غيّر النخبة الروسية رأسا على عقب:

فلاديمير بوتين: حيلة دستورية للاستمرار في الحكم...!

فلاديمير بوتين: حيلة دستورية للاستمرار في الحكم...!

-- لا يستبعد أن تجعل «الهندسة الجديدة» دور ديمتري ميدفيديف الجديد أكثر أهمية
-- فرض حظر على امتلاك القضاة وأعضاء الحكومة، تصاريح الإقامة في الخارج
-- قد يكون السبب الرئيسي وراء إقالة رفيقه ميدفيديف هو غياب النمو الاقتصادي
-- في خطابه عن حالة الأمة، رسم فلاديمير بوتين بنية جديدة للسلطة، دون تحديد مكانه فيها
-- تعزيز صلاحيات البرلمان وزيادة صلاحيات مجلس الدولة وحصر الوظيفة الرئاسية في ولايتين

 
يبدو أن سيّد الكرملين لا ينوي ترك السلطة عام 2024، وهو تاريخ انتهاء فترة ولايته. إلا في حال مشكلة صحية أو تمرد شعبي، سيشغل فلاديمير بوتين حينها مناصب رفيعة المستوى في الدولة. هذا ما يوحي به تغيير الدستور، الذي سيخضع لاستفتاء شعبي.    الفكرة؟ تعزيز صلاحيات البرلمان. فهذا الأخير، سينتخب مستقبلا رئيس الوزراء، وكذلك الوزراء ونوابهم، والعديد من التعيينات التي على الرئيس اقرارها اوتوماتيكيا.    ويمثل هذا تغييرا كبيرا لأنه، حتى الآن، يصادق الدوما ويثبّت اختيارات الرئيس. ومع ذلك، سيواصل رئيس الدولة تحديد أولويات الحكومة، وتعيين رؤساء الهياكل الأمنية. وسيكون الهدف أيضًا، السماح لمجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا للبرلمان، بفصل قضاة المحكمة الدستورية والمحاكم العليا.

تعزيز مجلس الدولة
  اقتراح آخر: زيادة صلاحيات مجلس الدولة، المكون من مسؤولين إقليميين ووطنيين، مما سيفقده طابعه الاستشاري ليصبح مؤسسة لصنع القرار.    ومن المخطط أيضًا، حصر الوظيفة الرئاسية في ولايتين، وحذف فترتان “متعاقبتان”. مادة تمنع الخليفة المحتمل من التصرف مثل بوتين من خلال توقيع أربع ولايات تخللتها فترة فاصلة في منصب رئيس الوزراء. ومن بين الطرق الأخرى للإصلاح المذكور، تعزيز صلاحيات الحكام، وفرض حظر على امتلاك القضاة وأعضاء الحكومة، تصاريح الإقامة في الخارج، والتزام الإقامة في روسيا خلال الـ 25 سنة الماضية لأي مترشح للانتخابات الرئاسية.

تغيير في القمة
   لقد صاحب تصريحات بوتين تغييرا في القمة. ميخائيل ميشوستين، 53 عاماً، رئيس دائرة الضرائب الفيدرالية منذ عام 2010، أصبح رئيسا للوزراء محل ديمتري ميدفيديف الذي لا يحظى بشعبية.
  غير معروف لعامة الناس، يفتخر المسؤول الكبير بتحديث نظام الجمع داخل إدارة معروفة بمستوى الفساد العالي فيها. باختصار، رجل تكنوقراط بدون كاريزما على رأس الحكومة كما يحبهم بوتين.    انها “صاعقة في سماء صافية”، اسرّ وزير للموقع الاخباري الجرس، وهو يتلقى خبر استقالة الحكومة الروسية: ساعتان تقريبا بعد خطاب الرئيس فلاديمير بوتين السنوي عن حالة الأمة، أعلن رئيس الوزراء استقالة الحكومة.    ديمتري ميدفيديف، الذي بدا نائماً أثناء خطاب رئيس الدولة، أيقظ فجأة الحياة السياسية لبلاده بإعلانه الخبر على شاشة التلفزيون. ومباشرة، اقترح فلاديمير بوتين تعويضه، كما أسلفنا، بالتكنوقراط ميخائيل ميشوستين.      ويبدو ان ديمتري ميدفيديف، رمز الموالاة غير المشروطة لفلاديمير بوتين، والذي تولى رئاسة البلاد من عام 2008 إلى عام 2012 قبل أن يسلم العرش منصاعا، يبدو أنه سيتم تعيينه في منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي. “هناك شيء واحد مؤكد: مكانة ميدفيديف قد انهارت بشدة”، يقول المتخصص في العلوم السياسية عباس غلياموف، الذي لا يستبعد، مع ذلك، أن تجعل “الهندسة الجديدة” دور ديمتري ميدفيديف الجديد أكثر أهمية.

نهاية الثنائي
بوتين-ميدفيديف
   إن فرضيّة عودة هذا الأخير إلى الكرملين عام 2024، مما يديم “الثنائي بوتين-ميدفيديف” غير محتملة اليوم..  يعتقد أليكسي ماكاركين، نائب مدير مركز التكنولوجيا السياسية:
“هذا البديل يتناقض مع مطلب تجديد النظام، ومن ناحية أخرى، لن ينسى الناخبون أن حكومة ميدفيديف هي التي أخّرت سنّ التقاعد «.
      إن أحد خصائص السلطة الروسية منذ أن سيطر عليها فلاديمير بوتين قبل 20 عامًا، هو استقرار تركيبة السياسيين. بالكاد خمسة ادارات وزارية منذ عام 2000، إذا استثنينا ادارتين انتقاليتين “تقنيتين” استمرتا بضعة أسابيع. الحكومات تتغير فقط مع ولايات فلاديمير بوتين. وكانت آخر حكومتين (من 2012 إلى 2018 و2018 إلى يوم الاستقالة) برئاسة رئيس الوزراء نفسه، ديمتري ميدفيديف، مع تركيبة متطابقة إلى حد كبير.

بنية جديدة للسلطة
 بحلول عام  2024
   نجهل ما الدافع وراء هذا التغيير واختيار التوقيت. لكن المتخصص في العلوم السياسية سيرغي ماركوف، المقرب من الكرملين، يرى ان “السبب الرئيسي هو غياب النمو الاقتصادي”. فقد وضع بوتين كأولوية قصوى للحكومة، نموا اقتصاديا أعلى من المتوسط العالمي».     وسبق ان وعد فلاديمير بوتين عدة مرات في الماضي بإدخال بلاده، القوة الاقتصادية الثانية عشرة في العالم، إلى نادي الخمسة الأوائل. لكن من المتوقع أن يبلغ معدل النمو في روسيا حوالي 1 فاصل 2 بالمائة خلال العام الماضي، مقارنة بنسبة 3 بالمائة المعدل العالمي.
   هذا الرقم المخيّب للآمال ليس مفاجئًا، حيث يعاني الاقتصاد الروسي من الركود منذ عام 2013.
 وكان بإمكان فلاديمير بوتين اقالة ديمتري ميدفيديف في مناسبات عديدة لتهدئة استياء الروس فيما يتعلق بالنتائج الاقتصادية السيئة والإصلاحات غير الشعبية (الصحة، المعاشات التقاعدية) التي نفذّت في السنوات الأخيرة.    الى تاريخ هذا الانقلاب في السلطة التنفيذية، كانت المناورة الحقيقية الوحيدة في المشهد السياسي الروسي هي “انتقال السلطة” بحلول عام 2024، بمعنى مصير فلاديمير بوتين في نهاية ولايته الرابعة.
  وفي خطابه عن حالة الأمة، رسم فلاديمير بوتين بنية جديدة للسلطة، دون تحديد مكانه فيها. وأكد أنه سيتنحى عن منصبه كرئيس عام 2024، امتثالا للدستور الذي ينصّ على فترتين متتاليتين. واقترح أيضًا وخصوصا تعديل الدستور الروسي لتعزيز دور البرلمان بسحب بعض الصلاحيات من الرئيس الروسي المستقبلي.

الوظيفة الغالبة
 لفلاديمير بوتين
   سيعيّن مجلس الدوما رئيس الوزراء والحكومة، وهي سلطة تعود حاليا للرئيس. وسيضمن الدستور الحد الأدنى للدخل والمعاشات التقاعدية عند خط الفقر أو أعلى منه... نقطة تضمن مبايعة ساحقة للروس، لأن فلاديمير بوتين وعد بتقديم كل التعديلات في حزمة واحدة للتصويت الشعبي.   كما يريد القيصر، أن يرى مسجّلا في الدستور علويّة القانون الروسي على القانون الدولي. ومع ذلك، فإن هذا التعديل يتطلب مبدئيا دستورًا جديدًا -وليس مجرد تعديل -لأن الدستور الحالي يحظر تعديل الفصل الأول، الذي يتضمن الفقرة 4 من المادة 15، التي تنص على أولوية القانون الدولي.
   ما هو مكان فلاديمير بوتين في هذا الهيكل الجديد؟ يتفق المعلقون على الحياة السياسية الروسية، على أن فلاديمير بوتين يعتزم في كل الاحوال الإبقاء على وظيفة غالبة في رأس السلطة التي قام ببنائها ويعيد تشكيلها كما يشاء. وتظل الوظيفة مخفيّة اليوم، في حين أن الهوية معروفة للجميع.
 وفي علامة على الشخصنة المتزايد للسلطة الروسية، تم بث مقتطفات من خطاب فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، على شاشات جديدة ضخمة تغطي واجهات المباني ومراكز التسوق في موسكو.

بوتين “القائد العظيم»
   نعيد صياغة السؤال: في مثل هذا المخطط، ما هو مكان بوتين، الذي سيكون عمره 72 عامًا في عام 2024؟ يمكن أن ينتخب رئيسًا للوزراء من قبل برلمان منحاز إليه اذ حتى ذلك الحين، يبدو من غير المرجح أن يُسمح لحزب معارض حقيقي بالجلوس تحت قبة البرلمان.    ومن غير المؤكد، مع ذلك، أن بوتين سيكون سعيدا بارتداء زي رئيس الحكومة مرة أخرى، حتى في حجم اكس ال.  ان الوظيفة تتطلب حضورا في جميع الميادين والتضاريس، وتشير أصوات داخل الكرملين بانتظام إلى أن “الرئيس” متعب، وراغب في الانتقال الى شيء اخر.
   يبقى هناك سيناريو: انزاله على رأس مجلس دولة قوي ويتمتع بسلطات واسعة على الأجهزة الأمنية والحكام، ولما لا، الإدارة الرئاسية. ان الرجل الذي حكم على مدى ربع قرن تقريبًا البلاد، يجسد شخصية “الزعيم العظيم” القادر على الدفاع عن قيم “البوتينية” لفترة طويلة قادمة.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot