلى الخارج دون ساعات عمل إضافية. كما تمّ إيقافها عن العمل من دون الحصول على تعويض.

دعوى جماعية
ووفقاً لصحيفة “ناشيونال”، كشف محامو الموظفين الثلاثة أن هناك دعاوى قضائية مشروعة من موظفين آخرين، وربما يُريدون توسيع القضية لتشمل دعوى قضائية جماعية.
وقالت محامية الموظفين الثلاثة إريادان باناغوبولو: “هناك أسباب وجيهة للاعتقاد أن جميع الموظفين المنزليين الذين عملوا مع العائلة المالكة في نيويورك كانوا أيضاً ضحايا لسرقة الأجور والساعات».
سياسة انتقامية
لكن المياسة وزوجها نفيا ما ورد في الدعوى، وتذرّعا بأنهما محميان بموجب الحصانة الديبلوماسية، وفقًا لوثائق المحكمة.
كما اتهمت المحامية الخاصّة بها هيلن فون مالينكرودت، بابتزازها بنشر صور العائلة المالكة في قطر.
وفي مارس (آذار)، بعثت مالينكرودت رسالة الكترونية إلى بانكروفت، أثارت مخاوف الموظفين السابقين من محاولات المياسة وزوجها تهديد العمال الساخطين الآخرين من تقديم دعاوى ضدهم.
وكشفت باناغوبولو تفاصيل الرســــــالة التي نصت على أن “الكل يتحدّث عن القضية على الإنترنت بسـببك.. أتمنى أن تعرف ما تعنيه الدعوى القضائية».
وكتبت باناغوبولو: “لدينا مخاوف جدّية من محاولات المُدّعى عليهم تخويف الموظفين الآخرين، لذا فهم يبحثون عن باب خلفي لضمان أن الموظفين الحاليين والسابقين الآخرين لا يدركون ولا ينضمون إلى هذه الدعوى».

حياة ترف وبذخ
وسلّطت هذه الدعاوى الضوء على حياة الترف والبذخ الفاحش التي تتمتّع بها عائلة آل ثاني، حيث تعيش العائلة في بيت ضخم في شارع “إيست 72” في مانهاتن الأمريكية، وهو عبارة عن منزلين مجاورين تمّ دمجهما في منزل واحد مع حوض سباحة داخلي، وتراس بمساحة 45 ألف قدم مربع.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمس” الأمريكية أن الأسرة الحاكمة اشترت، في العام 2017، منزلاً مجاوراً للمنزل الضخم، مقابل 41 مليون دولار ليستخدمه الموظفون.