الاتحاد الأوروبي:

مارين لوبان رئيسة، هلع وجودي في بروكسل ...!

مارين لوبان رئيسة، هلع وجودي في بروكسل ...!

-- فوز مارين لوبان في 24 أبريل سيغير الوضع في أوروبا بشكل جذري

دخول مارين لوبان قصر الإليزيه احتمال يسعد المجر، لكنه يرعب المؤسسات الأوروبية. مسؤول من لوكسمبورغ يصوغ بصوت عالٍ ما يعتقده كثير من الأوروبيين بصوت هامس. عند وصوله إلى اجتماع السبعة والعشرين غداة الجولة الأولى، عبّر وزير خارجية أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي عن شعوره بالقلق: "آمل ألا تكون مارين لوبان رئيسة لفرنسا، فسيكون ذلك بمثابة قطيعة لأوروبا كمشروع سلام وقيم. ومن شأن هذا أن يضعنا بالكامل على مسار مختلف... يجب على الفرنسيين منع ذلك!".

تتناقض صراحة الاشتراكي جان أسيلبورن، مع الحذر الرسمي للمفوضية الأوروبية أو المجلس، اللذان لا ينحازان علانية لأي طرف في أي انتخابات وطنية. وهذا لا يمنع أن تتجه جميع الأنظار نحو فرنسا خاصة أنه في الأوساط الأوروبية، لم يتلاشى نجم إيمانويل ماكرون بعد.
   "فرنسا قوة دافعة، آمل أن تظل كذلك"، مررت فيرا جوروفا، نائبة رئيس اللجنة المسؤولة عن القيم. وهنا، ربما أكثر من أي مكان آخر، يصعب تصوّر فوز مرشحة حزب التجمع الوطني. "البعض لا يعتقدون في ذلك حقًا ويرون أن الفرنسيين سيكونون عقلانيين في النهاية، بينما يشعر آخرون بالقلق حقًا لأنهم يخشون ضعفًا راديكاليا في أسوأ لحظة".

النموذج المجري كارثة بالنسبة للاتحاد الأوروبي
   منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، قدم الأوروبيون جبهة موحدة -حتى أن المجر التي تحب روسيا تبنت العقوبات. لكن مع وجود مارين لوبان في السلطة، سيكون لرئيس وزرائها، فيكتور أوربان حليف قوي، "ستكون فرصة لخلق ديناميكية من شأنها أن تعزز القوى القومية، فكرة أوروبا على أساس الاحترام المتبادل للسيادة وليس على أساس الابتزاز الأيديولوجي لبيروقراطية بروكسل"، يوضح بالاش هيدفيغي، عضو البرلمان المجري عن حزب فيدس المجري. في المقابل، يقول زميله من الخضر البلجيكي فيليب لامبرتس مرتعبا "مع فيكتور أوربان، يمكننا النجاح في إدارة الامور، لكننا لن ننجح مع القوة الاقتصادية الأوروبية الثانية".

   مراجعة أسبقية القانون الأوروبي عن طريق الاستفتاء، التوترات حول سيادة القانون: تصريحات مارين لوبان تجعل من الممكن توقع استنساخ مقاومة على غرار تلك التي في بودابست أو وارسو. وتتابع اجهزة المفوضية الاوروبية حملتها عن كثب: خطر التعرض للتمييز، والاعتداءات المحتملة على حق اللجوء، واستقلال العدالة أو حرية الصحافة ... ولم يمر قرارها رفض حضور بعض الصحفيين مؤتمراتها الصحفية مرور الكرام. تقول فيرا جوروفا: "يجب ألا تكون لدينا أوهام بشأن النوايا الحقيقية، يجب ألا نقلل من المخاطر المرتبطة بالخطط التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للاتحاد".

   مصدر قلق كبير آخر، يتمثّل في العواقب على الاقتصاد الأوروبي. "في فرنسا، ستكون الضحية الأولى لانتصار مارين لوبان هي المقدرة الشرائية"، يقول مصدر من بروكسل، مشيرًا إلى الارتفاع المحتمل في أسعار الفائدة على الديون والمخاطر النظامية على اليورو. "انتخابها سيثير ردود فعل سلبية للغاية في الأسواق، يضيف رئيس الوزراء الإيطالي السابق إنريكو ليتا، رئيس معهد جاك ديلور. سيتعين على أوروبا بعد ذلك الرد، ولا أعرف ما إذا كانت ستتمكن من ذلك."

التحالفات الأوروبية الصعبة لـ التجمع الوطني
   في بروكسل قرأ البعض برنامج المترشحة. إن الوعد بخفض مساهمة فرنسا في ميزانية المجموعة بمقدار 5 مليارات دولار، دون الإشارة إلى خفض الإعانات التي تحصل عليها في المقابل، يثير بعض الدهشة. "إنها تريد 'تحالف الأمم، ولكن ما هو الاتحاد الأوروبي، إن لم يكن تحالف أمم؟، يسخر أحد المحاورين، إذا أرادت تفكيك جزء مع الاحتفاظ بما يناسبها، فسيتعين عليها ان تدخل في النظام والبدء في التفاوض."
   يحاول البعض طمأنة أنفسهم بالإشارة إلى أن حزبها التجمع الوطني، لم ينجح حتى الآن في تأسيس كتلة في البرلمان الأوروبي مع البولنديين من حزب القانون والعدالة ومجريي فيدس. "حظا سعيدا مع رئيس الوزراء البولندي بشأن روسيا!"، يغمز دبلوماسي.

   ولأن بروكسل هي قبل كل شيء منصة كبيرة للتفاوض: لتغيير الأشياء، إما أن تغادر مثل البريطانيين، أو عليك إقناع 26 دولة أخرى. ومع ذلك، فقد استبعدت مارين لوبان الفريكسيت. "لن نرحل بين عشية وضحاها من النهار إلى الليل، يتوقع مصدر أوروبي رفيع المستوى. ولكن، في كل الاحوال، لن يدير أحد ظهره لها. إذا اعترف نظراؤها في المجلس الأوروبي بشرعيتها، فإن الخطر هو الشلل أو رؤيتها تمارس، مع قادة آخرين، تأثيرا حقيقيا على التسويات والحلول الوسط الأوروبية".