محمد بن راشد: سر نجاحنا خدمة الناس وتسهيل حياتهم والتواصل معهم
كيف يؤدي ذوبان الأنهار الجليدية لانهيار كنوز علمية ثمينة؟
قفز العالم أندريا فيشر من صخرة إلى صخرة فوق جدول متكون من نهر جامتال الجليدي في النمسا، وهو يتملكه الخوف من ضياع ما يسميه "البيانات العلمية الثمينة" دون رجعة مع ذوبان الجليد والثلج بشكل أسرع من أي وقت مضى.
ويقول عالم الجليد: "لم أكن أتخيل أنه سيذوب بشكل كبير مثل هذا الصيف... أرشيفنا من الأنهار الجليدية والصخور يذوب"، بحسب موقع سكاي نيوز.
إذ أمضى أندريا فيشر، الذي يشغل موقع نائب مدير معهد أبحاث الجبال متعدد التخصصات في الأكاديمية النمساوية للعلوم، أكثر من 20 عاما في مسح 5 أنهار جليدية في جبال الألب، عبر أعلى قمم النمسا بحثا عن أقدم مناطق الجليد.
وبالنسبة للعلماء الذين يتطلعون إلى إعادة بناء تصورات حول مناخ الأرض في الماضي البعيد، فإن مثل هذه التكوينات الجليدية هي كبسولة زمنية فريدة تمتد إلى آلاف السنين.
وتحتوي الأنهار الجليدية على كنز لا يُقدر بثمن من البيانات العلمية الثمينة، ومع نموها، كما يوضح فيشر، واستنادا إلى عمر هذه المواد والعمق الذي وجدت فيه، يمكن للعلماء استنتاج تاريخ نمو الجليد في الفترات الباردة، أو عندما تسببت الظروف الأكثر دفئا في ذوبانه. لكن واقع الحال اليوم يكشف عن ظاهرة ذوبان سريع للأنهار الجليدية، بما في ذلك النهر الموجود في وادي جامتال النائي والضيق في جبال الألب.
وخلال السنوات الـ 120 الماضية ارتفعت درجات الحرارة في أعلى جبال أوروبا بنحو درجتين مئويتين، وهو ما يقرب من ضعف المتوسط العالمي، وفقا للجنة الدولية لحماية جبال الألب (CIPRA).
ومنذ ذلك الحين، أصبح تأثر ما يقرب من 4000 نهر جليدي في جبال الألب واحدة من أقوى علامات الاحتباس الحراري.
يقول فيشر في حديث لمجلة الفيزياء الأميركية إن نهر جامتال الجليدي يفقد حوالي متر واحد (3 أقدام) من سطحه سنويا، لكنه فقد بالفعل أكثر من متر هذا العام، محذراً من أن ما لا يقل عن شهرين باقيين من الصيف، سيتعرض النهر الجليدي خلالهما بالكامل للشمس.
وبرأى فيشر فإن "هذا العام فظيع الحرارة مقارنة بمتوسط الستة آلاف عام الماضية، وإذا استمر هذا الحال، ففي غضون 5 سنوات، لن يكون نهر جامتال الجليدي بعد الآن".
وبحلول نهاية الصيف، يخشى فيشر من ذوبان حوالي 7 أمتار من العمق عن سطح الأرض، أو حوالي 300 عام من أرشيفات المناخ، ويقول: نحتاج إلى البيانات التي تحتفظ بها الأنهار الجليدية لفهم مناخ الماضي ولإنشاء نماذج لما ينتظرنا في المستقبل.
وقام فيشر وفريقه بالتنقيب في كل من نهر جامتال والأنهار الجليدية الأخرى المجاورة لاستخراج البيانات، وأخذ عينات من الجليد يصل عمقها إلى 14 مترا، ومع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد عدم استقرار الأنهار الجليدية، يضطرون إلى اتخاذ احتياطات أمان إضافية.
في جالتور، وهي أقرب قرية إلى جامتال ويبلغ عدد سكانها 870 شخصا يعتمدون في الغالب على السياحة، يرفع نادي جبال الألب لوحة "وداعا، النهر الجليدي".
جولة واحدة في الوادي الذي كان مليئا بالجليد في يوم من الأيام كفيلة بزيادة الوعي بآثار تغير المناخ، حيث انحسر الجليد، ووجد العلماء أنه في غضون 3 سنوات، انتشر حوالي 20 نوعا من النباتات، معظمها من الطحالب.
حزن بسبب التغير المناخ
ويشعر السكان المحليون الآخرون، بالحزن الشديد بسبب آثار التغير المناخي، أحد هؤلاء جوتليب لورينز، الذي كان جده الأكبر أول مدير لكابينة جامتال التي يبلغ ارتفاعها 2165 مترا والتي تم إنشاؤها كملاذ لمتسلقي الجبال.
ويقول الرجل البالغ من العمر 60 عاما بأسى وحزن: "ينزف قلبي عندما أفكر في مدى روعة وقوة النهر الجليدي وما هو عليه اليوم من كومة صغيرة بائسة".
ويقول عالم الجليد: "لم أكن أتخيل أنه سيذوب بشكل كبير مثل هذا الصيف... أرشيفنا من الأنهار الجليدية والصخور يذوب"، بحسب موقع سكاي نيوز.
إذ أمضى أندريا فيشر، الذي يشغل موقع نائب مدير معهد أبحاث الجبال متعدد التخصصات في الأكاديمية النمساوية للعلوم، أكثر من 20 عاما في مسح 5 أنهار جليدية في جبال الألب، عبر أعلى قمم النمسا بحثا عن أقدم مناطق الجليد.
وبالنسبة للعلماء الذين يتطلعون إلى إعادة بناء تصورات حول مناخ الأرض في الماضي البعيد، فإن مثل هذه التكوينات الجليدية هي كبسولة زمنية فريدة تمتد إلى آلاف السنين.
وتحتوي الأنهار الجليدية على كنز لا يُقدر بثمن من البيانات العلمية الثمينة، ومع نموها، كما يوضح فيشر، واستنادا إلى عمر هذه المواد والعمق الذي وجدت فيه، يمكن للعلماء استنتاج تاريخ نمو الجليد في الفترات الباردة، أو عندما تسببت الظروف الأكثر دفئا في ذوبانه. لكن واقع الحال اليوم يكشف عن ظاهرة ذوبان سريع للأنهار الجليدية، بما في ذلك النهر الموجود في وادي جامتال النائي والضيق في جبال الألب.
وخلال السنوات الـ 120 الماضية ارتفعت درجات الحرارة في أعلى جبال أوروبا بنحو درجتين مئويتين، وهو ما يقرب من ضعف المتوسط العالمي، وفقا للجنة الدولية لحماية جبال الألب (CIPRA).
ومنذ ذلك الحين، أصبح تأثر ما يقرب من 4000 نهر جليدي في جبال الألب واحدة من أقوى علامات الاحتباس الحراري.
يقول فيشر في حديث لمجلة الفيزياء الأميركية إن نهر جامتال الجليدي يفقد حوالي متر واحد (3 أقدام) من سطحه سنويا، لكنه فقد بالفعل أكثر من متر هذا العام، محذراً من أن ما لا يقل عن شهرين باقيين من الصيف، سيتعرض النهر الجليدي خلالهما بالكامل للشمس.
وبرأى فيشر فإن "هذا العام فظيع الحرارة مقارنة بمتوسط الستة آلاف عام الماضية، وإذا استمر هذا الحال، ففي غضون 5 سنوات، لن يكون نهر جامتال الجليدي بعد الآن".
وبحلول نهاية الصيف، يخشى فيشر من ذوبان حوالي 7 أمتار من العمق عن سطح الأرض، أو حوالي 300 عام من أرشيفات المناخ، ويقول: نحتاج إلى البيانات التي تحتفظ بها الأنهار الجليدية لفهم مناخ الماضي ولإنشاء نماذج لما ينتظرنا في المستقبل.
وقام فيشر وفريقه بالتنقيب في كل من نهر جامتال والأنهار الجليدية الأخرى المجاورة لاستخراج البيانات، وأخذ عينات من الجليد يصل عمقها إلى 14 مترا، ومع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد عدم استقرار الأنهار الجليدية، يضطرون إلى اتخاذ احتياطات أمان إضافية.
في جالتور، وهي أقرب قرية إلى جامتال ويبلغ عدد سكانها 870 شخصا يعتمدون في الغالب على السياحة، يرفع نادي جبال الألب لوحة "وداعا، النهر الجليدي".
جولة واحدة في الوادي الذي كان مليئا بالجليد في يوم من الأيام كفيلة بزيادة الوعي بآثار تغير المناخ، حيث انحسر الجليد، ووجد العلماء أنه في غضون 3 سنوات، انتشر حوالي 20 نوعا من النباتات، معظمها من الطحالب.
حزن بسبب التغير المناخ
ويشعر السكان المحليون الآخرون، بالحزن الشديد بسبب آثار التغير المناخي، أحد هؤلاء جوتليب لورينز، الذي كان جده الأكبر أول مدير لكابينة جامتال التي يبلغ ارتفاعها 2165 مترا والتي تم إنشاؤها كملاذ لمتسلقي الجبال.
ويقول الرجل البالغ من العمر 60 عاما بأسى وحزن: "ينزف قلبي عندما أفكر في مدى روعة وقوة النهر الجليدي وما هو عليه اليوم من كومة صغيرة بائسة".