لماذا لا يثني تفوّق ترامب الشعبي منافسيه الجمهوريين عن الترشح؟

لماذا لا يثني تفوّق ترامب الشعبي منافسيه الجمهوريين عن الترشح؟

يلاحظ الكاتب في شبكة “بلومبرغ” جوناثان بيرنستين إشارة استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب هو المرشح الجمهوري المفضل بشكل كاسح ليحصد تشريح حزبه الرسمي لانتخابات 2024، بينما يمثل حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بديلاً واضحاً. لكنه يضيف أن الأنباء الآتية من ساوث كارولاينا الأسبوع الماضي تقترح أن الجمهوريين ليسوا مقتنعين فعلاً بما تقترحه الاستطلاعات.
أعلن السناتور تيم سكوت يوم الأربعاء أنه “يبحث” رسمياً الترشح إلى الانتخابات الرئاسية. بعبارة عملية، يعني هذا أن الحملة التي بدأها سكوت منذ بعض الوقت تصبح أكثر رسمية بقليل.
 
ما جدية حظوظه؟
يذكر بيرنستين أنه حين سئل سكوت عما إذا كان سيدعم دونالد ترامب لو فاز الأخير بالترشيح أجاب ببساطة: “أخطط كي أكون المرشح”. في الظاهر، لا تبدو فرص سكوت رائعة؛ هو يترشح مع نسبة 1 في المئة من الأصوات على المستوى الوطني وفق استطلاعات الرأي التي تهتم بإيراد اسمه. ولفت استطلاع لناخبين جمهوريين محتملين في ساوث كارولاينا إلى أنه يتخلف عن الحاكمة السابقة للولاية نيكي هالي وديسانتيس بـ7 في المئة وهما بدورهما يتخلفان عن ترامب بنحو 20 نقطة مئوية. لقد كان ترامب يكسب بشكل تدريجي على مستوى الاستطلاع الوطني وهو يحصل الآن على نحو نصف الأصوات الجمهورية في عمليات المسح المبكرة. ومع ذلك، يقفز سكوت إلى السابق.
ينضم سكوت إلى ثلاثة مرشحين رسميين ممن لديهم أوراق اعتماد تقليدية وهم ترامب وهالي والحاكم السابق لولاية أركنساس أيسا هاتشنسون إلى جانب أكثر من ستة منافسين مرجحين مثل ديسانتيس ونائب الرئيس السابق مايك بنس اللذين من المتوقع أن يعلنا حملتيهما قريباً. مضيّ جميع هؤلاء المرشحين قدماً يشير إلى أن التنافس لم يحسم، مما يعني أنهم يسمعون تلك الرسالة من أشخاص نشطين في الحزب الجمهوري. إن السياسيين التقليديين مثل سكوت وهالي يهتمون بسمعتهم وسيكونون مترددين في الدفع بحملتهم الانتخابية قدماً لو كانت الأدلة تشير بقوة إلى مرشح واحد. بالفعل، إن مكانة الجمهوريين الذين يتحدون ترامب هي علامة قوية إلى أن الحزب لا يرى ترامب، بل حتى تذكرة ترامب-ديسانتيس، على أنهما مرشحان ذوا حظوظ ساحقة. كتب بيرنستين أن الأدلة الصلبة الموجودة تقول الأمر نفسه. لدى ترامب دعم حزبي أقوى بكثير مما كان عليه سنة 2016 لكن هذا الدعم لا يقترب من ذاك الذي حصلت عليه وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في تلك السنة أو نائب الرئيس الأسبق آل غور سنة 2000. إلى الآن، إن لائحة المسؤولين الحاليين المنتخبين الذين يدعمون ترامب تشمل حاكمَين وستة سيناتورات وواحداً وأربعين نائباً. ليس هذا سيئاً. لكنه يشبه التأييد المبكر الذي حققه الرئيس الحالي جو بايدن في سباق 2020 أكثر من كونه عرضاً للقوة مثيراً للإعجاب يطلقه مرشح تمتع بأوراق اعتماد هي، نظرياً، أقوى من أوراق أي مرشح في أكثر من 100 عام.
 
فكرة تقنع سكوت
أوضح الكاتب أن ترامب لم يتمتع بأي دعم حزبي في 2016 وانتصر في جميع الأحوال، ولو بفارق ضئيل. تتوفر كل الاحتمالات كي يفوز هذه المرة بسهولة أكبر، بالنظر إلى وجود مقاومة أقل بكثير مما كانت عليه في ذلك الوقت، حين اتُهم بأنه غير محافظ ومفتقر للخبرة السياسية وهما اتهامان لم يعودا مهمين حالياً. أما نقاط ضعفه الآن كتسميمه الانتخابات ومحاولته تغيير نتائج 2020 فتأثيرها على الانتخابات التمهيدية غير معروف بعد.
لكن في الوقت نفسه، بالنسبة إلى رئيس سابق ومرشح مرتين، إن المعارضة التي يواجهها من البعض داخل الحزب الجمهوري هي مقنعة بما يكفي لسكوت وآخرين كي يفكروا بأن إسقاطه هو خيار ممكن. أما بالنسبة إلى ديسانتيس، فمناصرته من قبل نحو ثمانية نواب لن تخيف أحداً. إن تفوق ترامب الشعبي في الاستطلاعات هو رصيد جيد، لكن من المبكر جداً معرفة عدد الذين سيصوتون له من بين الذين يقولون إنهم يدعمونه، بمجرد أن يعرفوا شيئاً عن البدائل. وهذا قبل رؤية كيف ستتبلور مشاكل ترامب القانونية. إلى الآن، ارتفعت شعبيته قليلاً في الاستطلاعات بعد صدور أنباء اتهامه في نيويورك، لكن من المؤكد أنه سيكون هناك المزيد من الأنباء، وبشكل مرجح جداً، المزيد من الاتهامات.
 
هل تكفي الموهبة؟
لدى سكوت الكثير من العمل لينجزه حتى إذا تلاشى ترشيح ترامب وفشل ديسانتيس في البناء على نجاحاته المبكرة. إلى الآن، أظهر سكوت موهبة في الالتزام بالتيار السائد في الحزب من دون إغضاب أي أحد. قد يولّد ذلك تناقضاً جذاباً مع مرشحين آخرين لكنه قد يتركه ذلك من دون فرصة ليتغلب على منافسيه. هل من المرجح أن يصبح سكوت مرشح الحزب الجمهوري؟
يجيب بيرنستاين بالنفي. لكن ما يسمعه سكوت يجب أن يفترض أن ترامب ليس أمراً  أكيداً وأن ديسانتيس ليس خياراً ثانياً محبوباً. هذا وضعٌ بإمكان سكوت، أو أي مرشحين آخرين من ذوي الحظوظ الضئيلة، أن يستفيدوا منه.