فرنسا توسّع شبكاتها الاستخباراتية على الحدود.. ما الأهداف؟

فرنسا توسّع شبكاتها الاستخباراتية على الحدود.. ما الأهداف؟


أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إنشاء خلية استخباراتية جديدة في بلدة بيرياتو على الحدود مع إسبانيا.
وهذه الخلية التي أثارت الجدل، هي الثانية في فرنسا، ومكرّسة بالكامل لمكافحة الهجرة غير النظامية.
والخطوة، التي تأتي في توقيت حساس سياسياً، قُوبلت بترحيب من الأصوات الداعية إلى تشديد الرقابة على الحدود في مواجهة شبكات التهريب.
إلى ذلك، حذَّر حقوقيون وخبراء في سياسات الهجرة من انزلاق الدولة نحو نهج أمني صرف، قد يقوّض حقوق طالبي اللجوء، ويغذّي الشعور بالعداء تجاه المهاجرين.
 تنسيق أمني غير مسبوق
الخلية الجديدة ستضم أجهزة استخبارات من الجمارك، والشرطة، والدرك، والأمن المالي، بهدف تعقّب شبكات التهريب التي تنشط على الطريق السريع A63، ومعبر بيرياتو الحدودي. 
وقد أنشئت الخلية الأولى من هذا النوع في باريس، وهذه هي الثانية على المستوى الوطني. غير أن الوزير لم يحدد موعد إطلاق العمل بها.
وفي ذات اليوم، تظاهر 19 تنظيماً سياسياً ونقابياً في بياريتز احتجاجاً على «تشديد سياسة الحدود»، بالتزامن مع لقاء حزبي نظمه ريتايو كمرشح محتمل لرئاسة حزب الجمهوريين.

قضية جديدة تثير الرأي العام
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من صدور حكم بحق مهاجر إيراني – ولاعب كرة قدم محترف سابق – أُدين في بايون بتهمة تهريب مهاجرين غير شرعيين من البرتغال إلى فرنسا، مستخدماً حسابه كسائق أوبر غطاءً لأنشطته.
وتؤكد السلطات الفرنسية أن الطريق بين البرتغال وفرنسا لا يزال نشطاً، رغم تفكيك شبكات هندية-باكستانية كبيرة العام 2023، وأن المهاجرين يدفعون مئات اليوروهات مقابل رحلات محفوفة بالمخاطر في مركبات مكتظة.
من جهته، قال إيمانويل لوجران، الباحث في مركز الدراسات الأوروبية في جامعة باريس نانتير، ومتخصص في سياسات الهجرة لـ»إرم نيوز» إن «هذه الخطوة تعكس تصعيداً واضحاً في مقاربة الدولة للهجرة، لكنها تتجاهل تماماً البعدين الإنساني والقانوني. 
وأوضح أن تأسيس خلية استخباراتية متخصصة قد تكون فعالة ضد شبكات التهريب، لكن خطرها الحقيقي يكمن في تحولها إلى أداة مراقبة دائمة تمس بالحريات، وتهدد طالبي اللجوء الذين لهم الحق في الحماية بموجب القانون الدولي».
 ويرى لوجران أن الحكومة الفرنسية «تركز على الأعراض بدلاً من الأسباب»، مشدداً على ضرورة إصلاح النظام الأوروبي للهجرة بدلاً من إنشاء أجهزة أمنية إضافية على الحدود.
من جانبها، قالت ساندرا بيرين، أستاذة السياسات الحدودية والهجرة في معهد العلوم السياسية في تولوز لـ»إرم نيوز» إن «ما يجري ليس فقط سياسة أمنية، بل هو أيضاً خطاب انتخابي موجه لليمين المتشدد.
وأشارت بيرين إلي أن الوزير ريتايو يدرك تماماً أن موقفاً صارماً ضد الهجرة قد يعزز مكانته داخل حزب الجمهوريين».
وتعتبر بيرين أن هذه الخلايا الأمنية قد تعزز فعلياً قدرات الدولة في تفكيك شبكات التهريب.
لكنها تحذّر من «استخدامها كغطاء لتبرير الترحيلات السريعة، وخلق مناخ عدائي تجاه المهاجرين في المناطق الحدودية الحساسة مثل الباسك».