لوبوان: ماذا يُخفي عبدالمجيد تبّون وراء «اليد الممدودة«؟
بعد السبات الطويل الذي أعقب الانتخابات التشريعية المبكرة بالجزائر في يونيو (حزيران) 2021، تشغل مبادرة الرئيس الجزائري المشهد السياسي في البلاد، في إشارة إلى “الرسالة الغريبة” التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية يوم 3 مايو (أيار) الجاري.
وبعنوان “عبد المجيد تبّون، رئيس جامع للشمل” ، قالت الرسالة إن “عبد المجيد تبّون، هو رئيس لطالما اهتم بالنقاش السائد في المجتمع، ويده ممدودة للجميع بشكل دائم، باستثناء الذين أداروا ظهورهم لوطنهم. كما أنه ليس من دعاة التفرقةـ ويجب أن يعلم الذين لم ينخرطوا في المسعى، أو الذين يشعرون بالتهميش، أن الجزائر الجديدة تفتح لهم ذراعيها لفتح صفحة جديدة».
ورأت مجلة “لوبوان” الفرنسية أن استخدام تعبير “اليد الممدودة” ليس جديداً على الجهاز الخطابي الرئاسي في الجزائر.
ففي خطابه الافتتاحي بعد انتخابه في ديسمبر (كانون الأول) 2019، استخدم تبّون هذا التعبير عند مخاطبته الحراك الشعبي، الذي بدأ في فبراير (شباط) 2019 ضد ولاية رئاسية خامسة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، واستمر الحراك في مظاهراته بعد سقوط الرئيس السابق، وعارض الانتخابات الرئاسية وشخص تبون.
وفَسر مراقبون “اليد الممدودة” التي أطلقت في جو من الشلل السياسي، بتعبير عن مبادرة سياسية جديدة تجاه المعارضة بأكملها، قانونية أم لا، في الجزائر أو في الخارج.
وتفاوتت التكهنات، خاصةً بعدما كررت الشخصية الثانية في الدولة رئيس مجلس الأمة، صلاح قوجيل، في 5 مايو (أيار) الجاري، أن “يد الرئيس تبون ممدودة بشكل دائم إلى الجميع».
وأوضحت “لوبوان” أن الأحزاب الحكومية كانت أول من تفاعل مع هذه “اليد الممدودة”، وهي أحزاب كانت تؤيد بوتفليقة مثل جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وتجمع أمل الجزائر.
ومن المعارضة، اعتبرت رئيسة الاتحاد من أجل التغيير والتقدم، زبيدة عسول أن “اليد الممدودة كما أعلن رئيس الدولة يجب أن تجد ترجمتها الفعالة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي”، في إشارة إلى الموقوفين بعد الحراك، وأو بسبب منشوراتهم على الشبكات الاجتماعية.
وبالنسبة لهذه المحامية وحزبها الذي يتعرض لضغط إداري وقضائي من السلطات، فإن مثل هذه المبادرة لن تجد معناها إلا بـ “فتح المجالات السياسية والنقابية والإعلامية المنصوص عليها في القانون الأساسي للبلاد».
وأشارت “لوبوان” إلى أن مصادر أخرى، خاصة وسائل إعلام دولية بالعربية، أكدت أن مبادرة تبون تستهدف المنشقين والمعارضين الآخرين في المنفى، ما يعرض نوعاً من اتفاق “جنتلمان” أوقفوا الهجمات الإعلامية ضد النظام، للاستفادة من جواز مرور والعودة إلى البلاد.
وتنقل المجلة عن مصدر وصفته بالمطلع “لا أرى كيف يمكن للكيانات واللذين يصفهم القانون الجزائري بإرهابيين أن يستفيدوا من شيء».
وفي المقابل، يدرج فريق آخر “اليد الممدودة” في إطار مناسبة التوحيد الكبرى للاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال”لإطلاق سراح العشرات من معتقلي الرأي”. وتؤكد المصادر نفسها أن “القضاة بصدد إعادة تصنيف التهم الموجهة إلى بعض النشطاء للسماح بالإفراج السريع عنهم».
واعتبرت “لوبوان” أن سلسلة “المشاورات” التي افتتحت هذا الإثنين بين الرئيس تبون وقادة الأحزاب الممثلة في البرلمان، قد تعطي مضموناً آخر للمبادرة الشهيرة.
وتنقل المجلة عن قيادي حزبي: “في مواجهة الجمود على جميع مستويات الحوكمة والتحديات الإقليمية والداخلية، خاصةً الاقتصادية مع ارتفاع التضخم، يريد الرئيس تخفيف الخناق من حوله لإطلاق تغييرات، بدءاً بتعديل حكومي عميق».