رئيس الدولة يقدم واجب العزاء في وفاة علي مصبح الشامسي في العين
كيف يكون العالم بعد حرب بين أمريكا والصين؟
تستكشف مديرة مركز تحليل الاستراتيجية الأمريكية الكبرى والعالمة السياسية البارزة في مؤسسة راند الدكتورة ميراندا بريبه سيناريوهات حرب محتملة بين أمريكا والصين، وما يمكن توقعه في أعقاب حروب قوى عظمى.
و في حديث إلى مجلة “ذا دبلومات” ، استندت إلى أبحاث عن حروب سابقة وسيناريوهات مستقبلية لتخلص إلى النقاط الرئيسية الثلاث:
1- من المرجح أن تخطئ توقعات القادة زمن السلم بشأن الحروب المستقبلية، على الأقل في بعض العناصر الرئيسية. تاريخياً، غالباً ما كان صناع السياسات يضعون افتراضات غير صحيحة عن جوانب رئيسية لحرب مستقبلية مثل طول الحرب أو أطرافها أو بيئة ما بعد الحرب.
لذلك يجب أن يكون صناع القرار متواضعين بشأن القدرة على التنبؤ بمسار الحروب المستقبلية وتداعياتها.
2- من المرجح أن تكسب القوى العظمى التي لا تشارك بشكل مباشر في نزاع، عند المقارنة مع الأطراف التي تقاتل فيه.
3- لا يعني الانتصار في الحرب بالضرورة الفوز بالسلام الذي يعقبها. على سبيل المثال، قد يواجه الفائزون تحالفات أقوى بعد الحرب، وقد تؤدي ديناميات التحالف في زمن الحرب إلى تقويض تماسك التحالف بعد الحرب.
ماذا عن السيناريوهات المختلفة؟
شرحت بريبه كيف طور الباحثون عن قصد سيناريوهات انتهت بطرق مختلفة لاستكشاف تداعيات ما بعد الحرب. لذلك حاولوا تطوير سيناريوهات معقولة لحرب القوى العظمى، لكن ليس بالضرورة أن تكون الأكثر احتمالاً. على وجه التحديد، تمّ النظر في 3 طرق مختلفة يمكن أن تنتهي بها الحرب بين الولايات المتحدة والصين. في إحداها، تؤدي الحرب إلى نتيجة غير حاسمة، حيث لا يدعي أي من البلدين انتصاراً واضحاً.
في الثانية، تضم الصين تايوان بعدما سار كل شيء تقريباً في مصلحة بكين: كانت الصين قادرة على شن هجوم في الوقت الذي تختاره مع تحذير مسبق محدود، وكان أداء جيشها جيداً بدون هذا النوع من المشاكل اللوجستية وغيرها من المشاكل التي واجهتها روسيا في أوكرانيا. بالرغم من أن الصين ضمت تايوان في هذا السيناريو، يبقى أنها واجهت تكاليف باهظة في أعقاب ذلك. في السيناريو الخاص بالتقرير، أثار غزو الصين دولاً في شرق آسيا لتشكيل حلف شبيه بحلف شمال الأطلسي من أجل تحقيق التوازن ضد الصين ودفع اليابان وكوريا الجنوبية إلى متابعة برامج نووية، من دون معارضة أمريكية.
في سيناريو الانتصار الحاسم للولايات المتحدة واليابان، يتصاعد الصراع في بحر الصين الشرقي، عندما تتوسع أهداف الحرب الأمريكية لتشمل إضعاف القوة العسكرية للصين من أجل منع العدوان الإقليمي في المستقبل. تنجح الولايات المتحدة واليابان في الدفاع عن مطالبات اليابان البحرية، وتدمير أجزاء كبيرة من قدرات جيش التحرير الشعبي. مع ذلك، وكما هو الحال في السيناريو الآخر، يأتي النصر مقابل ثمن. تضفي روسيا والصين الطابع الرسمي على تحالف ما بعد الحرب، ويتكثف سباق التسلح بين الصين والولايات المتحدة. تنأى العديد من الدول في المنطقة بنفسها عن الولايات المتحدة، لأنها وسّعت الصراع بدون داعٍ، مما قلل عدد قواعد الولايات المتحدة.
أجابت بريبه بأن معدي التقرير وجدوا كيف فشل المخططون وواضعو السياسات تاريخياً، في كثير من الأحيان، في توقع الآثار المترتبة على التقنيات الجديدة. بالرغم من سلسلة الحروب في وسط أوروبا وشرق آسيا أواخر القرن التاسع عشر، أخفق القادة الأوروبيون مراراً وتكراراً في فهم أو أساؤوا تفسير الآثار العسكرية للسكك الحديدية والأنواع الجديدة من القوة النارية. وبالمثل، بالرغم من أن الصراعات السابقة قد شهدت استخدام حرب الخنادق، فشل القادة الأوروبيون خلال الحرب العالمية الأولى في توقع أن يجعل هذا الابتكار العمليات الهجومية والنصر السريع أمراً صعب التحقيق.
قد يساعد التعامل مع المستقبل البديل المخططين على التفكير في طرق مختلفة، يمكن أن تتكشف بها الحروب. يمكن أن يساعد هذا في الكشف عن التكاليف والمخاطر المحتملة للخيارات السياسية والعسكرية ومساعدة صناع السياسات على تحديد أي منها يستحق التنفيذ، إن تخيل هذه الاحتمالات قبل الحرب يمكن أن يمنح المخططين وقتاً لتطوير وتقييم الخيارات، التي قد تقلل من خطر التصعيد.
التواضع ميزة
إن حروب القوى العظمى بشكل عام مدمرة للغاية ولها آثار كبيرة على مجتمعات واقتصادات ما بعد الحرب.
تاريخياً، توسعت هذه الحروب في كثير من الأحيان لتشمل دولاً إضافية لم يتوقعها صناع السياسة في الأصل، كما حدث عندما دخلت الصين الحرب الكورية. غالباً ما تستمر هذه الحروب لفترة أطول، وتكون أكثر حدة مما يتوقعه صناع السياسة ولها عواقب غير متوقعة بعد الحرب. في العصر النووي، تنطوي حروب القوى العظمى أيضاً على خطر التصعيد النووي.
لذلك يجب على صناع القرار في الولايات المتحدة وحلفائها أن يكونوا متواضعين عند وضع توقعات حول الحروب المستقبلية، وأن يفكروا دائماً في احتمال أن تسير هذه الحروب بطرق مختلفة بشكل كبير عما يتوقعونه. يمكن أن يساعدهم هذا التواضع في تقييم المقايضات المحتملة لقرارات استخدام القوة بشكل أكثر دقة، وفق الكاتبة.