رئيس الدولة يؤكد إخلاص أبناء الوطن وتفانيهم جيلاً بعد جيل في خدمته
مجدداً .. الأردن في مواجهة مع «محور الكبتاغون»
في كل مرة يعلن فيها الأردن إحباط محاولة تهريب مخدرات إلى أراضيه عبر سوريا يعود فيها الحديث عن دور إيران والميليشيات التي تدعمها في هذه المحاولات التي تكررت كثيراً خلال الأيام والشهور والسنوات الماضية.
واتهم الجيش الأردني بشكل علني الإثنين، ميليشيات إيران ومجموعات في الجيش السوري، بالوقوف وراء محاولات تهريب المخدرات، وذلك بعد ساعات من إحباط عملية لتهريب ملايين الحبوب المخدرة (الكبتاغون) ومقتل 4 مهربين أحدهم على علاقة وثيقة بحزب الله.
وشهدت الحدود الأردنية السورية فجر الثلاثاء اشتباكات بين الجيش الأردني ومهربين، وفق مصدر لـ24، لكن الأردن لم يعلن رسمياً تفاصيل هذه الاشتباكات حتى كتابة هذا التقرير.
ولا تعد هذه الاتهامات جديدة إذ سبق للأردن أن اتهم الميليشيات الإيرانية بمحاولة إغراق الأردن بالمخدرات خلال السنوات الماضية.
ويرى محللون أن الحدود الأردنية مع سوريا تعد وجهة مفضلة للميليشيات لمحاولة تهريب المخدرات إلى الأردن ومن ثم إلى دول الجوار بسبب طولها الذي يتجاوز 370 كيلومتراً.
وعلى مدار الأزمة السورية التي انطلقت عام 2011، عملت الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني على إنشاء العديد من مصانع المخدرات وخاصة الكبتاغون في جنوب سوريا كمحافظتي درعا والسويداء على الحدود الأردنية. وفي حديث لموقع 24 قال ناشط في السويداء طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إن حزب الله والميليشيات نشرت العشرات من مصانع المخدرات المخفية في جنوب سوريا داخل منازل يعمل بها سكان محليون تحت إشراف شخصيات إيرانية ولبنانية تابعة لحزب الله.
وأوضح ان حزب الله نقل في الفترة الأخيرة العديد من آلات صناعة الكبتاغون من ريف حمص إلى السويداء لتنشيط صناعة الحبوب المخدرة باعتبارها تدر دخلاً مالياً كبيراً، بالإضافة إلى تحويل محطة لتحلية المياه في درعا إلى مصنع كبير للمخدرات تحت حمايتها، مشيراً إلى أن هذه المصانع معروفة لدى الأهالي في المنطقة إلا أنهم لا يستطيعون الوقوف في وجهها نظراً للخطر الكبير والتهديد الذي تمثله الميليشيات على حياتهم.
ويرى المحلل السياسي الأردني عامر ملحم، أن حزب الله وميليشيات إيران اتجهوا في السنوات الأخيرة لصناعة المخدرات ومحاولة تهريبها إلى الأردن ودول الخليج العربي بهدف الحصول على تمويل في ظل العقوبات الغربية. ويرى ملحم أن الفراغ الذي تركته القوات الروسية بعد بدء الحرب في أوكرانيا، دفع الميليشيات إلى زيادة صناعة المخدرات، مشيراً إلى تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأخيرة بعدما حذر من انتشار الميليشيات الإيرانية بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وفيما يرى أن الأردن قادر على حماية حدوده من هذه المحاولات، يؤكد ضرورة وجود موقف دولي وعربي داعم للمملكة في ظل المساعي الإيرانية لاستهداف الأمن العربي.
الناشط في محافظة درعا أحمد المسالمة كشف لـ 24 أن الأهالي في جنوب سوريا أطلقوا في الفترة الأخيرة حملة ضد الميليشيات للتحذير من خطورة المخدرات تتضمن كتابة جداريات حول علاقة حزب الله وإيران بالمخدرات في الجنوب.
وأوضح أن بعض المشاركين في كتابة الجداريات تعرضوا للضرب والاعتداء من قبل محسوبين على إيران، في حين عمدت الميليشيات إلى طمس بعض العبارات.