برعاية وحضور الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان

كليات التقنية العليا في العين تكرم طالبات برنامج التربية ضمن مشروع الحفاظ على التراث الشفهي الإماراتي

كليات التقنية العليا في العين تكرم طالبات برنامج التربية ضمن مشروع الحفاظ على التراث الشفهي الإماراتي


نظمت كليات التقنية العليا بفرعها في العين حفلا لتكريم طالبات برنامج التربية المشاركات في مشروع الحفاظ على التراث الشفهي الإماراتي، من خلال تنمية مهارات اللغة العربية، وفن السرد، والابتكار الرقمي. 
جاء الحفل برعاية وحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان.
بدأت الشيخة شما كلمتها بسؤال تفاعلي وجهته للطالبات "من منكن يتذكرن آخر حكاية أوقصة سمعتها من جدتها أو من والدتها؟ " ، مؤكدة أن ما يتم الاحتفال به اليوم هو ليس مجرد تكريم، بل إعلان عن شغف وهوية. وأشارت إلى الدور المحوري للطالبات في الحفاظ على التراث قائلة: " نحن هنا لنحول الحكاية إلى جسر: جسر بين ما قاله الأجداد وما ستقولونه أنتم للأجيال القادمة".
المشروع نجح في تأليف وتحويل أكثر من 50 قصة عربية أصلية مستوحاة من الثقافة الإماراتية إلى صيغة رقمية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وقد تفاعلت الطالبات مع طرح الشيخة شماحول دورهن في دمج التراث مع التكنولوجيا، حيث شبهت دورهن بقولها " تخيلوا أن كل طالبة منكم تحمل بيدها اليمنى جذور نخلة، وباليد الأخرى جهازاً ذكياً. كيف يمكن للجذور أن تتحدث مع الشاشة. ثم أشارت لهن قائلة "أنتن تجعلن الماضي ينبض بالحياة على المنصات، وتضعون الذاكرة في العقول والقلوب، وعلى شاشات الهواتف أيضاً".
لم يقتصر الحفل على تكريم الإنجاز الرقمي، بل ركزت الشيخة الدكتورة شما آل نهيان على أهمية القراءة إلى جانب الحكاية. لتعزز فكرة أن الحكاية تحفظ الهوية، لكن القراءة تُوسع الأفق.  وحرصت على التفاعل مع الطالبات لمعرفة عاداتهن في استخدام الهاتف المحمول، ثم وجهت سؤالاً لهن "ماذا لو أخذتم من هذه الساعات 6 دقائق فقط للقراءة بعيدا عن شاشات المحمول"، وأشارت إلى أن هذه المدة القصيرة قادرة أن تُخفف التوتر بنسبة 60%، وتفتح للذهن طاقة جديدة. 
اختتمت الشيخة الدكتورة شما محمد خالد آل نهيان كلمتها بالتأكيد على أن الطالبات لسن مجرد مستخدمات للتقنية، بل هن صانعات معنى. مستلهمة من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بأن الشباب هم القوة والطاقة والطموح والثروة الحقيقية، كما إنهم ركيزة التنمية وقادة الغد. 
وفي ختام الحفل، وجهت الشيخة شما رسالة للطالبات تدعوهن فيها لترديد العبارة التالية أنا لست متلقية فقط، أنا صانعة سردية، وبانية فكر وجزء أصيل من حضارة الإمارات، مؤكدة أنت من يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر إنسانية، ومن يجعل الماضي بوصلة للمستقبل، ومن يجعل القراءة وقوداً للوعي.
من جانبها ذكرت الأستاذة حليمة حمد، المحاضرة في برنامج التربية، والمشرفة الأكاديمية على المشروع، أن هذا المشروع تم تطويره ضمن مساق تدريب المعلمات على تعليم اللغة العربية، حيث عملت الطالبات على توثيق القصص الشفوية الإماراتية من خلال لقاءات مع كبار السن، ثم تحويل هذه القصص إلى حكايات أطفال باللغة العربية، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويلها إلى صيغة رقمية تفاعلية. حيث يساهم المشروع في تمكين معلمات المستقبل من استخدام السرد القصصي كأداة تعليمية تربط بين اللغة، والثقافة، والتكنولوجيا.
وأضافت أن رؤية المشروع تتمثل في الحفاظ على الهوية الثقافية الإماراتية من خلال تعزيز مهارات اللغة العربية لدى الأطفال، وربطهم بجذورهم الثقافية عبر الحكاية، وقد تم ربط المشروع بمساق آخر يركز على ثنائية اللغة والقراءة، من خلال قيام الطالبات بترجمة القصص  إلى اللغة الإنجليزية، وتصميم أنشطة تعليمية داعمة لها.
وأوضحت أن الطالبات قمن بقراءة القصص للأطفال في عدد من المدارس، والحضانات، والمخيمات الصيفية في مدينة العين، وسيواصلن هذا العمل من خلال تأليف المزيد من القصص وقراءتها في مؤسسات تعليمية مختلفة. وهناك خطة مستقبلية لإنشاء منصة رقمية تستضيف هذه القصص وتتيح استخدامها على نطاق واسع في المجتمع، مشيرة الى أن هذا المشروع يتماشى عام المجتمع من خلال تعزيز الترابط المجتمعي ودعم الحفاظ على التراث الثقافي، وتشجيع التعاون بين أفراد المجتمع.