كيف يخطط ترامب لتجاوز مرحلة «البطة العرجاء» في ولايته الثانية؟

كيف يخطط ترامب لتجاوز مرحلة «البطة العرجاء» في ولايته الثانية؟


تحاصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف من أن يعيش مرحلة “البطة العرجاء” خلال ولايته الحالية، وذلك بعد أن يبدأ تراجع نفوذه في نهاية فترته الحالية. 
وتتزامن هذه الفترة مع استعداد الحزب الجمهوري لإعداد ملفاته الخاصة بالرهان القادم على “المرشح الرئاسي” للولاية المقبلة، حتى لا يذهب المكتب البيضاوي للديمقراطيين.
ويقول خبراء في الشأن الأمريكي، إن مسار ترامب الانتخابي على المقعد الرئاسي سينتهي مع عهدته الثانية، ولن يكون هناك مجال لمن يطلقون دعوات داخل الحزب الجمهوري لترشحه لولاية ثالثة، وستتحول مواقفهم مع نهاية فترته، في صورة تعكس أوضاع السياسة الأمريكية.
ودللوا على ذلك بالمواقف الهجومية التي اتخذتها كامالا هاريس ضد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بعد أن كانت نائبته والمقربة منه.

نص الدستور
وينص التعديل الـ22 لدستور الولايات المتحدة الذي أقر في 1947 على أنّه “لا يجوز انتخاب أيّ شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين». 
وترامب الذي شغل ولاية أولى من 2017 ولغاية 2021 وبدأ ولايته الثانية في 20 كانون الثاني-يناير الفائت، يتحدث مؤخرا بصورة متزايدة عن دعوات يتلقاها من أنصاره للترشح لولاية ثالثة، دون أن يعلن رفضه لهذا الأمر.
وكان قد أعلن أنه “ليس مسموحا” له بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، وقل إن “هذا مؤسف”. وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى كوريا الجنوبية، إنّ “شعبيتي في أعلى مستوياتها بحسب استطلاعات الرأي، وكما تعلمون، بناء على ما قرأته، لا أعتقد أنه مسموح لي بالترشح، لذا سنرى ما سيحدث إنه لأمر مؤسف».

هيمنة ترامب
ويؤكد الخبير المختص في الشؤون السياسية الأمريكية نعمان أبو عيسى، أن الرئيس ترامب يهيمن على الحزب الجمهوري، وقد بدأ بعض أعضاء الحزب يتململون من أسلوب حكمه.
وقال: من المعروف في السياسة والانتخابات الأمريكية أن يخسر حزب الرئيس عددا من المقاعد في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلال ولايته، وسيكون ذلك متوقعا بعد عام من الآن مع التجديد النصفي للكونغرس، مما يجعل ترامب في وضع يعرف في الولايات المتحدة بـ”البطة العرجاء”، أي أن تبدأ مرحلة العد التنازلي لنهاية حكمه.
وأضاف أبو عيسى في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن هذا الوضع يهدد هيمنة ترامب على الحزب الجمهوري ومن ثم على السياسة الأمريكية، لهذا فإن أحد داعميه، ستيف بانون، طرح فكرة تولي ترامب الرئاسة لولاية ثالثة، حتى لا يتعرض لهذه المرحلة.
وأوضح أبو عيسى أن الرئيس ترامب كان يحب فكرة الترشح لولاية ثالثة لقطع الطريق على الأحاديث التي تصفه بأنه بات “بطة عرجاء”، ولإظهار أن عهده لم ينته بعد، وهو الأمر غير الجائز دستوريا.
وأكد: يشهد الحزب الجمهوري من الفترة الحالية مساعي أعضاء لتقدم الصفوف استعدادا لقيادة الحزب مستقبلا، لذلك قال ترامب مؤخرا، إن نائبه جي دي فانس ووزير خارجيته مارك روبيو هما المرشحان الوحيدان اللذان سيستمران في قيادة الحزب الجمهوري.
أما من الناحية الدستورية، فأكد أبو عيسى أن الدستور الأمريكي لا يسمح لأي رئيس بتولي الحكم لأكثر من ولايتين، وأن تعديل هذا الدستور أمر بالغ الصعوبة، نظرا لعدم توافر العدد الكافي من الأصوات في الكونغرس والولايات للمصادقة على مثل هذا التعديل.

 ما بعد ترامب
بدوره، يقول الباحث في الشؤون الأمريكية، ألداه يعقوب، إن مسار ترامب الانتخابي سينتهي مع عهدته الثانية التي شهدت الكثير من اللغط، وإنه لن يكون هناك مجال لمن يطلقون دعوات داخل الحزب الجمهوري لترشح ترامب لولاية ثالثة وأن مواقفهم ستتحول، مدللا على ذلك بما قامت به كامالا هاريس التي انقلبت على الرئيس السابق جو بايدن وأطلقت تصريحات عدائية أثناء توقيعها على مذكراتها مؤخرا مع انتهاء ولايته السابقة. 
ويرى يعقوب، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أنه من الواضح أن ما بعد الرئيس الحالي سيشهد صعود جي دي فانس إلى المشهد، مع بروز قيادات جديدة من الحزب الجمهوري إلى السطح، لتنتهي بذلك حقبة ترامب وما رافقها من زلازل سياسية وقرارات متقلبة في طبيعة العمل السياسي الأمريكي.
وأشار إلى أنه عندما تنتهي هذه الولاية، سيخرج ترامب من المشهد السياسي، حيث سيبدأ التدوين والكتابة عنه بوصفه شخصية استثنائية وغير تقليدية في مسار الحزب الجمهوري، وسيعامل وفق هذا النسق.وأكد يعقوب أن ترامب لن تكون له ولاية ثالثة بسبب الدستور الأمريكي، كما أن هناك أصواتا داخل الحزب الجمهوري معارضة وساخطة على الرئيس الحالي، قد لا تعلن موقفها حاليا، لكنها ستظهر مع نهاية ولايته لتنتقد الرجل وسياساته، وتدعو إلى القطيعة مع مساره داخل الحزب.وختم يعقوب بالقول إن ترامب، عند انتهاء ولايته، سيغادر المسار السياسي للحزب الجمهوري وتبتعد عنه الأضواء ولن يعود إلى عالم السياسة مرة أخرى.