محمد بن راشد: مجتمعنا المتماسك عنوان قوتنا ونجاح تجربتنا ورصيد الإمارات الأثمن في حاضرها ومستقبلها
متى يجب أن ترد موسكو على العقوبات الغربية؟
عن الرد الروسي المفترض على العقوبات الغربية، تحدث المحلل البارز في رابطة المتخصصين في العمليات المعلوماتية قسطنطين ستريغونوف، لصحيفة " أرغومينتي إي فاكتي" الروسية عن أسباب تأخر روسيا على قطع خطوات نشطة على جبهة العقوبات، وناقش الخطوات التي على روسيا والصين القيام بها في مواجهة أمريكا قبل فوات الأوان.
وقال ستريغونوف إن الضربة الاقتصادية لروسيا تسعى في المقام الأول إلى هدف سياسي، ألا وهو خلق ظروف لا تطاق للسكان، وخلق أزمة داخلية متزامنة مع الضغط الخارجي.
وأوضح أن الغرب مجتمعاً يحاول منع روسيا من سداد ديونها لدفعها إلى إعلان إفلاسها على الرغم من أن موسكو قادرة على تسديد هذه الديون.
ولكنه، في الوقت نفسه، أكد أن تأثير العقوبات المفروضة على روسيا لن يكون فورياً، وأن الغرب يواجه مهمة مزامنة نتائجها مع التدهور المحتمل للوضع الاقتصادي المحلي في روسيا، ما يفسّر كل الجهود الغربية المبذولة لتأخير العملية الخاصة التي تنفذها روسيا في أوكرانيا قدر الإمكان.
التخلف عن سداد الديون
وأشار إلى أن "أفغنة" أوكرانيا أمر مرغوب فيه للغاية في الغرب، لأنه وفقًا لخططه في المستقبل، يجب أن تتلاقى الزيادة الحادة في الضغط على الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات التي بدأت العمل بكامل قوتها، مع استنفاد موارد موسكو نتيجة الأعمال العسكرية المطولة والنفقات لإعادة البنية التحتية المدمرة، والحفاظ على الحياة الطبيعية في أوكرانيا.
ومن وجهة النظر الغربية، فإن مثل هذا التأثير التراكمي سيجلب لروسيا أكبر ضرر.
ولمواجهة الخطة الغربية، قال ستريغونوف إنه على روسيا، إن لم يكن تجنب التخلف عن السداد، تجاوزه بأقل تكلفة على الأقل، ودخول أسواق أخرى، واستخدام أنظمة أخرى للمدفوعات الدولية والتحول إلى التسويات مع الشركاء بالعملات الوطنية.
تنويع الاقتصاد
وأضاف أنه لتطوير السوق المحلي بشكل فعال، وإتقان التقنيات اللازمة، وتوسيع الطلب على منتجاتها، حان الوقت لروسيا للتوقف عن استبدال الواردات، وتنويع الاقتصاد بتقليل قطاع المواد الخام في الميزانية.
وأبدى ستريغونوف تفهمه لعدم فرض روسيا عقوبات مضادة يمكن أن تكون مؤلمة للغاية للغرب، موضحاً أن موسكو مرتهنة بشدة للإمدادات من الخارج والأسواق الغربية.
ولذلك قال: "علينا أولاً حماية أنفسنا من إجراءات الدول الغربية غير الودية، وإعادة توجيه أنفسنا إلى أسواق مبيعات أخرى، ومن الضروري إعادة هيكلة صناعتنا على وجه السرعة، والابتعاد بعناية عن التبعية الاقتصادية".
وأضاف "فقط عند تحقيق هذه الأهداف، يمكن التفكير بجدية في الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حقيقية لإيذاء الغرب، بحيث لا ترتد علينا. لكن حتى الآن، الأولوية ليست لإزعاج واضعي العقوبات، لأن الأهم أن نخفض معاناتنا من عقوباتهم إلى أدنى درجة ممكنة".
الحاجة إلى الحلفاء
وأضاف أن من أجل مقاومة الضغط تحتاج موسكو إلى حلفاء تربطهم بها أهداف مشتركة. وظهرت معلومات للتو أن منظمي كتلة "أوكوس" يحاولون ضم اليابان بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تحالفهم، ومن الواضح أن الأمر موجه ضد بكين.
وكلما زاد الضغط على الصين، زاد الدافع إلى تعزيز تعاونها مع روسيا، شرط استمرار المشاعر الوطنية في البلدين.
وختم "أما إذا تمكنوا منا، فلن تكون الصين بمفردها قادرة على مقاومة الغرب. لذلك هم يتعاملون مع الصين أولاً، وبعدها يأتي دورنا. وبعد الوصول إلى مستوى طبيعي من التفاعل، فسنكون قادرين على الانتقال إلى الهجوم. وهو أمر لا مفر منه".