عواقب بعيدة المدى.. سياسة جو بايدن تدفع أوكرانيا نحو كارثة

عواقب بعيدة المدى.. سياسة جو بايدن تدفع أوكرانيا نحو كارثة


تواجه منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) نقطة تحول مهمة في دعمها لدفاعات أوكرانيا ضد روسيا، حيث وافقت إدارة الرئيس جو بايدن، بالتزامن مع العديد من الحلفاء الأوروبيين، على استخدام الأسلحة الأمريكية في ضرب أهداف على الأراضي الروسية حول مدينة خاركيف الأوكرانية.
 وقال الكاتبان روبرت كلارك، خبير سياسي مختص بالسياسة الخارجية الأمريكية، وجيسون بيردسلي، خبير سياسي وعسكري خدم لمدة 22 عاماً في الجيش والبحرية الأمريكية، إن القرار جاء بعد أشهر من طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علناً فكرة انضمام قوات الناتو إلى القتال في أوكرانيا.

وبينما نفى البيت الأبيض هذا الاحتمال، أقر الجنرال تشارلز كيو. براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، بحتمية إرسال مدربين عسكريين في نهاية المطاف لتسريع إعداد القوات الأوكرانية المجندة حديثاً للخطوط الأمامية.

ودفعت تصريحاته وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحرب إلى منطقة مجهولة، مما خلق فرصاً لتصعيد كبير مقارنةً بما أحدثته في قدرة أوكرانيا على تغيير الحقائق على ساحة المعركة.

وأضاف الكاتبان في مقال مشترك بموقع «ناشونال إنترست» إن تفويض بايدن باستخدام المعدات الأمريكية لضرب أهداف في روسيا بالقرب من خاركيف يفكك السياسة الأمريكية التي تعود إلى بداية الحرب الباردة، فبرغم استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية لمهاجمة القوات السوفييتية والروسية، لم يتم تفويضها مطلقاً لضرب أهداف داخل الاتحاد السوفييتي أو روسيا نفسها (مع الاستثناء الملحوظ للتدخل الأمريكي في الحرب الأهلية الروسية من 1918 إلى 1920).

وأثبتت أوكرانيا بالفعل استعدادها لاستخدام ذخائرها بعيدة المدى لضرب أهداف تتعلق بالوضع الدفاعي النووي الروسي، على سبيل المثال القاذفات الاستراتيجية النووية في قاعدة إنجلز الجوية في وقت سابق من الحرب ورادار الإنذار المبكر للدفاع النووي قبل بضعة أسابيع فقط.
وأوضح الكاتبان أن هذا الأمر يخلق خطراً هائلاً يتمثل في أن موسكو ترى هذا التغيير في السياسة كمرحلة أولى من التوسع الخطير للصراع بهدف انهيار الدولة الروسية وإسقاط فلاديمير بوتين.

وتابع الكاتبان «إن احتمال وجود مدربين عسكريين تابعين لحلف الناتو على الأرض يخلق وضعاً مختلفاً عالي المخاطر ومنخفض المكافأة. إذ سيكون المدربون الأمريكيون أو الفرنسيون أو غيرهم عُرضةً لضربات متعمدة أو عرضية من حملة الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تشنها روسيا على مستوى البلاد والتي تستهدف البنية التحتية والأهداف العسكرية الأوكرانية بانتظام، ناهيك عن الخطر المباشر من المدفعية والدبابات والمشاة على المدربين المتمركزين بالقرب من خطوط المواجهة».

وأوضح الكاتبان أنه في حال قُتل أحد الأجانب بضربة روسية، فقد تختار الدولة الضحية إثبات أن الهجوم يشكل تفعيلاً لاتفاقية الدفاع المتبادل بموجب المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي. 
وفي حين قد تختار الدول المتحالفة رفض هذا الادعاء، من شأنه أن يخلق أزمة داخل التحالف. 
وقد يؤدي ذلك إما إلى تورط الولايات المتحدة المباشر في الحرب أو إلى صدع هائل في العلاقات الأمريكية بالدول المتحالفة.

وأضاف الكاتبان «من المؤسف أن المخاطر المترتبة على ذلك لا تتوقف عند هذا الحد، فالمدربون والمستشارون، الذين يتم اختيارهم غالباً من قوات العمليات الخاصة، يتم نشرهم عادة بالقرب من مناطق الصراع».
وتتمثل مهمتهم في تعزيز قدرات القوات المحلية، وتزويدها بالمهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة في القتال بشكل فعال.

ومع ذلك، فإن هذا القرب من خطوط المواجهة غالباً ما يطمس الخطوط الفاصلة بين التدريب والمشاركة المباشرة في القتال.
وتشير السوابق التاريخية لمهمة تقديم المشورة والمساعدة الأمريكية في فيتنام إلى أن إدارة بايدن ستسير تحت تأثير نوم عميق نحو سيناريو آخر يساهم فيه التوسع في مهمة التدريب، في حرب كاملة. 
ويصبح التمييز بين تقديم المشورة والمساعدة والتدريب غير قابل للتمييز عن القتال.

وتسمح قواعد الاشتباك للمدربين والمستشارين بالمشاركة في القتال إذا تعرضوا للهجوم. 
وهذا الموقف الدفاعي يزيد من احتمالية انخراط الجنود الأمريكيين في قتال مباشر مع القوات الروسية.
وتؤكد هذه التجارب على المخاطر التي سيواجهها المدربون الأمريكيون في أوكرانيا.

واحتمال الاشتباك المباشر مع القوات الروسية، سواء أكان متعمداً أو عرضياً، قد تكون له عواقب بعيدة المدى. فتصعيد الصراع لن يعرض حياة الأفراد الأمريكيين للخطر فحسب، بل إنه يخاطر أيضاً بجر الولايات المتحدة إلى مواجهة أوسع نطاقاً مع روسيا.
واختتم الكاتبان مقالهما بالقول إن التحولات السياسية للرئيس بايدن تخلق وضعاً ستجد فيه الإدارة صعوبة كبيرة في السيطرة على تصعيد الأزمة..
 وقد وعد الرئيس بايدن الشعب الأمريكي بأنه لن يضع قوات على الأرض في أوكرانيا، ومن المؤسف أن سياساته الحالية تدفع الولايات المتحدة ببطء إلى كسر هذه الوعود.

 

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot