من قلب الجميزة إلى حجر أساس وعمق الصورة، أمتطى الكاتب والفنان المصري أحمد داوود جواد الكلمة، وتعبير المشهد وصيد الجوائز، فمشاركته الأخيرة في ملتقى الشارقة للخط العربي، جاءت ضمن تميزه في العديد من قوالب الفن الإبداعي، فأغلب الفنانين التشكيلين ومحترفي التصوير يجيدون التعبير عن وجدانهم بالحرف، فلا تعرف عما إذا كانت موهبته الأساسية في كتابة النثر والقصة، أم موهبته في الرسم والتصوير شكلت لديه القدرة على ترجمة الكلمة لصورة، فمهما كانت البدايات هناك من يتميز في كتابة القصة ومبدع في التصوير، وحول هذا المفهوم أجرت “ الفجر” لقاء مع أحد هؤلاء المبدعون.أكد الفنان القاص المصري أحمد داوود، أنه محظوظ بقدرته على أداء عدة قوالب من الفن، خاصة وأن الموهبة تعتبر هبة من الله وتوفيق، وعلى الموهوب أن يكتشف ذاته ويعمل على صقلها بالعلم والاستفادة من القراءات المتعددة في جميع المجالات، إذا كان في الأدب أو في التصوير الفوتغرافي، فكل مجال له خصائصه وعلومه التى يجب على الموهوب تعلمها، من خلال الاطلاع المستمر والإعاشة مع الكتاب والمصورين والبحث عن الهيئات والمؤسسات الداعمة للمجال الذي يسعى لتحقيق هدفه من خلاله.

وأشار أحمد داوود أن الفضل في تكوينه يعود إلى البيئة التى نشا فيها، حيث منحته الخيال الخصب والوعي بما حوله من مكونات طبيعية لها تأثير متميز، من أشكال واصوات واختلاط الألوان النابعة من جريان النيل والاشجار المترامية على ضفاف الحقول، والازهار الممتدة لمد البصر، وحبات الندى المتساقطة مع أول ضوء للنهار، والطيور النائمة في حضن الغصون، وحوارها المتناغم مع الصباح، كون لديه أنشدوة الحرف وأسلوب الكلمة وتكوين الجملة وعلم الصورة، فالبيئة نمت قدرته على تغذية مفهوم الموهبة والتركيز على الإبداع والابتكار، كما أسهمت البيئة في استدعاء الماضي والخيال والوعي.

نال أحمد داوود في مسيرته الإبداعية، الكثير من الجوائز المحلية والدولية فى مجال الفوتوغرافيا منها، المركز الأول في مهرجان الأردن الدولي للصورة التاسع والحادي عشر، المركز الأول في مسابقة ساقية الصاوي للتصوير الدورة ١٢ و ١٣، جائزة الشهيد أحمد بسيوني بصالون الشباب وجائزة لجنة التحكيم بصالون النيل للتصوير الضوئي الثامن والتاسع، المركز الأول بجائزة الشارقة للصورة العربية، جائزة شركة أوليمبوس وجائزة وليد الخطيب للتصوير الفوتوغرافي، أما في مجال الكتابة الإبداعية حصل على المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي في القصة القصيرة عن مجموعته قلب الجميزة، كما نال جائزة الدولة التشجيعية فرع الآداب عن مجموعته القصصية حجر أساس، وحصل مؤخراً على جائزة وتكريم من تنظيم اتحاد المصورين العرب خلال مشاركته في معرض ضياء في ملتقى الشارقة للخط العربي.وأعرب القاص المصور أحمد داوود عن امتنانه وشكره المتصل للقائمين على تنظيم الفعاليات الثقافية في إمارة الشارقة، التى تعد البوابة الرئيسة لكل الموهوبين في العالم، فالشارقة بما لديها من كوادر إبداعية ودعم كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أثبتت للعالم العربي والإسلامي بل لجميع دول العالم أنها قادرة على استيعاب الأخر، وتقديمه بأفضل صورة ما دام لديه القدرة على مواكبة العصر والاهتمام بالادب والفن واحترام الثقافة والعمل على نشرها.