يهدد الزعماء الغربيين ويتصرف معهم بوقاحة طفل مغرور مدلل
كاتب روسي: زيلينسكي سيعيد أوكرانيا إلى عربات الخيل
قال الكاتب الروسي ألكسندر نازاروف، إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ممثل محترف بعيداً عن السياسة، واختاره الأوليغارشي الأوكراني إيغور كولومويسكي، ليلعب دور رئيس أوكرانيا.
ولعب زيلينسكي، قبل انتخابه، دور “رئيس شعبي” في مسلسل تلفزيوني، يطلق النار على البرلمانيين بالبنادق الآلية، ويمتطي الدراجة ليذهب إلى عمله، ويحل جميع مشاكل الدولة طويلة الأجل بطريقة سحرية وبأساليب بسيطة وجذرية.
ولفت الكاتب إلى أنه ربما يفتقد الشعب الأوكراني للرشد “إلا أن مزيج الطفولة أو الفكاهة كان كافياً لينتخب المهرج رئيساً».
وتكمن المشكلة، حسب الكاتب، في أن زيلينسكي تقمص دور الرئيس لدرجة أنه بدأ يطبق أساليبه الغريبة في المسلسل التلفزيوني في الواقع.
في البداية، تجاوز القوانين، واغتصب السلطة وقمع المعارضة. ودون فهم للسياسة الحقيقية، قاد بلاده إلى الحرب ضد قوة عظمى مثل روسيا، وهو الآن يدمر الجنود والمدنيين الأوكرانيين باستمرار للحصول على مباركة الغرب.
وبالفعل يحظى زيلينسكي الآن باهتمام العالم أجمع، شأنه في ذلك شأن أي ممثل، يعيش من أجل الشهرة والمجد، وتصفيق الجمهور.
وأدرك الغرب مدى غرور الرئيس الأوكراني، فلا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن يزور كييف رئيس دولة غربية بهدف وحيد، إضافة جرعة جديدة من المجد والثناء على زيلينسكي لتعزيز تمسكه بالحرب الانتحارية ضد روسيا.
وأضاف الكاتب في مقال ترجمه موقع “روسيا اليوم” أن زيلينسكي لم يعد يرجو فقط، بل يطالب الغرب بالأسلحة، والمساعدات الاقتصادية وعضوية الاتحاد الأوروبي، والتخلي عن النفط والغاز الروسيين، وما إلى ذلك، وأصبح يهدد الزعماء الغربيين، ويتصرف معهم بوقاحة طفل مغرور مدلل.
ورفض زيلينسكي استقبال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بدعوى أنه مؤيد لروسيا، في الواقع، لقترح شتاينماير صيغة حل وسط لتنفيذ اتفاقات مينسك.
وبطبيعة الحال، فإن الغرب يغفر كثيراً لزيلينسكي، طالما واصل جهوده في إضعاف روسيا، إلا أنه يتمادى في التصرف على نحو متهور، دون أن يفهم مكانته في التسلسل الهرمي الغربي، وحدود قدراته.
وأشار الكاتب إلى الأنباء عن توقف أوكرانيا، في السابعة من صباح الأربعاء، عن نقل نحو ربع الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أحد طريقين بحجة أن محطة الضخ تحت سيطرة الجيش الروسي، وإذا استمرت روسيا في إمداد الغاز على طول هذا الطريق، فإنه لن يصل إلى أوروبا، ويبدو أن أوكرانيا ستستحوذ عليه.
من جانبها، قالت شركة “غاز بروم” الروسية، إن السيطرة الروسية على المحطة قائمة منذ فترة طويلة، ولم تؤثر في عبور الغاز، ولا يزال وصول الأوكرانيين متاحاً ومستمراً إلى المحطة، والعقود سارية المفعول، ومدفوعة الأجر، ولا ترى “غاز بروم” أي سبب لوقف عبور الغاز.
أما أوكرانيا، فتقترح إعادة توجيه هذا الغاز إلى خط أنابيب آخر، تقول “غازبروم” إنه مستحيل من الناحية الفنية.
ويبدو أن زيلينسكي قرر وضع حد لتردد أوروبا وشكوكها، وها هو يقدم على مساعدتها في نهاية المطاف على قطع الغاز الروسي تماماً، لينهار الاقتصاد الروسي، كما يأمل.
ويرجح الكاتب أن الخطوة المقبلة قد تكون وقف نقل النفط الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
من بين الدول الأوروبية، تعد المجر، وسلوفاكيا من أكثر المعارضين للحظر الكامل للنفط الروسي على مستوى الاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، تقف أوكرانيا، والمجر في مواجهة صعبة بسبب التمييز ضد الأقلية المجرية في أوكرانيا، وتصميم المجر على الحفاظ على التعاون الاقتصادي مع موسكو، إلى درجة أن بودابست وعدت بمنع انضمام أوكرانيا إلى ناتو، ولا يهم إذا كان الأمر مجرد ثرثرة فارغة، فالمجر لن تجرؤ على معارضة الولايات المتحدة الأمريكية.
والواقع هو أن النفط الروسي يمر إلى المجر وسلوفاكيا أيضاً عبر أوكرانيا، ويمكن للأخيرة أن تمنعه عنهما بنفس الطريقة، وأن تقمع مقاومتهما لبروكسل.
وهنا يطرح السؤال نفسه، هل هي جرأة أخرى من زيلينسكي، أم أنه تلقى الأوامر من وراء المحيط؟ الافتراضان يحملان قدراً من الوجاهة، إلا أن الخيار الثاني أكثر واقعية.
على أي حال، تعاني أوكرانيا بالفعل من نقص هائل في الوقود، حيث تمتد الطوابير أمام محطات الوقود كيلومترات.
ويعني وقف العبور كذلك وقف إمدادات النفط والغاز لأوكرانيا نفسها. لكن، متى توقفت أوكرانيا عن إيذاء نفسها، إذا كان ذلك سيضر في الوقت نفسه
بروسيا؟
بطريقة أو بأخرى، ومع الأخذ في الاعتبار مثل هذه الأحداث، يمكن افتراض أن خطوط نقل الغاز “نورد ستريم-1”، و”نورد ستريم-2” سيصبحان الوسيلتين الوحيدتين لتزويد أوروبا بالغاز في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً في السابق.
أما أوكرانيا، فلن تخسر رسوم العبور فحسب، بل ستتحول أيضاً من السيارات إلى العربات التي تجرها الخيول، رغبة منها في قطع جميع العلاقات مع روسيا.
وسيصاحب ذلك أولا موجة من الصراخ والعويل والاحتجاجات والآهات والدموع والاتهامات من الدول الأوروبية، التي يعد رفضها لإمدادات الطاقة الروسية مؤلماً على نحو خاص، لكن لا بأس، قليل من البكاء ثم يتصالحون.
ومع ذلك، ستشهد أوروبا في الخريف أزمة طاقة، وأزمة مالية هائلة، ثم سيتعين على أوروبا إعادة النظر في جميع القرارات المتعلقة بعلاقاتها مع روسيا.