كيف أصبح هانتر بايدن «رئيس الأركان»؟
يُعرف الرئيس جو بايدن بنضاله من أجل حياته السياسية، فقد استُبعد قبل ذلك عدة مرات، ولكنه لن يقبل أن «يُدفع به للخارج»، على حد قوله، بعد الفوز بكل الانتخابات التمهيدية، وتلقي الدعم من عدد كاف من مندوبي الترشيح في الحزب الديمقراطي. وفي هذا السياق، تقول الكاتبة الصحافية الأمريكية إلينور كليفت، في مقالها بموقع «ذا ديلي بيست» الأمريكي،: «تقف عائلة بايدن إلى جانبه؛ فهناك زوجته جيل وشقيقته فاليري اللتان اعتمد عليهما الديمقراطيون لتقديم المشورة الحكيمة، وليس مجرد التشجيع، وشوهد ابنه هانتر في البيت الأبيض كثيراً مؤخراً لدرجة أن أحد المحامين المناصرين الديمقراطيين ذوي العلاقات الجيدة أطلق عليه لقب «رئيس الأركان بالإنابة». إنه «حارس البوابة».
إنه الشخص الذي يشجع والده». يريد هانتر تشجيع والده كما فعل شقيقه المتوفى بو، ولا يريد للضغوط الناجمة عن إدانته بجرائم جنائية أن تعوق والده. لا يعمل وجود هانتر على الساحة على مساعدة بايدن سياسياً، لكن هذا ليس جوهر الموضوع، وإنما كما يقول أحد الديمقراطيين الذين عملوا مع بايدن في وقت سابق من حياته المهنية: «وقف بايدن إلى جانبه في كل الأوقات المظلمة. هذا أمر عائلي أكثر منه سياسي. لا علاقة للأب بقضايا الابن الجنائية، بل يتعلق الأمر أكثر بكيفية إدارة الأسرة».
اتصل بايدن بشبكة «إم. إس. إن. بي. سي» ليؤكد لهم أنه لن يخرج من السباق «ولن يذهب إلى أي مكان»، ويمكن للمشككين تحديه في المؤتمر الديمقراطي الشهر المقبل. بدا وكأنه بايدن الذي عرفته واشنطن لعقود من الزمان؛ ذلك العدواني المتغطرس. ل ابد وأن أفراد عائلته - جيل وفاليري وتيد كوفمان، المساعد القديم الذي شغل مقعده في مجلس الشيوخ لفترة قصيرة – يؤكدون له أنه يستطيع تحقيق النجاح، وأنه يستطيع هزيمة ترامب وبدء ولاية ثانية.
بعد المناظرة الكارثية، كانت جيل تمسك بيد زوجها وتخبره كم هو عظيم. «لقد أجبت على جميع الأسئلة!» كان الأمر غير متناغم مع ما رأيناه في المناظرة من عجز بايدن عن المناقشة بقوة لدرجة أن حكم جيل أصبح موضع تساؤل. هل كانت تريد ولاية ثانية؟ هل كانت تتجاهل أي مخاوف بشأن صحة زوجها؟ تتساءل الكاتبة. كانت نانسي ريغان هي الحامية النهائية التي تبحث عن نجاح زوجها. كانت هي وآخرون يعرفون أنه كان متعثراً قبل إعادة انتخابه، لكن الولاية الثانية كانت مهمة للغاية بالنسبة لإرثه، بحيث لا يمكن التنازل عنها طواعية. واتخذ شعار «الصباح في أمريكا» موضوعاً لإعادة انتخابه، وفاز بـ 49 ولاية. كانت هناك هفوات لدى ريغان، حيث كان ينسى اسم مسؤول في مجلس الوزراء، ثم يمزح معه حول كيفية لقاء أشخاص جدد كل يوم. ألقى فريق ريغان النرد ونجح ريغان في تجاوز الأمر بشكل جيد بما فيه الكفاية، وحقق علاقة أكثر دفئاً مع الاتحاد السوفييتي آنذاك، مما ضمن إرثه.
يقول أحد أفراد جماعات الضغط الديمقراطية إن الفارق بين ريغان وبايدن هو أن «ريغان كان لديه ديفر ونانسي، وقوة وسائل الإعلام المرئية. ولم يبد سيئاً أبداً». رفع المساعد الأول مايك ديفر صور ريغان وحولها إلى شكل فني، وملأ شاشات التلفزيون بصور تغلبت على التعليقات السلبية للمراسلين والخبراء. تم تشخيص ريغان رسمياً بمرض الزهايمر بعد 8 سنوات من تركه الرئاسة.
كتب ابنه رون ريغان في كتابه عام 2011 عن مخاوفه من أن «شيئاً ما يتجاوز النضج» قد حدث لوالده بعد ثلاث سنوات من ولايته الأولى. إذا تعمقنا في التاريخ، فقد أصيب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة وودرو ويلسون (من الحزب الديمقراطي) بسكتة دماغية منهكة، وحمته زوجته إديث خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة من رئاسته. لقد عملت كبوابة له، حيث فحصت جميع الاتصالات وقررت ما ستطرحه على زوجها طريح الفراش. ووصفت دورها بأنه «وصاية». قلل الجمهوريون من شأن الترتيب ووصفوه بأنه «حكومة التنورة».
في الآونة الأخيرة، قد لا تمتلك ميلانيا الرغبة في فوز ترامب بفترة ثانية. ونأت إيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للرئيس السابق، بنفسها عن ترشحه الثالث للرئاسة، قائلة إنها تحبه ولكن حياتها اتخذت منعطفاً مختلفاً وتركز الآن على تربية أطفالها الثلاثة الصغار.
في الوقت الحالي، تضيف الكاتبة، تتفانى عائلة بايدن في إبقائه في السباق. وقد يفوز في هذا الصراع، مع وقوف كتلة الكونغرس ذات الأصول الإفريقية والأصول الإسبانية معه. كان من المقرر أن يتحدث السناتور مارك وارنر مساء الاثنين في نادي كوزموس، وهو مكان تجمع للنخبة في واشنطن. وقد ألغى كلمته بعد أن وصفه بايدن بأنه أحد المعارضين.
من المرجح أن يكون الإجماع مهمة مستحيلة، برأي الكاتبة. ما يقرب من 4000 مندوب هم مندوبو بايدن. وهم ليسوا من النخبة. رسالة بايدن الآن، أنه يترشح ضد نخب الحزب والمانحين الكبار. لم تنهر استطلاعات الرأي لصالحه. لا يزال السباق متقارباً، بل أكثر تقارباً.
ما حدث للتو في فرنسا مع هزيمة اليسار لتيار اليمين المتطرف يتحدى استطلاعات الرأي، مما جعل الرئيس ماكرون، حليف بايدن، أقل سوءاً. ولا شك أن النتائج غير المتوقعة تشجع البيت الأبيض، حيث يترشح بايدن ضد استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام - بقدر ما هو ضد ترامب - في محاولته للبقاء في السباق والاحتفاظ بمنصبه.