مئات المرتزقة الأوروبيين ينهارون أمام متمردي «إم 23».. ما علاقتهم بفرنسا؟
انهار صمود مئات المرتزقة الأوروبيين، الذين جندتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية للدفاع عن مدينة غوما شرقي البلاد، أمام حركة «إم 23» المدعومة من رواندا، وفق تقرير نشرته مجلة «لوبوان» الفرنسية.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المعارك التي دارت في غوما -إحدى أكبر مدن شرقي البلاد الغنية بالمعادن- بين يومي الأحد والخميس الماضيين بين الجيش الكونغولي ومقاتلي «إم 23»، خلفت 700 قتيل على الأقل، و2800 جريح.
وتقدمت الحركة المتمردة جنوبًا باتجاه مدينة «كافومو» التي تحوي مطارًا عسكريًّا استراتيجيًّا، وأنشأت فيها القوات المسلحة الكونغولية خط دفاعها الرئيس على بعد 40 كيلومترًا إلى الشمال من «بوكافو» عاصمة إقليم «جنوب كيفو».
هزيمة حلفاء الجيش
ويسلط التقدم السريع الذي حققه متمردو حركة «إم 23»، بدعم من رواندا، في إقليم شمال كيفو الكونغولي الضوء على هزيمة حلفاء الجيش الكونغولي العاجز عن الدفاع عن أراضيه، وعلى وجه الخصوص مئات المرتزقة الأوروبيين.
وفي قلب المعارك، عبر عشرات الجنود الرومانيين التابعين لشركة عسكرية خاصة تعمل في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الحدود مع رواندا لتسليم أنفسهم للسلطات في ذلك البلد.
وغادرت مجموعة كبيرة من الرجال، بملابس مدنية أو عسكرية، محاطة بجنود روانديين، جمهورية الكونغو الديمقراطية سيرًا على الأقدام عبر معبر جيسيني الحدودي.
وذكرت كيغالي أن 288 مواطنًا رومانيًّا تقدموا إلى المعبر الحدودي.
وقال زعيمهم قسطنطين تيموفتي للتلفزيون العام الروماني «لقد استسلم الجيش الوطني الكونغولي للقتال واضطررنا إلى التراجع».
الارتباط بفرنسا
وكشفت مجلة «لوبوان» الفرنسية، انتماء أفراد هذا الجيش الصغير، الذي أرسل قبل عامين إلى شمال كيفو، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى شركتين عسكريتين خاصتين، هما «رالف» و»أجيميرا»، المرتبطتين بشكل غير مباشر بفرنسا. أما الجزء الأكبر من القوات -800 أو 900 رجل- يعمل بموجب عقد مع رالف، وهي جمعية من الأعضاء السابقين في الفيلق الأجنبي الفرنسي، بقيادة الفرنسي الروماني هوراتيو بوترا. وفي نوفمبر 2022، وقّع رالف اتفاقيات مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتم تجنيد المئات من ضباط الجيش والشرطة السابقين من رومانيا، والمهندسين والميكانيكيين في بيلاروسيا وبلغاريا.
بينما بقية القوات المساعدة الأجنبية، التي بلغ عددها نحو عشرين شخصًا، فكانت تعمل لدى شركة «أجيميرا»، وهي شركة مسجلة في بلغاريا، لكن أسسها الفرنسي أوليفييه بازين حسب المجلة، الذي كان متورطًا في عدة شبكات في فرنسا وأفريقيا لأكثر من ثلاثين عامًا، بصفته تاجرًا في المواد الخام وله نفوذ على الزعماء الأفارقة.
اعتراف بالعمالة
لصالح فرنسا
وأضافت المجلة الفرنسية أنه في عام 2013، في أثناء المحاكمة في قضية نادي القمار الباريسي التي تمت تبرئته فيها، اعترف أمام القضاة بأنه «كان عميلًا غير رسمي للمخابرات في دارفور لصالح وزارة الخارجية الفرنسية، وأنه كان يدير كازينو أيضًا».
بعد انتهاء مهمته في مالي، وقع بازين، في عام 2022 أيضًا، عقدًا مع كينشاسا لتجديد الأسطول الجوي الكونغولي، وطائرتين روسيتين من طراز سوخوي وثلاث طائرات هليكوبتر، بالإضافة إلى بعض مدارج المطارات، ولكن بشكل خاص لتقديم المشورة لهيئة الأركان العامة.
لكن رسميًّا، لا توجد أي صلة بين أجيميرا ورالف، حتى لو كان كل شيء يشير إلى أن الهيكلين كانا يتصرفان بتنسيق تام، ومندمجين في الجيش الكونغولي. على الورق، قدم الرئيس تشيسكيدي وصول هؤلاء المرتزقة الأوروبيين إلى غوما إلى السفارات الأجنبية وبعثة الأمم المتحدة في الكونغو (مينوسكو) باعتبارهم كتيبة من «المدرِّبين» المسؤولين عن القوات المسلحة لجمهورية الكونغو في الدفاع عن غوما.
ومع ذلك، بعد بضعة أشهر، وجد الجنود الرومانيون السابقون أنفسهم على خط المواجهة في القتال ضد حركة «إم 23» التي كانت تتقدم.