محمد بن زايد وسام موستين يؤكدان أهمية استقرار المنطقة وحل النزاعات في العالم بالحوار
الضغوط تتصاعد على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق
لقاء ترامب وزيلينسكي في روما يبدّل نبرة واشنطن
شارف وقوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب أوكرانيا على نهايته، إلا أن كثيرين رحّبوا بالتصريح الذي أدلى به السبت، عقب لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حين تساءل عن سبب استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصف أوكرانيا، بينما تحاول واشنطن التوسط في اتفاق سلام.
كتبت مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» في كييف، كيم باركر، أن ترامب نشر عبر منصة «تروث سوشيال» بعد لقائه زيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس «بوتين يجعلني أعتقد أنه لا يريد وقف الحرب، وأنه فقط يعمل على استغلالي».
مثّل ذلك اليوم انتصاراً معنوياً لزيلينسكي، في لحظة حرجة تخوض فيها أوكرانيا صراعاً صعباً مع الحرب، وتضغط الولايات المتحدة على كييف للقبول بخطة سلام تبدو بمثابة هدية لموسكو، إذ تُرغمها على التخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف الناتو، مع تقديم ضمانات أمنية غامضة، والاعتراف الأمريكي بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا.
ورغم أن أوكرانيا رفضت هذه الخطة، التي وصفتها إدارة ترامب بأنها «العرض الأخير»، إلا أن الأوكرانيين استشعروا بادرة أمل بأن ترامب قد لا يضغط عليهم للقبول باتفاق غير متوازن.
تحوّل تدريجي في الموقف
برز هذا التبدل أولاً عقب القصف الصاروخي الروسي المكثف على كييف الخميس، والذي أوقع 12 قتيلاً و90 جريحاً. حينها كتب ترامب على منصته منتقداً بوتين بشكل نادر «فلاديمير، توقف!».
وتعزز الأمل السبت بعد اجتماع قصير دام 15 دقيقة بين زيلينسكي وترامب في روما. وأظهرت الصور، التي وزعتها الحكومة الأوكرانية، الرجلين يجلسان وجهاً لوجه، في مشهد مغاير تماماً للقاء الفاشل الذي جمعهما في المكتب البيضاوي في فبراير (شباط)، حين غادر زيلينسكي البيت الأبيض فجأة مما أدى إلى تعليق مؤقت لكل المساعدات الأمريكية لكييف.
وصف مدير المركز الدولي للدراسات في أوديسا، فولوديمير دوبوفيك، اللقاء بـ»الاستثنائي»، مشيراً إلى أن حصول زيلينسكي على وقت منفرد مع ترامب كان إنجازاً مهماً.
ورغم اعتراف العديد من الأوكرانيين الذين التقتهم الصحيفة بأن ترامب قد يغيّر موقفه بسرعة، وجدوا عزاءً في وصف البيت الأبيض للمحادثات بأنها «نقاش مثمر للغاية».
تبدل في السياسة
تجاه موسكو
حتى لقاء روما، كانت إدارة ترامب تبدو أكثر ميلاً لموسكو، مع وضوح عدم إعجابه بزيلينسكي، لذا جاءت تصريحات ترامب بعد لقائهما بمثابة إثبات لما قاله الأوكرانيون طويلاً، أن بوتين ربما لا يقول الحقيقة.
تواجه كييف حالياً خطة سلام أمريكية، وردّت عليها بخطة مضادة تدعو إلى إرسال قوة حفظ سلام أوروبية مدعومة أمريكياً.
وفي منشور لاحق، تحدث زيلينسكي عن ضرورة التوصل إلى «وقف غير مشروط لإطلاق النار» و»سلام دائم يمنع نشوب حرب أخرى»، دون الإشارة المباشرة إلى ترامب.
ولطالما اعتبر ترامب أن أوكرانيا تخسر الحرب، وأنها تفتقد إلى أوراق الضغط اللازمة للحصول على اتفاق جيد مع روسيا، في تباين مع موقف غالبية قادة الغرب. ومع إعلان رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف استعادة السيطرة على كامل منطقة كورسك، التي كانت القوات الأوكرانية قد حررتها قبل ثمانية أشهر، تراجع موقف كييف على الأرض. فيما واصل المسؤولون الأوكرانيون نفي انسحاب قواتهم من كامل المنطقة. تتصاعد الضغوط على أوكرانيا للقبول باتفاق سلام، سواء من الداخل أو من إدارة ترامب. وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، في مقابلة مع «بي بي سي» بعد ساعات من القصف المكثف، إن الوقت قد يكون حان للتفكير في التنازل عن بعض الأراضي مقابل تحقيق السلام، ولو مؤقتاً.
وكان زيلينسكي نفسه قد لمح سابقاً إلى إمكانية التنازل عن بعض المناطق، مع السعي لاستعادتها لاحقاً بالوسائل الدبلوماسية، إذا حصلت بلاده على ضمانات أمنية قوية مثل عضوية الناتو.