رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد
أنقرة سحبت سفناً عسكرية شرق المتوسط بعد تحذير أثينا
ماذا سيحدث لو نشبت حرب بين تركيا واليونان؟
قالت وكالة ”بلومبرغ“ الأمريكية في تحليل إخباري إن منطقة البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تشتعل في حال نشوب حرب بين تركيا واليونان بعد تصاعد التوتر بين البلدين بشكل غير مسبوق بسبب أعمال التنقيب عن النفط والغاز التي تقوم بها السفن التركية في البحر.
وتوقعت الوكالة أن تتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف منع اندلاع مواجهة شاملة، فيما ستتفادى روسيا التدخل، مشيرة إلى أن أي جهود وساطة أوروبية ستواجه عقبة رئيسية نتيجة تصاعد التوتر في العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولفتت في تقرير لها، إلى أن تركيا وجارتها اليونان – وهما عضوان في حلف شمال الاطلسي ”الناتو“ – أوشكتا على دخول مواجهة عسكرية شاملة عام 1996 نتيجة النزاع بشأن جزيرتين صغيرتين غير مأهولتين ولا يسكنهما سوى الماعز.
وقالت الوكالة: ”بوجود الأسطول العسكري التركي برفقة السفينة التي تقوم بالتنقيب قرب جزيرة يونانية ووجود سفن حربية يونانية على بعد أميال قليلة، فإن الموقف ينذر بالخطر ولا يمكن أن يتم التنبؤ به، وأي مواجهة في تلك المنطقة يمكن أن تشعل حربا من شأنها أن تزيد حدة التوتر في منطقة شرق المتوسط بشكل كبير وتؤدي إلى زيادة تعقيد الموقف الجيوسياسي في تلك المنطقة، وقد تتسبب في تورط دول أخرى بما فيها أمريكا وأوروبا“.
وبالنسبة لتاريخ النزاع أوضح التقرير أنه يعود لقرون طويلة نتيجة الصراعات التاريخية وتلك التي تتعلق بالنفط والغاز في بحر إيجة والمتوسط، خاصة بعد حكم الإمبراطورية العثمانية لليونان واندلاع الثورة اليونانية من أجل الاستقلال عام 1821 ثم الثورة التركية عام 1923 التي أدت إلى تأسيس الجمهورية التركية، مشيرا إلى أن آخر حرب بين الجانبين كانت في قبرص عندما غزت القوات التركية الجزيرة عام 1974.
ولفت التقرير إلى تصاعد حرب الكلمات بين تركيا واليونان في الفترة الأخيرة بسبب قضايا الهجرة وقرار أردوغان تحويل متحف ”آيا صوفيا“ في إسطنبول إلى مسجد.
وأشار إلى أنه بعد اكتشاف كميات ضخمة من النفط والغاز مقابل سواحل قبرص في الفترة الأخيرة واحتمال وجود احتياطات أكبر في تلك المنطقة، فإنه من المتوقع تصاعد النزاع، خاصة بعد توقيع تركيا اتفاقية مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا قبل نهاية العام الماضي تتيح لها القيام بأعمال التنقيب في منطقة بحرية تقول اليونان إنها تتبع لها.
واعتبرت الوكالة في تقريرها أن منطقة شرق البحر المتوسط بأسرها معرضة للخطر بسبب النزاع التركي-اليوناني، لافتة إلى أن أنقرة تصر على أنه يجب قياس منطقة التنقيب من أراضيها، ما يعني أن المنطقة جنوب الجزيرة اليونانية الواقعة على بعد أميال قليلة من السواحل الجنوبية لتركيا تتبع لها، فيما تصر أثينا على أن تلك المنطقة يجب أن تحدد وفقا للجرف القاري الممتد مقابل سواحل الجزر اليونانية ووفقا لقرارات الأمم المتحدة رغم قربها من تركيا، وهي قرارات لم توقعها أنقرة بحسب الوكالة.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تدخلت عام 1996 لمنع حرب بين البلدين بشأن جزيرتين صغيرتين، وهما ”إيميا“ في اليونان و ”كارداك“ في تركيا.
وتابعت بلومبيرغ: ”الآن يمكن للاتحاد الأوروبي التدخل لمنع نشوب مواجهة عسكرية، خاصة أنه يتمتع ببعض النفوذ لدى البلدين، إذ إن تركيا تسعى للانضمام للاتحاد“.
وختمت قائلة: ”لكن المشكلة هي أن العلاقات الأوروبية – التركية شهدت توترا وضعفا في السنوات الماضية، ما سيعيق قدرة الاتحاد في التأثير على صناع القرار في أنقرة، وبالنسبة لروسيا التي تسعى إلى زيادة نفوذها في البحر المتوسط فهي عادة تبقى بعيدة عن المشاكل عندما تبدأ تركيا واليونان بتبادل الاتهمات والاستعداد للقتال“.
وبعد رد فعل قوي من الجانب اليوناني، قالت صحيفة “غريك سيتي تايمز» Greek city times إن تركيا قامت بسحب سفنها الحربية، التي نشرتها في البحر المتوسط، تأهباً لعمليات التنقيب عن الغاز.
كما سارعت أنقرة لحذف تغريدة دعائية نشرتها السفارة التركية في الولايات المتحدة، والتي ادعت أن سفينة الحفر OruC Reis بدأت عمليات التنقيب بالفعل.
وكانت أنقرة قالت في وقت سابق إنها ستجري “مسحاً سيزمياً”، أي تقنية بحث في أعماق البحار، قرب جزيرة يونانية شرق المتوسط.
وكان وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، قال الثلاثاء الماضي، إن سلوك تركيا “غير القانوني” في شرق البحر المتوسط يهدد تماسك حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلاقات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي.
وتوجد منذ وقت طويل توترات بين اليونان وتركيا بشأن عدد من القضايا، من المجال الجوي لكل منهما والحدود البحرية إلى قبرص المقسمة.
وزادت حدة التوتر بسبب محاولات تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة قبرص، الحليف الوثيق لليونان.
وكانت اليونان قد طلبت مؤخراً خلال اجتماعين أوروبيين رفيعي المستوى بفرض عقوبات على تركيا، بينما دعت قبرص لرد أوروبي موحد على أنقرة.
وقال رئيس الحكومة اليونانية، كيرياكيس ميتسوتاكيس، في مداخلة مقتضبة حول التوتر في شرق المتوسط خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي المخصصة لخطة الانعاش الأسبوع الماضي: “لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت على انتهاك تركيا سيادة دولتين عضوين في الاتحاد”، في إشارة لليونان وقبرص.